اخر تحديث
الجمعة-26/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ أولئك رجال .. وهؤلاء رجال !
أولئك رجال .. وهؤلاء رجال !
24.04.2018
عبدالله عيسى السلامة
كنت أدرّسه مادّة اللغة العربية، في كليّة متوسطة، ليحصل على شهادة الدبلوم، في العلوم الشرعية! وكان عريض الدعوى ، كثير التبجّح ، يطيل لسانه ، في سير العلماء ، القدماء والمعاصرين، ويقول، بثقة زائدة بالنفس ، عن الفقهاء الأربعة الكبار، الأعلام : هم رجال ، ونحن رجال !
وسألني ، في أثناء درس النحو: أستاذ ، لمَ ندرُس النحو؟ فقلت ، ببساطة : تدرسه ، لتتعلّم القراءة والكتابة !
فقال ، بثقة زائفة : أنا أعرف القراءة والكتابة ! فقلت : لاتعرف ! فأصرّ على انه يعرف ! فطلبت منه ، أن يُخرج، من درج طاولته ، أيّ كتاب يختاره ، من كتبه، ويقرأ فيه صفحة واحدة، بلا أخطاء ، وأنا أعطيه درجة تامّة ، في مادّة اللغة العربية ، وأعفيه من دراسة النحو! فأخرج كتاباً ، وبدأ يقرأ ، في أوّل صفجة منه ، فما أتمّ السطر الأوّل ، حتى وقع في أخطاء عدّة ! وقرأ السطر الثاني ، ثمّ الثالث ، فتبيّن أنه لايستطيع ، أن يقرأ، جملة واحدة ، بلا أخطاء ! فأحسّ بالخجل ، أمامي، وأمام زملائه ! وداعبته ، قائلاً : يارجل ، هل الأئمّة الكبار: الشافعي وأبو حنيفة ، ومالك وابن حنبل، هل هؤلاء رجال ، وأنتم رجال!؟ فقال ، خجِلاً: أستاذ، لاتؤاخذني ، أنا مضى عليّ ثلاثة أشهر، فقط ، ملتزماً ، بالمنهج السلفي ، ولم أتمكّن ، بَعدُ ، من استيعاب مقتضياته العلمية ، من لغة ، وعلوم شرعية !
قلت : لاعليك ، يابنيّ ، لكن ، أذكّرك بفضيلة التواضع ، واحترام النفس ، واحترام الآخرين !
لمْ أورد هذه الحكاية ، على سبيل القصّ ، أو حديث الذكريات ؛ بل لأنها تدخل ، في لبّ الفلسفة السياسية ، ولبّ علم الاجتماع السياسي ، في الظروف العادية ! وهي ، اليوم ، في ظروف الأمّة الراهنة ، تدخل في لبّ السياسة! لأن هذا الشابّ ، وأمثاله ، هم ، اليوم ، أصحاب الصولة والجولة، في الميادين كلّها : الشرعي والعلمي ، والسياسي والعسكري .. من طنجة إلى جاكرتا ! وقد جمَعوا المنكَر، من أطرافه : الجهلَ والكِبرَ، وإطالة اللسان ، على علماء الأمّة (السفاهة)!
ولا أعمّم هذا ، على طلبة العلم ، الذين من طراز هذا الشابّ ، لكني أزعم - على ضوء ما أراه ، كلّ يوم ، بل كلّ ساعة - أن أمثال هذا ، بلاء حقيقي ، على الأمّة ؛ فمِن بينِهم تصطادُ أجهزة الاستخبارات ، زبائنَها الإسلاميين ( الجهاديين!) ، الذين نراهم ، في سورية ، وفي العراق ، وفي نيجيريا ، وفي سائر بقاع الأرض ! وأوّل تكليف لهم ، من قبل الأجهزة العربية والأجنبية ، هو تكفير المسلمين ، عامّة ، واستباحة دمائهم ، بشعارات إسلامية برّاقة ، وتحت رايات إسلامية خفاقة ! ومِن بين هؤلاء، يَبرز العلماء الشرعيون ، الذين يُفتون للفصائل المقاتلة ، فيُحِلون لها ، ويُحرّمون عليها! وتسقط الأمّة ، بين نار هؤلاء ، ونار الإجرام السلطوي ، وتذهب دماءُ أبنائها، هدراً، في فِتن مدلهمّة، لايَعرف القاتلُ ، فيها ، فيمَ قَتلَ ، ولا القتيل فيمَ قُتِل !
وحسبنا الله ونعم الوكيل !