اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ أيّها الإعلاميون العرب : اتّقوا الله ، في حكّامكم!
أيّها الإعلاميون العرب : اتّقوا الله ، في حكّامكم!
24.09.2018
عبدالله عيسى السلامة
يارجال الإعلام..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وبعد .. اتّقوا الله ، يارجال الإعلام ، في حكّامكم ..
اتّقوا الله ، في هؤلاء الحكّام ، ولا تشوّهوا سمعتهم ، أمام شعوبهم !
لقد وظّفوكم ، في أجهزة الإعلام ، لتخدموهم، أو لتخدموا بلدانكم ،أولتخدموا الجهتين ، معاً.. فلا تشوّهوا سمعة الحكّام ، وتخرّبوا بلدانكم !
إن التلفاز والإذاعة ، في كل بلد عربي ، خاضعان للسلطة السياسية ، وكلّ مادّة تُعرض ، فيهما ، تُحسب للسلطة ، أو عليها ! وإنَ الناس لايعرفونكم : لايعرفون ميولكم ، وأهواء كم، وأخلاقكم .. إنّما يعرفون الوسائل ، التي تعملون فيها ، ويعرفون أن هذه الوسائل ، مملوكة للسلطة السياسية ، ناطقة باسمها ، خاضعة لتوجيهها !
حتّى الوسائل غير الرسمية ، تعمل بإذنها ، وبترخيص منها !
أمّا أنتم ، فتأتيكم الشتائم واللعنات ، بالتبعية ، إزاء كلّ سقوط ، أو انحراف ، من جهتكم ؛ لأن الناس ، ينظرون إليكم ، نظرتهم إلى خدم صغار، ينفّذون أدواراً قذرة ، لمصلحة أسيادهم ، فيلعنونكم ، بالتبَعية ، بعدَ أن يَصبّوا غضبَهم ، على الأسياد ، أوّلاً !
فلماذا ؟ لماذا .. أيّها السادة ؟ أأنتم مأمورون ، حقّاً ، من قِبل حكّامكم ، بأداء هذه الأدوار، الرهيبة المدمّرة ؟ هل طَلب ، منكم ، وزراء الإعلام ، تنفيذ دورات برامجية ، معيّنة ، مشحونة بالخلاعة والمجون ، وأفهموكم ، بأن هذه الطلبات ، إنّما هي طلبات الحكّام ، من: ملوك ورؤساء وأمراء !؟ وهل طلبوا ، منكم ، باسم الحكّام ، التَحلّلَ ، من كلّ قيمة سامية، ومن كلّ خلق نبيل !؟ وهل أغلَقوا ، أمامكم ، كل أبواب الحكمة والحشمة ، والرصانة والأدب والوقار!؟
نحن ، أيّها السادة ،لا نظنّ الحكّام ، على هذه الدرجة ، من السوء ، بل إننا لنحسن الظنّ ببعضهم ، ونعتقد أن لدى عدد منهم، شيماً نبيلة، وأخلاقاً كريمة .. وأن بعضهم لايرضى ، بهذه الفواحش ، التي تعرضونها ، في أجهزة الإعلام ! وإن رضي بها ، فقد لا يأمر بها ، ولا سيّما ، أن الحكّام ، جميعاً ، يعلمون ، أنهم يحكمون شعوباً مسلمة !
فلماذا تصنعون هذه الفجوات الواسعة ، بين الحكّام وشعوبهم ؟ لما ذا تستثيرون نقمة الشعوب، ضدّ حكّامها ، بنزواتكم العابثة الرخيصة !؟
لماذا تسجّلون ، في صفحات الحكّام ، كلّ هذه الآثام ؛ ليحاسبوا عليها ، يوم القيامة ، بصفتهم مسؤولين ، عن وسائل الإعلام ، وعمّا يُعرَض فيها !؟
لماذا ..؟ لماذا .. يارجال الإعلام !؟
لماذا تجعلون ، من حكّامكم ، آلهة ، أو أشباه آلهة !؟ أهم طلبوا ، منكم ، ذلك !؟ أهم طلبوا ، منكم ، أن تجعلوا ، من وسائل الإعلام ، التي يدفع الشعب أثمانها ، ويدفع لكم أجوركم ، للعمل فيها .. أبواقاً ، لتمجيد أشخاصهم ، والتسبيح بحمدهم ، ليلاَ ونهاراً !؟
إنا نشكّ ، في أن يكونوا ، قد طلبوا ، منكم ، كلّ هذا التطبيل والتزمير، لهم ! فنحن نعتقد ، أن لدى الكثيرين ، منهم ، عقولاً تمنعهم ، من ذلك ، وشيَماً تردعهم ، عن ذلك ! فماذا يبقى؟ يبقى أنكم ، أنتم ، أصحاب المبادرة ، في هذا كلّه ! فلمَ تفعلون هذا !؟ أتفعلونه : تقرّباً منهم، وتزلّفاً إليهم !؟ فإذا كان الجواب الوحيد ، على هذا السؤال ، هو: (نعم) ، فهل تعتقدون ، أنكم تخدمونهم ، وتقدّمون لهم خيراً ، بممارساتكم هذه !؟
كلاّ .. أيّها السادة الإعلاميون ! إنكم تسيئون إليهم ، أبلغ إساءة ؛ إذ تجعلونهم ، في عيون شعوبهم ، مجموعة من الحمقى المغرورين ، الذين لاهمّ لهم ، سوى سماع عبارات المديح، تُكال لهم ، فينتفخون بها ، كالبالونات الجوفاء ! ولو لم يكونوا كذلك ، لما قبلوا ، بكلّ هذه السيول الجارفة ، من عبارات المديح ، التي تُصَبّ ، في آذانهم ، صباحَ مساءَ !
أجل ، أيّها السادة ! هكذا تتصوّر الشعوب ، حكّامها ، حين تسمع عبارات المديح ، تنصبّ ، من أفواهكم ، في وسائل الإعلام ، صباحَ مساءَ ، والحكّام صامتون ، وسكوتُهم ، على ما يسمعون ، دليلٌ ، على رضاهم به !
فلمَ تدأبون ، أيّها السادة ، على إعطاء هذه الصورة الهزيلة ، عن حكّامكم !؟
أمّا مصلحتكم ، فقد عرفناها ، وهي التزلّف إليهم ! فما مصلحتهم ، هم ، في هذا !؟
إنّا نرى ، أنكم تفسدون علاقة شعوبهم ، بهم، غاية الإفساد، بهذه الممارسات المنحرفة ، التي تمارسونها ؛ للأسباب ، التي ذكرناها، آنفاً!
فاتّقوا الله ، أيّها الإعلاميون .. اتّقوا الله ، في حكّامكم ، وفي شعوبكم ، وفي أنفسكم !
وسبحان القائل : بل الإنسانُ على نفسِه بَصيرة * ولوْ ألقى مَعاذيرَه .