الرئيسة \  مشاركات  \  أخبار بلا زوّادة .. لكن ، ما أثمانُها !؟

أخبار بلا زوّادة .. لكن ، ما أثمانُها !؟

14.10.2020
عبدالله عيسى السلامة




قال الشاعر الجاهلي ، طرفة بن العبد :
ستُبدي لكَ الأيّامُ ماكنتَ جاهلاً    ويأتيكَ بالأخبار، مَن لمْ تُزوّدِ !
إذ كان الناس ، قديماً ، يصنعون زوّادةً ، فيها طعام ، لشخص يثقون به ، ويرسلونه إلى مكان ما ، بعيد أو قريب ، ليأتيهم بخبر معيّن ، أو بمجموعة من الأخبار، التي يحتاجون إلى معرفتها، ليَبنوا عليها مواقف معيّنة: سياسية أو اجتماعية، أو غير ذلك!
أمّا اليوم ، فالأخبار تنهلّ كالمطر، من كلّ حدب وصوب ، ومن سائر أنحاء العالم ! وهي أخبار مجّانية ، في ظاهرها ، لكنّ لها اهدافاً ، ولبعضها أثمان ، تُقبَض ممّن يَسمعها ؛ سواء أكان عالماً بذلك ، أم جاهلاً به ! 
من أهم أهدافها : 
كسبُ الفرد : مؤيّداً ، أو داعماً ، أو نصيراً .. إلى جانب الجهة ، التي تبثّ الخبر!
الهيمنة على : عقل الفرد ، أو قلبه ، أو مشاعره ..! 
تضليل الفرد ؛ بنشر الزائف ، من الأخبار، والتحليلات ..! 
تحذير الفرد ، من بعض الأمور الضارّة ؛ سواء أكانت علاقات مع دول ، أو مع فئات معيّنة : اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية ..!
متاجرة بعض الجهات ، بكسب الأنصار والمؤيّدين ، عبر إحصاءات معيّنة !
الدعايات لسلع معيّنة ، فكرية أو مادّية ؛ لكسب زبائن ، لهذه السلع ، في الأسواق التجارية ، المادّية والفكرية ..!
فأثمان الأخبار، التي تجلبها لك وسائل الإعلام الحالية ، هي :
عقلك .. قلبك .. وقتك .. جيبك .. أطفالك .. أخلاقك .. قيَمك .. مبادؤك ..! 
بعض الأخبار حسن نافع ، وبعضها سيّء ضارّ! وتحتاج ، كلّها ، إلى غربلة ونخل، وقدرة على التمييز!
وقد قال المتنبّي ، عن الكلام : ولكنْ تأخذ الأذهانُ منه     على قَدرِ القرائح والفُهوم !