اخر تحديث
الأربعاء-24/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ أيّهما أخبَث : خيانة الظالم ، أم ظلمُ الخائن .. وكلٌّ منهما خيانة وظلم ؟
أيّهما أخبَث : خيانة الظالم ، أم ظلمُ الخائن .. وكلٌّ منهما خيانة وظلم ؟
16.02.2020
عبدالله عيسى السلامة
أنْ يَظلم الخائنُ شعبَه ، فليس مستغرباً ، بل هو أمر طبيعي جدّاً ؛ فالخيانة ، ذاتها ، ظلم ، من الطراز البشع ، سواء أكانت : خيانة دين ، أم خيانة وطن ، أم خيانة شعب ، أم خيانة عهد ، أم خيانة أمانة فردية !
أمّا أن يخون الظالمُ ؛ ظالمُ شعبِه ، أو ظالمُ أهلِه .. فيجمع الخيانة إلى الظلم ، فهذه كارثة مركّبة، يستجير، من شرّها ، عقلاءُ البَشر، جميعاً !
فهل الخونة ، الذين يظلمون شعوبهم ، في بلادنا ، هم خونة ، في الأصل .. أم كانوا أمناء، وخانوا : اجتهاداً ، وسياسة ، وحرصاً على كراسيّهم ؟
وهل الظلمة ، الذين يخونون شعوبهم وأوطانهم ، هم ظلمة ، في الأصل ، أم وجدوا الظلم أمراً لامفرّ منه ، لأسباب سياسية ، أو اجتماعية ، أو اقتصادية ..؟ أم هم وجدوا أبواب الظلم مفتوحة، أمامهم ، فحقّقوا في أنفسهم ، قول المتنبّي :
والظلمُ مِن شيَم النفوس ، فإن تَجد ذاعفّة ، فلِعلّةٍ لايَظلم ؟
أم هم وجدوا ، في الظلم ، إغراءات لاتقاوم ، كإغراءات الخيانة ؟ أم أمَرهم أسيادهم، الذين يتحكّمون بهم ، وبقراراتهم ، وبأوطانهم ، وشعوبهم .. عبْرهم ، بان يمارسوا ، على شعوبهم ، أنواعاً من الظلم البشع ، تنسيهم الخيانة ، وتجعل شعوبهم ترضى بخيانتهم ، إذا خفّفوا من ظلمهم ؟
إن الظلم متعدّد الصوَر، متنوّع الأشكال .. كما أن الخيانة ، متعدّدة الصوَر، متنوّعة الأشكال !
وإنّ حالات الخونة ، مع الظلم .. وحالات الظلمة ، مع الخيانة .. مختلفة الأصناف ، تحكمها عوامل شتّى !
لكن ، يمكن القول : إن بعض الظلمة ، يأنفون الخيانة العظمى ، دون أن ينتبهوا ، إلى أن الظلم خيانة ، من نوع ما !
كما أن بعض الخونة ، ينفرون من الظلم ، أو من بعض أشكاله ، برغم أن الخيانة ، ذاتها ، ظلم بشع !
ولو نظر عاقل ، إلى أصناف الظلمة ، وأصناف الخونة ، لوجد مايلي :
خائناً جمع الظلم إلى الخيانة ، وظالماً جمع الخيانة إلى الظلم !
خائناً يَنفر من الظلم، ولا يمارسه إلاّ مضطرّاً.. وظالماً يأبى الخيانة، ولا يمارسها إلاّ مضطرّاً!
وليست المشكلة ، عند هؤلاء الخونة والظلمة ؛ ففي كلّ شعب ، من شعوب الأرض ، توجد الخيانة والخونة ، ويوجد الظلم والظلمة ! المشكلة هي ، عند الشعوب ، التي تمارَس عليها الخيانة ، وحدَها ، أو يمارَس عليها الظلم ، وحده .. أو يمارَس عليها الأمران ، معاً ! كيف تتعامل هذه الشعوب ، مع هذه الحالات، مجتمعة : الخيانة والظلم.. ومع كلّ حالة، على انفراد! تلك هي المسألة ، وذلك هو الداء الوبيل ، الذي تتخبّط شعوب كثيرة ، في ويلاته ، دون معرفة الكيفية المناسبة ، للتخلّص من هذه الويلات !