الرئيسة \  مشاركات  \  أهيَ العاصفة ، أم هو الهدوء الذي يسبق العاصفة.. أم ثمّة قراءة أخرى للأحداث ؟

أهيَ العاصفة ، أم هو الهدوء الذي يسبق العاصفة.. أم ثمّة قراءة أخرى للأحداث ؟

19.08.2020
عبدالله عيسى السلامة





وقف اثنان ، أمام لوحة في معرض رسم ، فسأل أحدهما الآخر: إلامَ تَرمز هذه اللوحة ؟ فأجاب : إنها ترمز إلى العاصفة ! وكان الرسام على مسافة منهما ، ينظر إليهما ، فاقترب منهما ، وسأله الأوّل : عمّ تعبّر هذه اللوحة ؟ فقال ، ببساطة : عن الهدوء ! فالتفت السائل إلى صاحبه ، وقال ، مستنكراً : كيف تقول : إنها تعبّر عن العاصفة ، وراسمُها يقول : إنها تعبّر عن الهدوء ؟ فأجاب  صاحبه : ببساطة : إنها تعبّر عن الهدوء ، الذي يسبق العاصفة !
ويختلف الناس ، في قراءة الأحداث الجارية في منطقتنا ، من قتل ودمار وتشريد، وكوارث تصيب الجميع ، صغاراً وكباراً !
بعضهم يرى ، أنها حرب: صليبية صهيونية صفوية ، ضدّ الإسلام والمسلمين ، ويستشهد على ذلك ، بأقوال كبار الساسة ، من الغربيين ، أنفسهم ، مثل قول السياسي الصهيوني المخضرم ، وزير خارجية أمريكا الأسبق ، هنري كيسنجر، الذي قال بصراحة : إنها حرب عالمية ، ومَن لايسمع قرعَ طبولها ، فهو أصمّ !
وبعضهم يرى الأحداث ، مجرّد صراع قوى ومصالح ، في منطقتنا ، بين بعض الدول الغربية ، المتنافسة على النفوذ والسيطرة ، في بلادنا !
وبعضهم يرى ، أن الحكّام الصغار، في بلادنا ، يتنافسون ، فيما بينهم ، ويستعين بعضهم بالدول الكبرى ، للتغلّب على خصومه !
وبعضهم يرى ، أن إسرائيل تحرّك الأحداث ، كلّها ، لتمزيق الأمّة ، وتُحرّك  الحكّام العملاء، المرتبطين بها، لإثارة الزوابع ، في بعض الدول.. وقتل الناس ، وتشريدهم من بلادهم !
وبعضهم يرى ، أن اللوحة تشمل ماذُكرَ، كلّه ويلقي اللوم ، على أبناء المنطقة ، انفسهم ، لأنهم جعلوا بلادهم مسرحاً ، لاحداث دامية : يَقتل فيه الأخ أخاه ، وتستغلّ الدول الصناعية الكبرى الأحداثَ ، لبيع أسلحتها الفتّاكة المتطوّرة ، لأبناء المنطقة المتقاتلين ، ليقتل بعضُهم بعضاً ، فتستفيد هذه الدول الصناعية الكبرى ، فوائد جمّة، منها : إضعاف دول المنطقة ، وقتل العدد الأكبر من سكّانها ، الذين تراهم أعداء لها في العقيدة .. إضافة إلى المكاسب المالية الضخمة ، من بيع الأسلحة ، التي تكسد إن توقّفت الحروب ! 
ويظل الخلاف قائماً ، بين المحلّلين ، الذين هم ضحايا لوحة الأحداث ، مع أطفالهم ونسائهم .. وأجيال أمّتهم ، كلّها : الحالية ، والقادمة .. إلاّ أن يشاء الله أمراً آخر!