اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ أيّهما أولى ، بتذكير المرء بواجباته : شكلُ الفم، أم الكلامُ الذي ينطلق منه ؟
أيّهما أولى ، بتذكير المرء بواجباته : شكلُ الفم، أم الكلامُ الذي ينطلق منه ؟
01.03.2020
عبدالله عيسى السلامة
في المثل العربي القديم :
ذكّرني فوكِ حمارَي أهلي !
قصّة المثل :
كان رجل يسوق حمارين ، في طريق برّي ، فرأى ، عن بُعد ، امرأة ، فنظر إلى قوامها ، فأعجبه، فترك حمارَيه ، وأسرع خلفها ! وحين اقترب منها ، التفتت إليه ، فلم يعجبه فمها ، فقال لها : ذكّرني فوكِ حمارَي أهلي ، وعاد سريعاً ، إلى الحمارين ، يسوقهما ! وذهبت قولته للمرأة ، مثلاً !
والسؤال ، هنا ، هو: هل شكلُ الفم ، وحدَه ، الذي يذكّر الناس ، بما ينسونه ، من واجباتهم .. أم الكلامُ ، الذي ينطلق من الفم ، يذكّر الناس ، كذلك ؟
لاشكّ في أن بعض الأمور، تغري بالاهتمام ، مثل الشكل الخارجي للجسم ، وما يتّصل به ، فينسى المرء بعض واجباته – ذُهولاً ، أو غفلة - .. بَيدَ أن ثمّة أموراً ، عدّة ، قد تنفّر العقل ، أو الذوق ، أو الإحساس .. فيستعيد المرء وعيه ، أو صوابه ، ليتذكّر بعض ماكان قد نسيه ، من واجباته !
نموذج( 1) : خرج رجل من بيته ، متّجها إلى أحد المخابز، ليشتري خبزاً لأسرته ، فرأى في طريقه تجمّعاً ، يخطب فيه أحد الأشخاص ، فسأل عن الأمر، فقيل له : هذا النائب فلان ، قد رشّح نفسه ، لانتخابات المجلس النيابي المقبل ، بعد أن انتهت مدّة المجلس الذي هو فيه ! فاقترب منه ، فسمعه يتحدّث ، عن برنامجه الانتخابي ، ومِن أهمّ بنوده : العدالة .. ومحاربة الظلم والفساد .. وحرّية الرأي ، لمواطني بلاده ..! ثمّ سمع شابّاً ، بقول للمرشح : لقد انتخبناك ، في المرّة الماضية، وكان برنامجك الانتخابي ، هو، ذاته ، الذي تتحدّث عنه ، الآن .. بل ؛ بالعكس ، رأيناك تتزلّف للسلطة التنفيذية ، وتبارك ، سائرَ أنواع الظلم والفساد ، والاستبداد ، وقمع الآراء الحرّة .. فهل تختلف وعودك ، اليوم ، عن وعودك ، بالأمس ؟ فصاح به المرشّح : اخرس ، بارقيع ! هل جئت لتُفسد لي المؤتمر الانتخابي ؟ ومَن دسّك علينا ، لفعل هذا ؟ إنك متآمر خبيث ، وسأعلم مَن حرّضك ضدّي ، وأحاسبه ، وأحاسبك ، معه !
فقال الرجل ، الذي جاء ليشترى خبزاً : ذكّرني كلامك ، بخبز أولادي !
نموذج (2) : طالبٌ جامعي ، أعَدّ نفسه ، للذهاب إلى جامعته ، فرأى على شاشة التلفاز، رئيس بلاده ، يخطب : عن الرفاهية ، التي سيوفّرها لشعبه .. وعن الغلاء ، الذي سيحاربه .. وعن البطالة المتفشّية ، في دولته ، وعن نيّته ، في القضاء عليها ..! ثمّ ، حين تذكّر، أن هذا الكلام مكرور، على لسان رئيسه ، من سنين ، وأنه لم ينفّذ منه شيئاً .. خاطب صورته ، في التلفاز، قائلاً : ذكّرني كلامك بجامعتي ، وبأنّ لديّ محاضرة ، يجب أن أحضرها !