الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- الأكراد وراء مشاكلهم

ألمانيا- الأكراد وراء مشاكلهم

08.11.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين / ‏07‏/11‏/2016
أكد رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الاوروبي / السياسي الالماني / ايلمار بروك قبيل دخوله مبنى رئاسة الحزب المسيحي الديموقراطي  هذا اليوم الاثنين 7 تشرين ثان / نوفمبر معارضته لاي اجراءات عقوبات اقتصادية  ضد تركيا ووقف مفاوضات  الاوروبيين ومحادثاتهم مع القيادة التركية بشأن عضوية انقرة بالاتحاد الاوروبي وتنفيذ اتفاقيات اللجوء التي تم التوقيع عليها في وقت  سابق من عام 2016 الحالي ، فوقف المفاوضات وعقوبات اقتصادية ضد تركيا سيساهم بابتعاد الاتراك عن اوروبا وتكون اوروبا المسئولة الوحيدة عن وقوع تركيا بدوامة الحكم السلطوي الفرد .
جاء ذلك ردا على وزير الخارجية النمساوي سباستيان كورتس الذي يعتبر وحكومته  بمقدمة المعادين لتركيا بالاتحاد الاوروبي واكثرهم تحريضا على انقرة ، اذ رأى لصحيفة / باسناور بلات / التي تصدر في مدينة باساو / جنوب / انه لا مكان لتركيا بالاتحاد الاوروبي وان حكومته تطالب بالغاء الاتفاقية الاوربية التركية لانهاء ازمة تدفق اللاجئين وعلى الاوروبيين انفسهم حماية حدودهم الخارجية بفرق عسكرية تُرسل الى حدود الاتحاد الاوروبي . واعتبر بروك تصريحات كورتس طائشة صادرة عن شاب متهور مشيرا ان مطالبة عضو كتلة المسيحيين بالبرلمان الالماني فرانس يونغ بتشديد الضغوط الدبلوماسية على تركيا  لن يفيد لأن تركيا عانت من محاولة انقلابية لو نجحت لوصل العنف الى قلب اوروبا مؤكدا دعمه لتصريحات رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني نوربرت روتجين الذي أكد بان محاربة الارهاب وخاصة تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / هدف تركيا والمانيا الرئيسي رافضا اي قطع للعلاقات مع انقرة التي تشعر بخيبة امل من الاوروبيين .
جاءت هذه التصريحات جراء التطورات السياسية التي تشهدها تركيا حاليا ولا سيما بعد اعتقال السلطات التركية رئيس حزب الشعوب الموالي لحزب العمل الكردستاني صلاح الدين درمطاش وبعض زعماء الحزب الاعضاء بالبرلمان التركي ومطالبة اعضاء بالبرلمان الالماني من اصول تركية الحكومة الالمانية قطع علاقتهم مع انقرة . هذه المطالب جعلت من وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير يؤكد حرص برلين على علاقات قوية مع انقرة منتقدا بالوقت نفسه سياسة الاعتقالات التي طالب برلمانيين  وصحافيين الا انه أشار الى ضرورة تفهم انقرة ، فمحاولة الانقلاب لم تتجاوز  بعد مطالبا الحكومة التركية بضبط النفس .
والحق يقال ان حزب العمل الكردستاني مسئول عن  الاعتقالات التي طالت زعماء حزب الشعوب التركي الموالي لهم اذ استغل العمال نجاح الحزب المذكور بدخول البرلمان التركي اعلان نقضهم اتفاقية وقف اطلاق النار مع الحكومة التركية وقاموا بالاعتداءات على مراكز الشرطة وغيرها ، ومن ان يستبعد ان يكونوا وراء حادثة اعتداء منطقة كلس في وقت سابق من عام 2015 الماضي لاحراج الحكومة التركية ورسالة صريحة لهم الى الحكومة التركية الغاء سياسة المصالحة ووقف اطلاق النار التي اعلنتها حكومة حزب العدالة والتنمية . ربما يكون رئيس حزب الشعوب صلاح الدين درمطاش من أغبياء السياسيين الاكراد ، فتصريحاته اكثر منها الدعوة للتعايش السلمي بين الاكراد والاتراك بالرغم من شجبه واستنكاره لاي اعتداء ارهابي يطول شرطة عناصر وشرطة وجيش اذ يذهب المدنيون ضحية هذه الاعتداءات اكثر من سقوط قتلى جيش وشرطة  فدعوات التحريض وراء العنف ووراء  المشاكل والاعتقالات التي تعرضوا لها:.
المؤامرة على تركيا قديمة ولا احد في الغرب يريد ان يرى تركيا قوية وهناك قوى حزبية في المانيا وبعض دول الاتحاد الاوروبي وفي الولايات المتحدة الامريكية وروسيا وايران وبعض الدول العربية تتربص بتركيا الدوائر . فجميع الاحزاب الالمانية وبالرغم من وجود شخصيات سياسية بها يطالبون بعلاقات قوية مع تركيا بل ويؤيدون دخول تركيا عضوية الاتحاد الاوروبي الا انهم ينظرون الى تركيا نظرى ريبة فهي دولة مسلمة كان لها شان كبير بتاريخ الانسانية . والمطلوب من اجل وضع حد للنبرات والدعوات التي تطالب بمعاقبة الحكومة التركية عسكريا وسياسيا واقتصادية وغيرها ان يتحلى الاكراد والاتراك المناوئين لسياسة حكومة حزب العدالة والتنمية اللجوء الى العقلانية والحوار مع الحكومة التركية ونبذ العنف حتى يستطيعوا اثبات قدرتهم السياسية واثبات مقدرتهم بالدفاع عن الاكراد الذين لا علاقة لهم بحزب العمال الكردستاني  الذي يرتكب جرائم ضد الاكراد والاتراك على حد سواء.