اخر تحديث
الخميس-25/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ استدراج الثورات ، قبل استعداد رجالها ، والخياناتِ ، قبل بلوغ آجالها
استدراج الثورات ، قبل استعداد رجالها ، والخياناتِ ، قبل بلوغ آجالها
12.11.2018
عبدالله عيسى السلامة
استدراج الثورات ، قبل استعداد رجالها ..
نموذج قديم :
تروى كتب التاريخ ، أن الخليفة العباسي ، أبا جعفرالمنصور، كان له خصم ، من بني هاشم، يُعدّ العدّة ، للثورة عليه ! فأراد أبو جعفر، أن يقضي عليه ، قبل أن يستكمل عدّة الخروج والثورة ، فأرسل إليه أحد أعوانه ، الذين لايشكّ الثائر، بصدق نصحهم له .. فأغراه بالثورة، على الخليفة ، وزيّنها له ، ثمّ أغراه ، بالتعجيل بها ؛ لأن الخليفة ، في ظرف صعب ، لايستطيع أن يجابه ثورته ! فأعلن الثائر، عن نفسه ، ونادى أنصاره ، أن يجتمعوا ، للخروج على حكم العباسيين ! وحين علم أبو جعفر، بخروج الهاشمي ، ضرب الأرض ، بعمامته ، مزهوّاً ، وصاح : أنا أبو جعفر.. استخرجت الضبّ ، من جُحره ! ثمّ أعدّ جيشاً صغيراً ، وجّهه ، إلى الثائر الهاشمي ، وقضى على ثورته ، في مهدها ، قبل أن تقوى شوكتها ، وتصعب مواجهتها !
نموذج حديث :
كانت مدينة حماة ، هي مركز الثورة السورية ، في بداية الثمانينات ، من القرن العشرين ! وقد حاصرها حافظ أسد ، حصاراً خانقاً ، حتى اضطرّ الثوّارَ، المتمركزين فيها ، إلى الخروج ، من مكامنهم ، والاستيلاء ، على مراكز القوّة والسلطة ، في المدينة !
واتّخذ حافظ ، الثورة العلنية ، ذريعة ، لتدمير المدينة ، على رؤوس أهليها ، براجمات الصواريخ ؛ تقصفها عن بُعد ، فتدمّر كلّ شيء فيها : الحجر، والشجر، والبشر.. ولا تستثني مدرسة ، أو مسجداً، أومَشفى.. ولا تَميز الصواريخ – بالطبع – شابّاً ، من شيخ ، من طفل.. ولا امرأة ، من رجل ! حتى بلغ عدد القتلى ، عشرات الألوف !
وحين انتهت المقاومة ، دخلت قوات حافظ ، إلى المدينة ، فاستباحتها ، بشكل تامّ ، واعتقلت الألوف ، من أبنائها ، بلا تمييز، بين كبير وصغير، وبين ذكر وأنثى ! وأخضَعت المعتقلين، لأقسى أنواع التعذيب ، فمات منهم المئات ، في مراكز الاعتقال !
وكانت مأساة رهيبة ، سُمّيت ، بحقّ : مأساةَ العَصر!
استدراج الخيانات :
لم تكن خيانات كثير من الحكّام ، وأتباعهم ، بحاجة إلى استدراج ؛ لتظهر، إلى العلن ، لكنّ بعضهم كان يمارسها ، بشيء من التستّر ، والاختباء ، وراء شعارات برّاقة زائفة !
وحين هبّت أنسام الربيع العربي ، تهتّكت الأستار، وصار إعلان الخيانة ، هو الأساس ، في سلوك الحكّام المنافقين ، الذين يُظهرون الصمود والتصدّي ، والمقاومة والممانعة .. وفي سلوك الذين يتظاهرون ، بنصرة القضايا العربية ، وعلى رأسها : القضية الفلسطينية ! وحين سقطت أوراق التوت ، عن الخونة ، باتوا يتسابقون ، إلى إعلان خياناتهم ، للأمّة ، وإعلان ولائهم، للعدوّ الصهيوني ، ويخطبون ودّ هذا العدوّ، جهاراً نهاراً؛ ليثبّت كراسي حكمهم.. وذلك ، دون أدنى حياء، أو خجل، من الله..أومن الشعوب ، التي خدعوها ، سنين طويلة !
واليوم ، باتت الشعوب المستغفَلة ، تعرف حقيقة حكّامها ، وتستطيع التفكير، بشكل واضح، فيما هو خطأ ، وما هو صواب ، من أساليب التعامل معهم !