أدب وسياسة : في كفر العشير

في حديث للرسول صلى الله عليه وسلم ذكر فيه النساء ؛ اعتبر من سلبياتهن ، عافى الله نساء المسلمين ، كفر العشير .
وعندما سئل صلى الله عليه وسلم عن كفر العشير أجاب " لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت : ما رأيت منك خيرا قط .
خلق أو أسلوب يشطب كل شيء . لا يكفأ الإناء بل يقلبه . لا يُؤْمِن بقاعدة إن الحسنات يذهبن السيئات بل إيمانه بقاعدة إن السيئة تذهب مهما كانت مكفرة مدمرة تذهب كل الحسنات .
أيها الناس العتاب في اللغة وفِي علم العلاقات غير السباب . وغير التكفير والتخوين والتهوين والمنابذة والمفاصلة والمبادأة بالعداوة والبغضاء وقطع سبيل التواصل وأواصر الأخوة .
في حكمة القرآن الكريم في الرد على رعونة السلوك هذه يعلمنا الله سبحانه وتعالى : ولا تنسوا الفضل بينكم . صحيح أن الخطاب في أصله موجه للزوجين يختلفان ولكن يمكن تعميمه على كل صفيين أفضى أحدهما للآخر بمفهوم أعم للإفضاء ثم شعر أحدهما أو كلاهما انه أمام ما لا يمكنه السكوت عليه أو احتماله .
من الأمور التي يجب أن تدرك أحيانا أن ضغطة صغيرة على موضع جرح تثير من الألم أكثر .
بعض الناس تستبد بهم النرجسية حتى حد الشعور بالعصمة فَلَو قاربته بعتاب نفر وكأنه يقول انا السيد الصمد الذي لا يقرب لي جناب ..
وبعض الناس يضعك على إحدى الحافتين فإما أن تحوز رضاه الكامل أو أن تبوء بسخطه الكامل . وقديما قالت العرب :
ولست بمستبق أخا لا تلمــه
على شعث أي الرجال المهذب
أي الرجال؟! وأي النساء ؟! وأي التجمعات ؟! وأي الأحزاب ؟!
افتراض الكمال تعسف وطلب الكمال علو همة .
وكما يجب على كل إنسان أن يقبل التنبيه ولفت النظر والتوجع من إخوانه
وصاح سواد : يا رسول الله أوجعتني ..
ومن حق أن نقول لبعض إخواننا الذين استمرؤوا إيلامنا إنكم توجعوننا وتؤلموننا فحنانيكم وبعض الشر أهون من بعض وعليهم أن يقبلوا ذلك وأن يستفيدوا منه وأن يتفاوده وأن يتوقفوا عن المبالغة فيه فأكل الميتة مشروط بغير باغ ولا عاد ، ومن البغي والعدوان التلمظ بلدادة بلذاذة لحم الخنزير .
وفِي المقابل على المعاتب أن لا ينسى أنه يعاتب أخا قريبا حبيبا وسندا صادقا وفيا يحق له أكثر مما استحقت عند كثير عزة يوم قال :
هنيئا مريئا غير داء مخامر ..لعزة من أعراضنا ما استحلت .
مع العتاب يجب أن نستبقي لغة الحب والأخوة والولاء والتناصر فقد ركب موجة العتب قوم لا خلاق لهم ليدفعوا بالعلاقة إلى حيث تقر أعين الأعداء ..
غاضبون ربما ، عاتبون ربما ، ولكننا غير صارمين ولا منابذين ولا معادين بل نذكّر ونصبر ، وأعان الله كلا على كل .
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ..

لندن 6/1/2020م

----------------
*مدير مركز الشرق العربي