الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  أين خيمتي

أين خيمتي

07.09.2017
ابتسام شاكوش


جاء  بزوجته وبناته الى المخيمات, فرارا من بيت هدمه القصف, وسماء ما فتئت تمطر أنواع القذائف والمتفجرات, وجبال ركبت على قممها وحوش حديدية ضخمة تنفث فوهاتها النيران, حين أكمل نصب خيمته على ذلك الصعيد المغطى بالحصى, استلقى ليرتاح على فراش اسفنجي رقيق, ناظرا الى الفضاء, حامدا ربه على سلامته وسلامة عرضه, وجلست زوجته وبناته يحطن به منكسرات.
اقتحم باب الخيمة رجل غريب, دخل بخطوة, أتبعها بأخرى ثم تراجع معتذرا, عفوا, أخطأت بخيمتي, ضحك عمر وسامحه, بعد دقائق اقتحم باب الخيمة رجل آخر, اعتذر فسامحه عمر ولم يضحك, تلاه ثالث ورابع...غضب عمر أشد الغضب, لماذا يقتحمون عليه حرمة خيمته؟ أما جاء الى هنا ليسلم بشرفه وليحمي زوجته وبناته؟ أم أنه صار سخرية لرجال المخيم؟ ألا يكفيه ما في داخله من المذلة؟
ارتفع صوت الأذان من السجد القريب, قام عمر, حمل غضبه وسار الى المغاسل, توضأ واتجه الى المسجد ليصلي مع الجماعة, انهى صلاته وخرج, متلفتا حوله, الأرض المزروعة خياما في هذا الحر الصحراوي استعارت ثوب الشتاء فبدت بيضاء كأنها غطيت بالثلج, في طريق عودته اقتحم عشرات الخيام وخرج منها معتذرا, كل الخيام متشابهة, والوجوه متشابهة, والذل في العيون المصطفة في طوابير أمام المغاسل والحمامات وعربات الطعام والمستوصف متشابه, بخجل كاد ان يحرقه, التفت الى جاره في الطابور ليسأله:
- ألا تساعدني في البحث عن خيمتي؟