اخر تحديث
الأربعاء-01/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ أخفّ الضررين .. أهوَنُ الشرّين : حين يتحوّل خيراً ، يقابل شرّاً !
أخفّ الضررين .. أهوَنُ الشرّين : حين يتحوّل خيراً ، يقابل شرّاً !
21.11.2019
عبدالله عيسى السلامة
إنه مطلب العقلاء ، جميعاً ، منذ وُجد الإنسان ، على وجه الأرض : أخفّ الضررين..أهون الشرّين !
هو مطلب الأفراد العقلاء ، جميعاً ، في رحلة كلّ منهم ، في الحياة ، باحثاً عن البدائل !
هو مطلب التاجر والسياسي .. والعالم وطالب العلم .. والموظف ، في شتّى مواقعه .. والعامل في سائر انشطته !
علماء المسلمين أصّلوه ، في قواعد مُحكمة ؛ فكلّ قرار مهمّ ، أو موقف ذي بال ، تبرز الموازنات ، لدى صانع القرار، أو صاحب الموقف !
الموازنة بين الخير والشرّ، واختيار الخير ، كما يراه صاحبه !
والموازنة بين الضررين ، الأخفّ والأشدّ ، واختيار الأخفّ ، كما يراه صاحبه !
والموازنة بين الشرّين ، واختيار الأهوَن ، منهما !
والموازنة بين المَفسدتين ، واختيار أصغرهما : دفعُ المَفسدة الكبرى ، بقبول المفسدة الصغرى !
والموازنة بين المصالح ، وترك المصلحة الصغرى ، لتحصيل المصلحة الكبرى !
والموازنة بين المصالح والمفاسد ، وتقديم درء المفسدة ، على جلب المصلحة !
رُوي ، عن عمرو بن العاص ، قوله : ليس العاقلُ مَن يَعرف الخيرَ، من الشرّ ، إنّما العاقل ، هو مَن يعرف خيرَ الشرّين ، أيْ : أقلّهما سوءاً !
إنها رحلة البحث الإنساني ، عن البدائل : الصالح والأصلح ، واختيارالأصلح .. والفاسد والأفسد ، واختيار الفاسد ، لدفع الأفسد !
الخطر الكبير:
الخطر الكبير،على صانعي القرار، من الساسة والعلماء ، وقادة الدول والشعوب ، والقبائل والأحزاب ، والمجتمعات البشرية ، عامّة .. هو استمراء الشرّ الأخفّ ، بعد اختياره ، والدفاعُ عنه ، بصفته خيراً ، ثمّ الدفاعُ ، عن كل تفصيل من تفصيلاته ، والثناءُ على كلّ صغيرة من صغائره ، وكلّ كبيرة من كبائره ! وبمعنى آخر: الانحياز التامّ له ، نسياناً ، أو تناسياً ، أنه شرّ اختاره صاحبه ، اختياراً مؤقتاً ، لدفع شرّ أكبر ..!
ليس الكلام ، هنا ، عن المنافقين والمتسلقين ، والانتهازيين والمتقلبين ، والمتنقّلين في مواقفهم، من موقف إلى آخر، والقافزين من غصن إلى غصن .. فهؤلاء أمرهم معروف ، لدى كلّ عاقل بصير .. الكلام ، هنا ، هو عن العلماء ، الذين يَنظر إليهم الناس ، نظرة تقدير واحترام .. وعن الساسة ، الذين يظنّ بهم الناس خيراً !
نموذج ، يعبّر عن نمط ، واسع الانتشار، في الأمّة الإسلامية :
أحد العلماء الكبار، نظرَ في أمرين، يراهما شرّين ، فاختار مايراه شرّا أهوَن ، وضرراً أخفّ،
ثمّ انساق ، يهاجم الشرّ، الذي رآه أكبر، من بين الشرّين ، ويدافع ، باستماتة ، عن الشرّ، الذي ظنّه أهون الشرّين ! ثمّ اجتمعت ، لديه ، عناصر، عدّة ، من الترغيب ، الذي قدّمه صاحب الشر الأخفّ ، ومن الترهيب ، الذي مارسه صاحب الشرّ ، نفسه ، فتحوّل الترغيب ، لديه ، خيراً لنفسه ، بعدما رأى الأمر شرّاً محيطاً بالأمة ، متناسياً، عن عمد، المصلحة العامّة العليا، التي ندب نفسه ، للدفاع عنها !
وبعدما غرق ، في بحبوحة الترغيب ، أو استُدرج إليها ، وظلّ شبح الترهيب ، يراقبه من بعيد.. بعد هذا ، صار جندياً مطيعاً ، لصاحب الشرّ الأخفّ ، وصار يدافع ، عن كلّ موقف له ، وكلّ قرار، حتى بعد أن تبيّن للناس ، جميعاً ، أن صاحب الشرّ الأخفّ ، هذا ، هو أخطر عليه ، وعلى أمّته ، من سائر الشياطين ، التي عرفها ، أو سمع بها ! لكن ، ماذا يفعل ، بعد أن استزلّه الشيطان ، واستدرجه ، حتى صار من جنوده المخلصين !؟
لقد كَتب ، عن خصوم صاحب الشرّ الأخفّ ، كتابات ، يأنف أبسط عاقل ، في الدنيا ، أن يكتبها.. وخطب في المساجد ، وعلى رؤوس الاشهاد ، خطباً ، في تأييد صاحب الشرّالأخفّ، والضرر الأهون ، خطباً ، يخجل منها ، مَن لديه ذرّة حياء ، من المنافقين ، الحاطبين ، في حبل صاحب الشرّ الاخفّ والضرر الأهوَن ، مع أنهم يرون صاحب الشرّ الأخفّ والضرر الأهون ، خيراً محضاً ، لكن العقلاء منهم ، يحفظون خط الرجعة ، ويحسبون حسابات ، بينهم وبين أنفسهم ، لما هو معقول ، وما هو غير معقول ، ولو كان تزلفاً ونفاقاً !
فما الذي يمكن قوله ، عن هذا العالم ، غير ماقاله عنه ربّ العالمين :
أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ
ۚ
أَفَلَا تَذَكَّرُونَ