الرئيسة \  مشاركات  \  أدوار النذالة والبطولة ، بين الصهيوني والصفوي ، وتغيّر الضحيّة !

أدوار النذالة والبطولة ، بين الصهيوني والصفوي ، وتغيّر الضحيّة !

28.07.2018
عبدالله عيسى السلامة




تغيّرت أدوار البطولة والنذالة ،  ودور الضحيّة ، بين الشعوب والحكّام !
ظلّت إيران ، عقوداً ، تمثّل دور (البطل / الفتوّة) ، في مقاومة الإسرائيلي ( النذل ) ،  لخداع الشعوب العربية !
واليوم ، إسرائيل تمثل دور (البطل!) ، في مواحهة الإيراني  (النذل!) ، لخداع الحكّام العرب !
إنها هي هي ، لعبة الأفلام المصرية القديمة ، التي يتفق فيها شابّان ، على تمثيل دورَي( البطل والنذل !) ؛ فيعتدي (النذل) على فتاة ، ويحاصرها ، ويهدّدها .. فيهجم عليه (البطل) وينقذ الفتاة منه ، فتكرمه الفتاة ، ببعض المال .. وحين تذهب ، يقتسم الممثلان المال !
تغيّرت الأدوار، اليوم ، والممثلون هم ، أنفسهم : إيران وإسرائيل !
وتغيّرت الضحيّة ، فصارت الحكّام العرب ، بدلاً من شعوبهم !
فهل لعبة اليوم ، أكثر ريحاً ، من لعبة الأمس !؟
يبدو الأمر هكذا ؛ فالضحيّة ، اليوم ، هي أغنى من ضحيّة الأمس ، لأن ميزانية الدولة ، كلّها ، تحت تصرّفها ، وتنفق منها الملايين ، بلا حسيب ولا رقيب ؛ لاسيّما ، إذا كانت الأموال ، تُصرَف ،  للبطل الحامي ، الذي يحمي كرسي الحاكم ، ويدافع عنه ضدّ النذل ، الذي يهدّده ، باستمرار!
فالمليارات ، بل مئاتُها ، تنفَق ،على البطل الحامي ، تحت ذرائع شتى، ومسمّيات مختلفة ، منها: ثمن صفقة سلاح ، ومنها : ثمن قطع غيار للسلاح .. وغير ذلك !
والأهمّ من هذا ، كله ، أن الذي كان نذلاً ، بالأمس ، صار، اليوم ، لا بطلاً حامياً مؤقتاً ، وحسب، بل صار حليفاً مقرّباً ، بل صار هو الحرس الدائم ، للضحيّة الجديدة ( الحكّام !)  وأن الذي كان بطلاً مؤقتاً ، لم يصبح نذلاً مؤقتاً ، وحسب ، بل صار هو العدوّ الأساسي ، والأوحد ، والدائم ..  بل هو الوحش ، الذي لابدّ من القضاء عليه ، بشتّى السبل !
ولا بدّ ، من التذكير، مرة أخرى ، بأن الضحيّة اختلفت : كانت الشعوب ، فصارت الحكّام !
أمّا الشعوب ؛ فبعد اكتشافها ، نذالة حاميها السابق ، ومعرفة أنه عدوّ حقيقي ، لها ، ناصبته العداء ، لكنها لم توكّل النذل السابق ، الذي صار بطلاً حامياً ، لسببين أساسيين :
أوّلهما: أنه يحتلّ مقدّساتها! وثانيهما : أنه حامٍ لكراسي الحكّام ، ولا علاقة له ، بحماية الشعوب، التي يسحقها حكّامها ؛ فهذا شأن داخلي ، لا تدسّ أنفَها فيه ! 
فسبحان مغيّر الأحوال !