الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  أحمل رأسا ...

أحمل رأسا ...

14.10.2019
زهير سالم





وكانت امرأة من الخوارج تدعى جميلة ، تكثر من الإنشاد وهي تخوض الحرب ..
أحمل رأسا قد سئمت حمله
وقد مللت غسله ودهنه
ألا فتى يحمل عني ثقله
استيقظ وفِي فضاء السوريين قضايا مثل الجبال تحتاج الى من يعلق عليها ويقول فيها ..
وأرى الناس ولاسيما الشباب منهم في ريبهم يترددون ..
أما سمع أحد من كل هذه الناس بتبرع ترامب بخمسين مليون دولار لدعم الأقليات الدينية والعرقية في سورية ..
ألا فتى يعلق على تبرعه هذا من مبتداه الى منتهاه ..
ألا فتى يحكي لنا حكاية حزب الطوائف كما حكاها من قبل منيف الرزاز الامين العام لهذا الحزب ، ثم دولة الطوائف التي أسسها حافظ الاسد بالرعاية الصهيونية الإمبريالية
ثم دستور الطوائف الذي يسعى إليه اليوم " حمالو الحطب " من خلفاء ابو عبدو الذي قال فيه الحلبيون كلمتهم دون ان يسمعوا بقية القول في شركاه..
ألا فتى يربط هذه المنحة الترامبية بحرب بريمر عل مسمى " العرب السنة في العراق " وبتصريح لافروف " لن نسمح لأهل السنة ان يحكموا سورية " وبالنطق السامي للناطق بقاعدة حميميم إنما جئنا لحماية الأرثوذكس في سورية .. وكل الطائفية من ألفاظهم .
ألا فتى يعيد قراءة تشكيل المنصات الدستوريةعلى ضوء المنحة الترامبية؛ أم أن دراويش الملامتية لايزالون يرفضون المحاصصة الطائفية ؟!
ألا فتى يكشف لنا أسرار الحلف الصهيوني - الصفوي لاستكمال الحرب على الخطر الأخضر بتسليط الفارسي والشيعي على العربي والمسلم ..
ألا فتى من المشمولين بالمكرمة الترامبية يردها علينا لنعود الى النعاس في حضن دليلة المخملي :
إن للحسن يا دليلة أفعى
كم سمعنا  فحيحها في سرير
وأقول للياس ابو شبكة لم يعد الفحيح في السرير فقط بل أصبح على المنابر  أيضا ...
ولو أن جمعية خيرية قالت سأخص بمساعدتي دينا دون دين وقوما دون قوم لما رخصوا لها ولأكثروا من اتهامها بالعصبية والعنصرية فماذا عن ....؟!
ثم ألا فتى يبحث لنا كم سيكون نصيب راعي الطوائف في سورية من هذه الملايين ؟! ويربط ذلك مع الأرقام الأممية لمصير المساعدات التي قدمها المانحون وحسبما وثقته المراجع الأممية نفسها .
تصريح ترامب عن الخمسين مليون هو الرطمة في جدار المغارة التي يرتطم بها المضبوع او المأخوذ  فيصحو ..
أيها السوريون الذين لن يصلكم من رشوة  ترامب شيء : هو والله الصحو أو المحو يحيط بكم من فوقكم ومن أسفل منكم .
١٣/١٠٢٠١٩
زهير سالم