اخر تحديث
الجمعة-19/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ أمريكا : البازار العالمي الإلزامي المؤقّت
أمريكا : البازار العالمي الإلزامي المؤقّت
03.02.2018
عبدالله عيسى السلامة
لابدّ من التعامل معها.. لكن كيف !؟
1) أمريكا هي الإمبراطورية العالمية الوحيدة اليوم ، وهي إمبراطورية مؤقّتة ، لها عمر محدّد ، تستهلكه ثم تمضي كما مضى غيرها ، قديماً وحديثاً..!(ولن نتحدث هنا ،عن التقارير والدراسات ، التي تتناول تناقضات أمريكا الداخلية ، وتناقضاتها مع العالم.. ـ التي تزداد خطورة واتساعاً ، يوماً بعد يوم ـ .. وتفاعلِ التناقضات الداخلية والخارجية ، في التعجيل بإنهاء أسطورة الإمبراطورية العملاقة الفريدة ..! فهذا متروك للخبراء والمختصّين ، الأمريكان وغيرهم ..!).. ولكل أجل كتاب .
2) وهي بازار عالمي ضخم ، مفروض على العالم التعامل معه ، مَن أحَبّه ومَن كَرهه، على مستوى الدول والحكومات ( والأحزاب التي تطمح إلى أن تحكم دولاً ، أو تغيّر حكومات بلادها المستبدّة ، في المناطق الخاضعة لهيمنة أمريكا أو نفوذها ، ولاسيّما دول العالم الثالث..). فهي متغلغلة في مفاصل العالم ، اقتصادياً وسياسياً وأمنياً .. (وعسكرياً في الكثير من دوله الكبرى والصغرى ) في القارّات كلها.. على شكل هيمنة ، أو نفوذ..!
3) السؤال الذي يطرحه ، أو ينبغي أن يطرحه ، على نفسه ، كل راغب بالتعامل مع أمريكا ، أو مضطرّ إلى هذا التعامل ، هو: كيف ؟
4) السؤال ( كيف ؟) ، يجيب عليه كل متعامل ، حسب حاجته ، وقوّته ، وحجمه ، ووزنه في ميزان بلاده ، وفي الميزان الدولي..! وكل ذلك انطلاقاً من طبيعته (طينته) ومبادئه ، وأخلاقه ! وبالطبع ، حسبما يراه محققاً لمصلحته في البيع والشراء؛ بيع البضاعة التي لديه (أو لدَى غيره!) وشراء البضاعة التي يحتاجها!
5) نماذج:
*) بعض الحكام يبيعون (أو يرهنون) قرارات الدول التي يحكمونها ، سياسياً أو اقتصادياً ، مقابل بقائهم في كراسي الحكم !
*) بعض الحكام يقدّمون في بلادهم ، تسهيلات لقواعد عسكرية أمريكية ، أو يُبرمون اتفاقات ، أو معاهدات طويلة الأجل (عسكرية.. اقتصادية ).. أو يعقدون (تحالفات!) أو صفقات ضخمة ، لشراء كميات هائلة من سلع تحتاجها بلادهم، أو (لا تحتاجها!) مع شركات أمريكية عملاقة ، تعطَى امتيازات خاصّة ، في الدولة المعنية!
*) بعض الحكام يقدّمون مناطق واسعة من بلادهم ، لدولة حليفة لأمريكا، في حروب هزلية مفتعلة ، للبقاء في كراسي الحكم ، أو الارتقاء من منصب معيّن ( وزيردفاع ، مثلاً) إلى منصب رئيس جمهورية ! (والطريف أن هؤلاء الحكّام ، هم أكثر الناس شتماً لآمريكا ، وتظاهراً بمعاداتها! ).
*) بعض الحكّام يحشدون جيوشهم تحت قيادة أمريكا ، لمحاربة دولة يسمّونها (شقيقة!) تخضع مع دولتهم لقيادة حزب قومي واحد! ( وهم ذاتهم، الذين يكثِرون مِن شتم أمريكا ، ويتظاهرون بمعاداتها ، والوقوف في وجه مخططاتها الامبريالية الخبيثة!)
*) بعض الحكام يقدّمون لأمريكا آلاف الملفّات الأمنية ، عن مواطني دولتهم ( ثلاثين ألف ملفّ.. مثلاً !) لتلاحقهم أمريكا ، بتهمة الإرهاب ! وهؤلاء الحكام ، هم أنفسهم ، شتّامو أمريكا ، الصامدون في وجه مخططاتها ، الممانعون لهيمنتها ! وقد سمّوا أنفسهم لهذا : أصحابَ ـ أو أبطال ! ـ (جبهة الممانعة) !
وواضح هنا بالطبع ، أن هذه النماذج المذكورة من الحكام ، تبيع من حساب دولها وشعوبها ، لتقبض لحسابها هي: ( مناصبَ..أموالاً..حِمايات أمنية لها ولكراسيها..!)
*) بعض الحكام يتعاملون مع أمريكا تعامل الندّ مع الندّ ، يبيعون من حساب دولهم، ليقبضوا لحساب دولهم ، بموازين دقيقة ، لا حيفَ فيها ، ولا تفريط ، ولا تساهل، ولا إهمال ، ولا مجاملة أو مسايرة ..على مصالح الدول التي يحكمونها..! كما يتعامل أيّ تاجر وكيل ، حصيف ، حريص على الأمانة التي أوكِل إليه أمرها، أمام شعبه ، وأمام القوى التي تتربّص به ، داخل بلاده ، من وسائل إعلام ، وأحزاب، ومنظمات مجتمع مدني .. هذا إذا لم يكن لديه ضمير حيّ ، يخشى من تأنيبه ، ولا إيمان بإله يخشى أن يحاسبه ..!).
*) بعض الأحزاب المعارضة تقدّم نفسها إلى الأمريكان ، على أنها البديل الأفضل في بلادها ، لأمريكا .. وأن الحكم القائم لا يحقّق المصالح الأمريكية كما ينبغي ، وأنها مستعدّة لخدمة مصالح أمريكا كلها ، في بلادها ..! ( وهذا ما يمكن تسميته : الرهان على النذالة ..! أي : أيّها الأمريكان عيّنوني بدلاً من الحكم القائم في بلادي، فأنا أكثر منه خضوعاً لكم ، وأكثر نذالة !).
*) بعض الأحزاب تراهن على معادلات القوى ، الدولية والإقليمية والمحلية ، وتشابكها، وحساب مصالح الفرقاء ، الكبار والصغار.. وتقدّم نفسها على أنها البدائل الأصلح لبلدانها وللمنطقة ، ولحفظ مصالح الدول الكبرى .. بما لا يناقض مصالح دولها وشعوبها.. ( أي : تنطلق من حفظ مصالح دولها وشعوبها أولاً ، وتأتي مصالح الآخرين بالتبعية ..) وأن النظام القائم بلغ من الفساد حداً سيدمّر معه بلاده وشعبه، ويؤذي المنطقة بأسرها ، ويضرّ بالتالي ، بمصالح الدول الكبرى ، التي لا تتحقّق ولا تستمرّ إلاّ بالاستقرار الفعلي ، للمنطقة ودولها وشعوبها ، عندما تتحقّق مصالح هذه الدول وهذه الشعوب ، التي ملّت الطغيان والفساد ، والفقر والتخلف والاستبداد! (وواضح أن الرهان هنا ، هو رهان على تحقيق مصالح الدول التي ابتليت بحكم الطغاة الفاسدين ، وأن مصالح الدول الأخرى إنّما تتحقّق ، بتحقّق مصالح الدول ، التي تسعى إلى إنقاذ شعوبها من هؤلاء الطغاة ، الذين إذا استمرّوا سيدمّرون بلدانهم بفسادهم ، أو تتحرك ضدّهم شعوبهم ، فتَحدث مجازر قد تؤذي سائر الفرقاء أصحاب المصالح ، في المنطقة وفي العالم !) . وإذا كانت أمريكا ـ شأنها شأن سائر الدول ـ لا تثق بمجرّد الوعود ، بل تنظر إلى أصحابها وإمكاناتهم ، وتمعن النظر في الواقع ومعادلاته وتفاعلاته .. فقد تجد في هذا الكلام واقعية ترجّح ، من خلالها ، أن مصالحها الحاضرة ، والمتوقعة مستقبلاً ، إنّما تكمن هاهنا ..!
/ ونحسب هذا الرهان ، أو ما يدور في إطاره ، هو الرهان الوحيد ، الذي يمكن أن يطرحه سياسي عاقل شريف ، على الساسة الأمريكان ، وغيرهم من أصحاب القوى والنفوذ والمصالح، في بلادنا المبتلاة بحكم الطغيان والفساد !/.
وتبقى نقطة جديرة بالتأمل والاهتمام ،هي : إذا كانت أمريكا قد تلقّت دروساً قاسية، من احتلالها لأفغانستان والعراق .. وأنها مِن شِبه المستحيل عليها عقلاً، أن تكرر تجربة الاحتلال ، في المدى المنظور ، في دولة أخرى لا تضمن النجاح التامّ فيها بشكل يقيني قاطع .. وإذا كان الحكام الطغاة في بلادنا عرفوا هذه الحقيقة ، واطمأنّوا إلى أن مصيرهم لن يكون كمصير حكام الدولتين المذكورتين ، وفي الوقت ذاته طفقوا يخيفون شعوبهم ، من أن أيّ تغيير لحكمهم ، سيجرّ البلاد إلى مصير مشابه لمصير الدولتين المذكورتين ، لتخنع الشعوب وترضى بحكمهم الأسود..! إذا كان ذلك كذلك ، فإن على قوى المعارضة السياسية الواعية، أن تكون أكثر إدراكاً لهذه الحقيقة ، وأن تبذل ما في وسعها ، للإفادة من المناخ الدولي ، في سعيها لتخليص شعبها ، من براثن الطغيان والفساد ، في أقرب وقت ممكن ..!
ولله درّ القائل : هذا أوان الشَدّ.. فاشتدّي زِيَمْ !