الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- شماتة بأهل السنة والجماعة

ألمانيا- شماتة بأهل السنة والجماعة

17.12.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين / ‏14‏/12‏/2016
يعتبر الاعلام الفارسي بالمانيا والدول الناطقة بالالمانية قويا للغاية فحكومة الملالي الفارسية تدعم اعلامها الخارجي مثل دعمها للاستثمارات الايرانية في اوروبا ، فمثلا تملك ايران نسبة 7 بالمائة من مجموعة / تيسين كروب / لصناعة الاسلحة والمعدات الحديدية الثقيلة ولم تعترض طهران على صفقة الغواصات التي يطلبها الكيان  الصهيوني من المانيا التي تقوم هذه المجموعة بتصنيعها في ابو ظبي ولبنان من المقرر أن يستلمها الكيان الصهيوني في وقت لاحق من عام 2017 المقبل .
وأظهر هذا الاعلام الصادر هذا اليوم الاربعاء 14 كانون اول / ديسمبر شماتته بانتصار ما يُطلق بـ / حزب الله اللبناني / والميلشيات الشيعية ونظام بشار اسد ومعهم روسيا على حلب مشيرا بمقولة لعضو برلمان ايران علي شقير / ربما يكون / ان انتصار المذكورين انتصار على كراهية وحقد اهل السنة والجماعة على الشيعة الذين يتحلون بالتسامح وان السعودية وقطر اللتين تقودان  زمام هذا الحقد  الخاسرتين الاكبر في حلب وسوريا والعراق واليمن وبالتالي فانتصار بشار اسد انتصار على التطهير الديني الذي عانت حلبا منه فالشيعة في سوريا كانوا دائما محرومين من حقوقهم واهل السنة في سوريا وخاصة في دمشق وحلب وحماه كانوا يمارسون عنصرية دينية ضد  الشيعة مثل العنصرية التي يعانون منها في السعودية فقد كانوا لا يحصلون على عمل مناسب لهم وشكواهم من الاضطهاد لم تلقى آذنا .
وانتقد / شقير / الغرب اذ  يحذر باصبع السبابة ما يُطلق عليه بـ / حزب الله اللبناني / والميليشيات الشيعية من هميتهم باهل السنة في سوريا والعراق بينما لا يشير بسبابته محذرا السعودية التي تقوم بتطهير عرقي في السعودية واليمن مثل صمت الاعلام الغربي على همجية الكيان الصيهوني في فلسطين مؤمدا ان الغرب ضد ايران وعلى الغرب ان يدعم ايران بمحربتها الارهاب في سوريا وانهاء الحقد ضد اهل السنة في سوريا واليمن والعراق على حد زعمه .
وقد  تفاوتت  آراء بعض الصحف  الالمانية الصادرة هذا اليوم الاربعاء عن تطورات ما الت اليه الاوضاع بمدينة حلب الذي اعلنت روسيا سيطرتها على المدينة واصبحت ضمن السيطرة واتفاق تم حسب ادعاءات موسكو مغادرة المدافعين عن المدينة وسكانها الاحياء  التي كانت تحت رقابتهم ما بين المتشمت والمنتقد والمتاسف على سوريا بأكملها .
فذهبت صحيفة / تاجيس تسايتونغ – صحيفة اليوم /  انه لا داعي لعرض صور عن حلب بعد هذا اليوم فلم يعد هناك مدينة يُطلق عليها حلبا فاوروبا ومعها الدول العربية غدرت بحلب وبالشعب السوري الذي انتفض من اجل الحرية والكرامة وكما غدر الغرب بالشعب المصري غدر ايضا بما يُطلق عليه بـ / الربيع العربي / مشيرة ان الجميع مسئول عن مأساة الشعب السوري وعلى العالم ان لا يتشدق بالحرية ويطالب بها .
وأظهرت صحيفة / يونغيه فيلت – صحيفة الشباب / المحسوبة على التحالف اليساري / الشيوعي سابقا ، شماتتها بالسعودية وقطر اللتين لا تزالان تؤكدان وقوفهما مع الشعب السوري مشيرة ان عدم نصرهما لمدينة حلب أثبت عدم اهتمامهما بتلك المدينة وبالشعب السوري مؤكدة ان انهيار حلب نصر مؤزر على الارهاب لبشار اسد  وروسيا وايران  مؤكدة ان الغرب أثبت نفاقه ولم يعد هناك اي مجال للتحدث عن الحرية والكرامة مطالبة الحكومة الالمانية السعي مساعدة اسد بالاندماج مرة اخرى بالمجتمع الدولي لانه اثبت مقدرته على محاربة الارهاب .
وأكدت صحيفة / زودوتيشيه تسايتونغ – صحيفة جنوب المانيا / انه بالرغم من استسلام المدافعين عن الاحياء الشرقية بحلب واحتمال مغادرتهم المدينة الا ان ذلك لا يعني انتهاء انتفاضة الشعب السوري فحلب كانت دائما شوكة في عين نظام ساهم الى تقسيم الشعب السوري على نفسه فلا احد ينسى انتفاضة سكانها مع مدينة حماة اوائل الثمانينات اذ لا احد في سوريا يحب نظام اسد حافظ وبشار وعلى روسيا ان لا تعتقد بان الانتفاضة انتهت فهي مستمرة وعلى الغرب العمل على على دعم الشعب السوري نيل طموحاته معربة عن أملها ابقاء اسد معزولا عن العام اذ لا ينبغي على احرار العالم وضع أيديهم بأيدي قاتل مجرم .
وعزت صحيفة / لايبتسجر فولكس تسايتونغ- صحيفة لايبتسيغ الشعبية / استسلام المدافعين عن حلب الى بعض الدول الاسلامية ، فقد كان بإمكان هذه الدول ومعها بعض الدول الاوروبية  المبادرة بقطع علاقاتهم الدبلوماسية والاقتصادية مع  روسيا مثل ما فعلوا عندما احتل السوفييت افغانستان ، الا ان جميع هذه الدول وخاصة العربية وضعت يدها مع موسكو ولم تبالي بشعور الشعب السوري مشيرة انه كما خرجت روسيا من افغانستان منهزمة فستخرج ايضا من سوريا على حد آراء بعض هذه الصحف .