الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أصابع الموساد في سوريا

أصابع الموساد في سوريا

12.08.2018
يونس السيد


الخليج
السبت 11/8/2018
الشكوك التي رافقت عملية اغتيال مدير "مركز البحوث العلمية" في سوريا عزيز إسبر قبل أيام، بوجود أصابع جهاز "الموساد الإسرائيلي" وراء العملية، تحولت إلى حقيقة؛ بعدما كشفت تقارير إخبارية، ليس فقط عن دور "الموساد" فيها، وإنما عن ملامح استراتيجية "إسرائيلية" جديدة، بدأت ترتسم في أفق المواجهة على الأراضي السورية.
ليست المرة الأولى، التي تقوم فيها "إسرائيل" بعمليات اغتيال لعلماء أو كفاءات علمية فلسطينية أو عربية على امتداد مساحة العالم، والتاريخ القريب يُذكرنا بدور "الموساد" في اغتيال عشرات علماء الذرة العراقيين، وقبل ذلك نظراؤهم في مصر، وملاحقة أكاديميين وكفاءات فلسطينية متخصصة في الداخل والخارج؛ لكن الأمر يبدو أكثر تعقيداً، ويأخذ دلالات أبعد مدى في الساحة السورية.؛ فالمعني بعملية الاغتيال هنا (إسبر) يوصف بأنه الشخصية رقم 3 في الصناعات العسكرية السورية، ويعتقد في "إسرائيل" أنه كان يقود وحدة سرية في مركز البحوث العلمية تعرف باسم "قسم 4"، فضلاً عن تعاونه مع الجنرال الإيراني قاسم سليماني، ودوره في مساعدة الإيرانيين في بناء وتجهيز صواريخ دقيقة على الأراضي السورية واللبنانية، وفق ما يضيف الصحفي "الإسرائيلي" المعروف بقربه من الاستخبارات العسكرية ألون بن ديفيد، والذي يشير إلى أن إسبر كان يخضع لمراقبة جهاز "الموساد" منذ فترة طويلة.
صحيفة "يديعوت أحرنوت" ذكرت صراحة أنه كانت ل"إسرائيل" "كل الأسباب في العالم لرغبتها في رؤية إسبر ميتاً"، فيما نقلت "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مسؤول استخباراتي رفيع المستوى في منطقة الشرق الأوسط، أن جهاز "الموساد الإسرائيلي" يقف وراء عملية اغتيال العالم السوري، وأنه هو من قام بزرع القنبلة، التي قتلته. وبغض النظر عن دور "الموساد" بتنفيذ عملية الاغتيال مباشرة أو بمساعدة عملائه على الأراضي السورية، فإن هناك ما يشير إلى نقلة نوعية في هذه العمليات، لا تقتصر على الضربات الجوية والصاروخية، وإنما تحمل معها ملامح استراتيجية جديدة، وعمليات خاصة؛ لملاحقة أهداف محددة، وقطع خطوط الإمداد العسكرية من طهران إلى جنوب لبنان؛ إذ يبدو أن "إسرائيل" باتت مقتنعة أن تراجع العنف وانحسار الحروب الداخلية في سوريا، والتطورات الدولية لن تسمح لها بمواصلة الضربات الجوية، وبالتالي فإنها أصبحت مضطرة إلى تعديل استراتيجيتها وشحنها بوسائل جديدة، وهنا يمكن ملاحظة عودة اهتمامها بإحياء جبهة الجنوب السوري، وإعادة تشغيل عملائها في بعض الجماعات المسلحة، تماماً كما يمكن ملاحظة توسيع عمليات القصف؛ لتشمل العمق السوري والحدود العراقية -السورية، ما يعني أننا أمام مرحلة جديدة من المواجهة ستتضح معالمها قريباً.