اخر تحديث
الخميس-25/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ استسلام البطل ! بين الفن الروائي ، والواقعة التاريخية !؟
استسلام البطل ! بين الفن الروائي ، والواقعة التاريخية !؟
24.01.2015
يحيى حاج يحيى
استسلام البطل ليس بالأمر الهيّن ،لاعلى البطل نفسه ، ولاعلى من حوله ! فهو كسقوط الراية إن لم يكن أشد !؟ لأن الراية قد تجد من يحملها بعد حاملها ! ومع ذلك فلا بد من معرفة الظروف والملابسات التي أدت إلى استسلامه !؟
في رواية صقور القوقاز لسلجوق قللي - ترجمة : د. محمد حرب ، التي صورت جهاد الداغستانيين بقيادة الإمام شامل ،ضد الروس على مدى خمسة وثلاثين عاماً نقف عند اللحظات الأخيرة ،وقد تضعضع المجاهدون الذين لم يكونوا يزيدون على ثلاثمائة ، وفيهم المسنون والأطفال والنساء ! وقد أشفق المحيطون بالإمام أن يبلغوه باقتراح التسليم الذي عرضته روسيا ، وكان رده على ( الحاج قاسم ) إني أفتح يديّ لأستشهد ، وأنتم تقترحون عليّ أن أستسلم !؟ فأخبره قاسم أن الموفد الروسي قد حضر ، ومعه رسالة ؛ لأن شمال القوقاز وبلاد الشيشان كلها الآن تحت الاحتلال الروسي ، ؟! وأنه باستطاعته أن يسلم نفسه مع ضمانات بسلامته شخصياً وسلامة من معه ؟! فرفض الإمام ، لكن الحاج قاسم أخرج الفتوى بالتسليم ، لأن الصراع الآن ميئوس منه ! فتناول الفتوى بعينين دامعتين وهو يقول : يشهد الله أني لا أسلّم ، وأني إنما أخضع لفتوى العلماء !
فأقام عشر سنوات في ( كلوجا) طالباً من الداغستانيين ألا يغادروا وطنهم ، لأنه سيأتي يوم الحرية ! ثم وافق الروس على سفره إلى الحجاز للحج ، فأقام سنوات ، ومات ودفن في المدينة المنورة !!
وأما فخري باشا قائد الحامية العثمانية المحاصرة في المدينة المنورة ، في الحرب العالمية الأولى ، و الذي قاوم الاستسلام ! فلم يُكتب لنهاية مقاومته من يعرضها بشكل روائي إلى الآن !؟
وقد نقلها أحد المرافقين في كتابه ( آخر الأتراك في ظل نبينا - فريدون قاندمير - ترجمة : أديب عبد المنان ) وهي تشبه إلى حد كبير موقف الإمام شامل !
كان يرفض الخروج من المدينة على الرغم من الأوامر التي كانت تأتيه من السلطان ، وظل محاصراً فيها سبعين يوماً ! وحين حانت لحظة الوداع تقدم للسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ، وكلما همّ بالخروج توقف ، وظل هكذا من الظهر إلى المغرب ... حتى وصل حال الضباط معه إلى التوسل ، وهم يُفهمونه أنه أدى واجبه ، وهو واقف لا يتحرك ! فتقدموا بناءً على ما اتفقوا عليه ، وأحاطوا به يحتضنونه وهم يبكون !
وسجل فخري باشا كلماته للتاريخ : لقد كان هذا الاستسلام لكم أول استسلام أخضع له في حياتي !!!!