الرئيسة \
برق الشرق \ ألمانيا- ماذا بعد فشل مؤتمر جنيف ؟ العودة إلى الخيار العسكري؟
ألمانيا- ماذا بعد فشل مؤتمر جنيف ؟ العودة إلى الخيار العسكري؟
17.02.2014
هيثم عياش
كاتب ومفكر سياسي
برلين /16/02/14
ارتفعت نبرة ايجاد خطط بديلة عن الجهود الدبلوماسية لايجاد مخرج لانهاء ماساة الشعب السوري بعد اعلان مندوب الامم المتحدة للملف السوري الاخضر الابراهيمي فشل مفاوضات جنيف /2/ التي انتهت بشكل رسمي قبل يوم أمس الجمعة 14 شباط/فبراير وعاد المتفاوضون من النظام والمعارضة السورية الى البلاد التي أتوا منها الى جنيف .
وقد كان مؤتمر جنيف /2/ فاشلا قبل ان ان يعقد وحتى المفاوضات التي بدأت يوم 22 كانون ثان/يناير المنصرم واستمرت حتى يوم الواحد والثلاثين منه كانت فاشلة وظاهارة للعيان بوضوح وذلك خلال مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين الذي عقد يومي 31 كانون ثان/يناير و2 شباط / فبراير الحالي . الا أن الدبلوماسية والسياسة اذا ما فشلت بتحقيق أهدافها فلا تفصح عن ذلك في حينه ، فاستاذ علم الفلسفة الدبلوماسية / الالماني / ايمانوئيل كانت / 1724- 1804 / واستاذ علوم الفلسفة السياسية هانس ليبر /1923- 2012/ يؤكدان ضرورة عدم بوح الدبلوماسية فشلها على الفور بل اعطاء فترة قصيرة من الوقت لاستمرار الجهود بالرغم من عدم نجاحها ، ولذلك سلك الابراهيمي نظرية كانت وليبر بعدم اعلانه بصراحة امام مؤتمر ميونيخ فشل وساطته وأعطى موعدا آخر لاستئناف المفاوضات التي بدأت يوم الاثنين المنصرم 10 شباط/فبراير وانتهت يوم الجمعة من 14 الشهر الحالي .
ويعتقد دبلوماسيون غربيون ان وضع روسيا والصين أثناء مناقشة مجلس الامن الدولي يومي الخميس والجمعة المنصرمين 13 و 14 الشهر وضع قرار نقض/ فيتو / امام المجلس الذي كان يريد اتخاذ قرار حاسم لارغام نظام بشار أسد على ايصال المساعدات الانسانية الى البقية المتبقية من الشعب السوري أيذانا للمجتمع الدولي العودة الى قانون منظمة الامم المتحدة الخاص بحقوق الانسان اللائحة السابقة رقم 2 الصادر عام 1977 الذي يكمن التدخل العسكري لمنظمة الامم المتحدة في تلك الدول التي تعاني شعوبها من حرب إبادة من قبل أنظمتها ، ذلك القرار الذي كان نافذا في الحرب البوسنوية عام 1991 ومحاربة صربيا للكوسوفو عام 1999 اضافة الى التدخل العسكري بافغانستان عام 2003 لإنهاء ماساة تلك الشعوب التي تعاني من ظلم وعنف أنظمتها ، فالنظام السوري على حسب رأي استاذ علوم حقوق الانسان في جامعة ايرلاندن واحد مؤسسي مجلس شورى حقوق الانسان التابع للامم المتحدة هاينر بيليفلد ، يعتبر من أعتى أنظمة العالم فهو يمارس قتلا ممنهجا ضد شعبه ويمارس انتهاكا لحقوق الانسان في سوريا منذ ععام 1963 اي منذ استيلاء حزب البعث على السلطة في سوريا ومقتل اكثر من مائتي الف شخص وتشريد الملايين واعتقال آلافا مؤلفة وهدم المدن لا يمكن إنهاءه سياسيا ودبلوماسيا وانما بالقوة ، فالمانيا التي كانت قد استلمت رئاسة الاوروبيين عام 1999 واثناء حكومة سابقة للمستشار السابق جيرهارد شرودر بذلك جميع جهودها للتوصل الى حل سياسي بين صربيا والكوسوفو ولما وصلت تلك الجهود الى طريق مسدود جراء دعم موسكو المطلق لبلغراد رأت بالحرب آخر وسيلة لإنهاء مأساة شعب الكوسوفو ، والجهود الدبلوماسية لانهاء ماساة الشعب السوري التي وصلت الى طريق مسدود قد فشلت ولا بد من وسيلة أخرى تكون أكثر حزما وعزما لوقف احتراق منطقة الشرق الاوسط بأكملها قبل ان يصل الحريق الى اوروبا .
ولن تتدخل روسيا والصين وايران بأي عمل عسكري ضد نظام بشار أسد فالدولتين المذكورتين العضويتين بمجلس الامن الدولي وضعتا قرارا نقض / فيتو / وهددتا الغرب بالويل والثبور ضد التدخل العسكري في الكوسوفو وحظر طيران فوق ليبيا الا انهما بقيت صامتتين عندما وقعت الحرب بالكوسوفو وتم تنفيذ حظر الطيران في ليبيا الذي انتهىة بإنهاء نظام القذافي بالقوة . وايران لن تتدخل الى جانب النظام السوري لحمايته فهي أذل من ذلك على حد رأي عضوة الشئون السياسة الدفاعية بالبرلمان الاوروبي / السياسية الالمانية / انجيكا هوبر التي كانت وراء حث المستشار السابق شرودر اعلان الحرب ضد صربيا والتدخل في السودان اثناء عضويتها بالبرلمان الالماني لأنقاذ أهالي دارفور.
وعمل عسكري ضد نظام أسد لممارسته العنف وانتهاكاته حقوق الانسان وزرع الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب السوري وزرعه الفتن الطائفية بالدول الاسلامية العربية اضافة الى احضاره ميليشيات اجرامية تقاتل الى جاتبه الشعب السوري ضرورة ملحة وهي من حقوق الانسان التي قامت عليها منظمة الامم المتحدة عام 1949 فقانون الامم المتحدة يؤكدا ان الناس أحرار وكل نظام دولة يستعبد شعبه وينتهك كرامته يجب تأديبه بكل السبل المتاحة ولا يجوز لدولة ما دعم ذلك النظام واذا لم تمتثل تلك الدول بدعم تلك الانظمة التي تنتهك كرامة شعوبها فيجب ايضا معاقبتها .
ويعتقد خبراء السياسة الدولية انه بإمكان إعلان منظمة الامم المتحدة الحرب ضد نظام سوريا وان أي عمل عسكري يجب ان يتم بتعاون مطلق مع الدول الاسلامية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وتركيا على ان يكون هناك دور لحلف شمال الاطلسي / الناتو / لمنع ايران من اي عمل عسكري ضد منطقة الخليج العربي انتقاما لبشار اسد والعمل العسكري يجب ان يتم بوفوف روسيا على الحياد وبعد انهاء نظام بشار اسد بالقوة فالضرورة ملحة انزال منظمة الامم المتحدة فرقا عسكرية لها لاستتباب الامن والحيلولة دون وقوع فوضى وسعي الغرب بجمع جميع زعماء الشعب السوري لتشكيل حكومة يشارك بها جميع أطياف ذلك الشعب وعدم ترك ذلك البلد في حالة فوضى مثل ما فعله الامريكيون في العراق .
ما يقع في سوريا ظلم وعدم حراك العالم لوقف ظلم نظام سوريا مشاركة له والنفس البشرية مفطورة ايضا على الظلم قال المتنبي :
والظلم من شِيَم النفوس فان تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم
ويستهجن سياسيون ايران حجة وقوفها الى جانب أسد بأنها حام للمقاومة الوطنية ضد الصهاينة وان طهران منذ انتصار الثورة الخمينية على شاه ايران وضعت نصب عيناها نصرة المظلومين فهي تنصر الشيعة وتظلم اهل السنة ولأن بشار اسد ينتمي الى الفرق الباطنية في سوريا فايران ترى بقاؤه ضروريا في السلطة من اجل نصر تلك الفرق فهم يتناسون قول الخليفة الراشد سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه /والشعر للامام الشافعي وليس لسيدنا علي /:
لا تظلمن اذا ما كنت مقتدرا فالظلم شميته يفضي الى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
كما ولا يأبهون لقول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم / انصر أخاك ظالما أو مظلوما ، قالوا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما؟ قال أن تأخذوا على يديه أن لا يظلم / مشيرين ان هذه الحجج واهية وكل من يقوم بدعم أسد من بعض الدول العربية والاوروبية اضافة الى الصين يشاركون أسد بهذا الظلم وانتهاكه لحقوق الانسان في سوريا وغيرها وعلى الدول التي تدعي من أنها أصدقاء الشعب السوري دعوة مجلس الامن الدولي اتخاذ قرار التدخل العسكري لوقف الظلم واعادة مشردي الشعب السوري الى بلادهم .