الرئيسة \  مشاركات  \  إنهم يحلون مشاكلهم على حساب دم أطفالنا

إنهم يحلون مشاكلهم على حساب دم أطفالنا

06.05.2017
د. محمد أحمد الزعبي




خطرت لي فكرة هذه المقالة وأنا أسمع ماجرى في أستانا كازاخستان يوم أمس وأمس الأول ، وأعني بذلك قصة المناطق السورية الأربعة المقترحة من روسيا بوتين لتخفيف التوتر بين النظام والثورة عبر وقف الآعمال القتالية في تلك المناطق وبضمانة ثلاثية تتمثل بروسيا وتركيا وإيران ، وهذا على قاعدة ( حاميها حراميها ) .
إن تخصيص إيران باحتجاج وفد المعارضة المشارك في لقاء أستانا بوتين على الدخول في عداد المثلث الضامن لتخفيف التوتر في بعض المناطق (!!) في سوريا، وتوقيعها إلى جانب روسيا وتركيا على وثيقة الدول الضامنة الثلاث ، إنما كان يعطي بهذا التخصيص لإيران عملياً الشرعية لروسيا بوتين والتي لايقل موقفها إجراما بحق شعبنا وثورتنا عن نظام ملالي طهران ، سواء عبر آلتها العسكرية التي تحتل بها آرضنا وتقتل آطفالنا وتحمي نظام بشار الأسد الدكتاتوري الطائفي من غضبة الشعب السوري عليه ، أو عبر استخدامها لحق (!!) الفيتو لمنع صدور أي قرار من مجلس الأمن يدين هذا النظام . هذا مع العلم - وهذا من وجهة نظرنا الخاصة - أن معظم قرارات مجلس الأمن المتعلقة بثورات الربيع العربي هي قرارات رفع عتب أكثر منها قرارات للتطبيق والتنفيذ ، وبما فيها القرارات التي اتخذت ( بضم التاء ) تحت الفصل السابع .
لانخفي هنا أننا لانعفي صديقتنا تركيا ( أردوغان ) من المسؤولية السياسية والآخلاقية في قبولها أن تقف إلى جانب مجرمي الحرب ( روسيا وإيران ) في خندق واحد ، وأن تحل مشاكلها الإقتصادية والسياسية مع روسيا على حساب دم شهدائنا ودم أطفالنا .
ومن جهة أخرى فإن سكوت الولايات المتحدة الأمريكية ، سواء عن الاحتلال الروسي لسوريا ، أو عن تواجد عشرات الميليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانب نظام عائلة الأسد ، في إطار خلفيات طائفية مؤسفة ومؤلمة ، هي ـ بتقدرنا ـ من أجبر تركيا على اتخاذ مثل هذا الموقف الملتبس والرمادي من المعارضة السورية ومن الثورة السورية ، وسمح لها بالتالي أن تقبل بدور كاذب ومضلل لكل من روسيا وإيران وعلى قاعدة ( حاميها حاميها ) كما سبق أن أسلفنا . إن من يدمر البيوت ويقتل الأطفال والنساء والشيوخ في سوريا هما(إلى جانب نظام بشار الأسد بطبيعة الحال) روسيا وإيران ، فكيف يمكن أن يكونا ضامنين لوقف الأعمال التي تقع مسؤوليتها - أساساً- عليهما يا سيادة الرئيس ترامب ؟!!. ( عش رجبا ترى عجبا ) . والعجب هنا هو موقف مايسمى " أصدقاء الشعب السوري " من الدول العربية والغربية والإسلامية ، الذين يقولون مالا يفعلون ، والذين يسكتون عن الحق ، و " الساكت عن الحق شيطان أخرس " .
إن ما يمكن أن ننصح به إخوتنا في جبهات القتال ، وعبر هذه الإمكانية الوحيدة المتاحة لشيخ ثمانيني مثلي يحب بلده وشعبه وإخوته في النضال المادي والمعنوي ، هو أن يتوحدوا تحت راية الجيش الحر ، وأن يتوحد هذا الجيش الحر بدوره تحت راية الثورة ، ويعيد بناء نفسه كجيش وطني ، وعل أسس عسكرية محضة ، وأن تكون له عين على الهدف الأساسي الذي قامت ثورة آذار ٢٠١١ من أجله ، ألا وهو تحقيق الحرية والكرامة للشعب السوري بكل مكوناته الاجتماعية ، وذلك عبر إسقاط النظام الدكتاتوري اللاوطني ، نظام عائلة الأسد الطائفي . وعين على البيوت والمدارس والمستشفيات والبنية التحتية التي دمرها بشار وجيشه " العقائدي " (!!) ،والتعجيل بإعادة تأهيلها ، وجعلها صالحة لاستقبال أصحابها وعودتهم إليها بالسرعة الممكنة . هذا وينبغي لثورة الشباب السلمية أن تستمر على التوازي والتكامل مع العمل العسكري للجيش الوطني ، بحيث يلتقي الطرفان ((العسكريون والمدنيون) في ساعة الصفر عند قوس النصر المبين للثورة ، إن شاء الله .