الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا - العالم ما بعد حوادث 11 أيلول-سبتمبر 2001

ألمانيا - العالم ما بعد حوادث 11 أيلول-سبتمبر 2001

12.09.2017
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏11‏/09‏/2017
لا يختلف اثنان بأن الجهات التي وقفت وراء تنفيذ هجمات 11 أيلول / سبتمبر من عام 2001 التي استهدفت مركز التجارة الدولي بنيويورك ووزارة الدفاع الامريكية / البنتاغون / في واشنطن لن يشار اليها بشكل جلي الا ان بعد أربعين عاما من تاريخ وقوعها وذلك حت يموت الجيل الذي عاش حوادثها تماما ويأتي جيل لم يتذكر تلك الحادثة  التي دخلت ترايخ النسانية من بابه الواسع ، الا لمما ومن قراءته للصحف القديمة والحديثة .
نتائح هجمات  11 أيلول / سبتمبر تعيشها السياسة الدولية حاليا ، احتلال العراق وتمزيقه وزرع  الكراهية والحقد بين العرب والاكراد وتقوية ايران واعطائها المجال للتدخل بمنطقة الشرق الاوسط بأسره وحماية اكثر لوجود الكيان الصهيوني على ارض فلسطين ووراء تغذية واشنطن لطوابيرها بمنطقة الشرق الاوسط ، تلك الطوابير التي تتخذ من الاسلام شعار أعمالها الاجرامية التي تنفذها في كل مكان  اكثر ضحاياها المسلمون ، اذ لا يختلف اثنان من خبراء السياسة الدولية في اوروبا وحتى في الولايبات المتحدة الامريكية ان ما يُطلق عليه بتنظيم / الدولة الاسلامية / ولادة امريكية أسندت بربيتها لايران ونظام سوريا ، هذا التنظيم الذي قام مكان تنظيم / القاعدة / ، وينتظر العالم  إثر افول / داعش / قيام تنظيم أكثر إجراما من / داعش / .
العالم ما بعد حوادث 11 ايلول / سبتمبر وبعد مرور ستة عشر عاما على تلك الحادثة الذي يصادف ذكراها هذا اليوم الاثنين 11 أيلول / سبتمبر يعيش في حرب حقيقية بتأكيد خبراء السياسة الدولية ، فاستاذ علوم التاريخ والسياسة الدولية في جامعة هومبولدت البرلينية هانس اولريخ فينكلر وصف في لقاء مع محطة / اينفو / الاخبارية التي تذيع بثها من برلين ، العالم يعيش باجواء 11 أيلول / سبتمبر من عام 2001 ينتظر إطلاق رصاصة من بيونغيانغ / كوريا الشمالية / باتجاه واشنطن او سيئول او طوكيو أو من موسكو باتجاه حالف شمال الاطلسي / الناتو / او بين دول اوروبية من اجل اندلاع حرب عالمية جديدة ، فالعالم وعلى حد قوله متعطش للحرب .
حرب جديدة بين الاسلام والغرب لا بد أن تقع ، فقائد الفرق العسكرية في اوروبا لحلف شمال الاطلسي / الناتو / تنبأ  بآخر مؤتمر صحافي عقده ببروكسل عام 1989 انتصار / الناتو / على حلف وارسو والحرب الباردة قد انتهت الا أن صراعا قديما سيتجدد وهو صراع الغرب مع الاسلام ، ثم جاء بعده  الامريكي صموئيل هونينغتون ليعلن قُربّ وقوع  هذه الحرب متمثلة بين الثقافات بندوة معهد الفريد هيرهاوزين بفرانكفورت  في حزيران / يونيو عام 1995  وأكد على وقوعها ببيت الثقافات الدولية ببرلين يوم السادس عشر من تشرين أول /اكتوبر عام 2001 ، ويرى أستاذ علوم الاسلام في جامعة مدينة ينا / شرق /  رئيس جمعية الاستشراق الالماني بيتر شتاين  ان وقوع سوريا تحت الاحتلال الروسي والفارسي  ومشاركة الولايات المتحدة الامريكية بالحرب بتلك الدولة التي كانت انتفاضة شعبها من اجل الحرية والكرامة ثم اصبحت بضربة معلم حرب بين الاقليات   العرقية والدينية ، أكبر دليل على حرب شعواء ضد الاسلام ووضع العالم الاسلامي تحت سيطرة ومراقبة موسكو وواشنطن وصنيعتهما طهران .
العالم بعد مرور ستة عشر عاما على حوادث الحادي عشر من أيلول / سبتمبر عام 2001 يعيش بدوامة حرب فالشعوبية في اوروبا المعادية للاسلام والعنصرية التي تمارس ضد المسلمين في الصين ومينمار حاليا  استمدت قوة أكثر منذ استلام دونالد ترامب مفاتيح البيت الابيض ، وهذا ما يؤكده اكثر خبراء السياسة الدولية والاسلام في المانيا وأوروبا ، بل يرى الرئيس السابق للجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني روبريخت بولنتس الذي يرأس حاليا جمعية بناء الشرق الاوسط سياسيا واقتصاديا ، ان تجهور العلاقات الالمانية ومعها بعض الدول الاوروبية مع تركيا ليس من اجل الاعتقالات ومصادرة الحريات العامة ما بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة التي استهدفت  تركيا في صيف عام عام  2016 بل من أجل عدم رؤية تركيا دولة قوية سياسيا واقتصاديا ، داعيا الحكومة الالمانية ان تكون على حذر من سياستها تجاه تركيا لأن وضع العالم الاسلامي قد تغير .