أهمّ مايَحرفه الشيطانُ ، عن وجهته ، لدى المؤمن: النيّة ، قبلَ العمل، أو في أثنائه !

في الحديث الشريف : إنّما الأعمالُ بالنيّات ، وإنّما لكلّ امرئ مانَوى !
وفي الحديث : أخلِصْ العَملَ ، يُجْزكَ منه القليل !
طُرفة : رأى رجلان ، شابّاً يُصلّي في المسجد ، فأثنيا على سمته وخشوعه ، فسمعهما ، والتفت إليهما ، وهو واقف في الصلاة ، وقال : وأنا صائم ، أيضاً !
قصّة الناسك والشيطان : دأبَ الناس على عبادة شجرة ، فقرّر ناسك قطعَها ، وحمل فأسه ، في اليوم التالي ، وتوجّه إليها ، فاعترضه الشيطان ، وحاول منعه ، فأصرّ على القطع ، فاصطرَعا ، فصرع الناسكُ الشيطانَ ! ثمّ عاد متعباً ، ليقطعها ، في اليوم التالي .. واعترضه الشيطان ، واصطرعا ، فصُرع الشيطانُ .. وفي اليوم الثالث ، تكرّر المشهد ، فأغرى الشيطانُ الناسكَ ، بمنحه ليرة ذهبية ، كلّ يوم ، لقاء ترك الشجرة ! فقَبل الناسكُ ، وظلّ يقبض ليرة ، كلّ يوم ! ثمّ قطع الشيطانُ الليرةَ، فحمل الناسك فأسَه ، لقطع الشجرة ، فاعترضه الشيطان ، وصارعه ، فصرعه الشيطانُ ! وحين استغرب الناسك الأمرَ، أخبره الشيطان ، أنه كان يدافع عن عقيدته، فصرع الشيطانَ ، وحين دافع عن الذهب ، صرعه الشيطان !
والانحرافُ متعدّد الجهات ، متنوّع الأشكال :
انحراف فكري: كأنْ تطرأ على عقل المؤمن، أفكار معيّنة، تحرف نيّته، عن وجهتها!
انحراف مصلحي: كأنْ تُخالط النيّة مصلحةٌ، مادّية أو معنوية، تحرفها عن الإخلاص!
انحراف ، بسبب عاطفي أو شعوري : كالحبّ ، والحقد ، والحَسد ، والكِبر، والرغبة في النكاية ، أو الانتقام ..!
انحراف ، بسبب ضعف الملكات العقلية : كالغباء ، أو البلادة ، أو الغفلة ..!
انحرافُ نفاق : كأن تَجدّ على النيّة ، خاطرة تدعو إلى النفاق ، أو التزلّف، لجهة ما!
المؤثّرات في النيّة : منها ماهو ذاتي ، نابع من نفس المرء ، ومنها ماهو خارجي !