الرئيسة \  واحة اللقاء  \  9 أسئلة حول سوريا

9 أسئلة حول سوريا

01.01.2017
أسعد حيدر


المستقبل
السبت 31/12/2016
[ أين إيران من ضمان تنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا، الذي أعلنه "القيصر" فلاديمير بوتين باسمه وباسم تركيا؟
[ لماذا غابت إيران عن إعلان بوتين، مع أنها طرف وشريك أساسي وفاعل ومؤثر في الحرب التي أوقعت في أقل التقديرات ثلاثمئة ألف قتيل وملايين المهجرين والنازحين داخل سوريا وفي أقاصي الأرض وعبر المياه القاتلة؟
[ هل هذا الغياب يسمح لإيران، بتحقيق مسؤوليتها عن أي تخريب يُسقط الاتفاق؟ وماذا ستكون ردة فعل "القيصر" أمام أي عمل تخريبي لالتزام شخصي منه؟
[ لماذا تركيا تحمست الى هذه الدرجة بحيث قامت بتغيير وجهة مسارها بنسبة 180 درجة، فتحالفت مع موسكو وتجاهلت واشنطن وتقدمت على إيران مع ما يُشكل هذا من ترددات غير مضمونة على العلاقات التركية – الإيرانية؟[ كيف ستتعامل واشنطن في بداية دخول الرئيس دونالد ترامب البيت الأبيض مع اتفاق كهذا لم يؤخذ عملياً برأيها عند البحث به في "استانه" وما بعدها ولدى إقراره العلني؟
هل تكفي العلاقات الجيدة بين بوتين وترامب لحل كل هذه الإشكالات خصوصاً أنّ هدف الأول من الإسراع في إعلان الاتفاق، دفع أي عملية تفاوضية مع البيت الأبيض في المئة الأولى من ولاية ترامب من حيث وصلت إليه سوريا بالاتفاق، وليس مما كانت عليه.[ ماذا عن "حزب الله" وموقعه وموقفه من هذا الاتفاق، خصوصاً المطالبة التركية العلنية بخروجه من سوريا كما باقي الفصائل الأجنبية، وهذا المطلب الذي كشفه الأتراك قد يكون بُحث رسمياً مع "القيصر" ووافق عليه، بعد التأكيد على تقليص عدد قواته في سوريا بحيث يكون ذلك مثلاً للآخرين عليهم أتباعه؟ وماذا عن إمكانية صدور هذا الطلب في قرار دولي لن يضع أحد فيتو عليه؟ هل يقبل الحزب أن يخرج من سوريا بعد أن ضحّى بخيرة مقاتليه، خالي الوفاض من المكاسب ضمن سوريا سواء بقي الأسد أو رحل (الكبار وحدهم يقررون وعن الآخرين)؟ وماذا سيفعل إذا انكفأ الى الداخل في لبنان خصوصاً أنّ حلولاً كبرى تُرسم لمنطقة الشرق الأوسط بعد تثبيت الحلول في سوريا والعراق واليمن، قد يكون من بينها إنجاز مصالحة إسرائيلية - عربية، مهد المرشد الإيراني لقبولها بأن تحرير فلسطين ليس قبل 25 سنة؟
[ ماذا عن "داعش" و"النصرة" المرفوضَين في الحرب وفي السلام والمطلوب إلحاق هزيمة حقيقية واقتلاعية بهما؟ كيف سيتم التعامل مع المجتمع "الفرانكشتاني" الذي خلقوه. لا يكفي ضرب المقاتلين، المطلوب ضرب كل القواعد والبنى السياسية والفكرية والدينية التي أقاموها. معنى هذا أن الحرب طويلة جداً، وهي كما هو واضح من مساراتها الأخيرة ضد المدنيين في أوروبا ستكون أقسى وأكثر دموية، لأن العمل الفردي الإرهابي والإجرامي تحول الى استراتيجية لا يمكن مواجهتها فقط في عمليات فردية؟
[ ماذا عن السوريين سواء من النظام أو "المعارضات" المسلحة، بعد أن أصبح دورهم تنفيذياً فقط؟ حتى المشاركة في صياغة الاتفاق الأخير لم يسمح لهم بها إلا من باب العلم والخبر؟ وهل ستطول الفترة الانتقالية على وقع المتغيرات أم أن التغيير سيطال خفض منسوب المتغيرات ورفع منسوب الثوابت التي يمكن البناء عليها؟
* أخيراً، ماذا عن الدول العربية المعنية بسوريا من هذا الاتفاق وتفاصيله الغامضة حتى الآن، الذي يعني تنفيذه التقدم خطوة كبيرة نحو تشكيل مستقبل سوريا جغرافياً وديموغرافياً وسياسياً؟
شدد "القيصر" وهو يتحدث عن الاتفاق على "حزمة إجراءات لمراقبة وقف إطلاق النار، واستعداد الأطراف لبدء مفاوضات السلام، أمام هذا التشديد من الصعب أن يقوم أي طرف حتى ولو كان خاسراً أن يخرّب هذه العملية.
لذلك فإن إيران خسرت حتى الآن فيه لأنها كانت تريد الحسم عسكرياً، وإبقاء الأسد الى الأبد، وتحصين وجودها مع "حزب الله" في سوريا تمهيداً لبناء قاعدة بحرية لا يمكن إلا أن تكون غير بعيدة عن القاعدة البحرية الروسية تحاول "بلع موسى الاتفاق من دون أن يظهر عجزها"، من ذلك اعتبار العميد سلامى نائب القائد العسكري العام:
 
[ أن "إيران حققت انتصاراً تاريخياً ومذهلاً". إن سوريا كانت بوابة سياسات أميركا (كيف إذن يُقال عن سوريا الضلع الثالث في مثلث المقاومة؟) وأن هذه البوابة شارفت على الانغلاق بشكل كامل...
[ "أن إيران باتت دولة إقليمية كبرى.. وأصبح لدينا إشراف على هذه المنطقة ولدينا سيادة سياسية فيها". أي أن إيران لا تطلب من روسيا وغيرها فهي موجودة ولا يقرر عنها أحد.
[ "إن تحرير حلب اليوم، وغداً القدس" كما قال سادن الروضة الرضوية السيد ابراهيم رئيس أحد أبرز مرشحي خلافة المرشد خامنئي. ومن حق الفلسطينيين والعرب والمسلمين أن يسألوا: في كل مرة قيل إنّ طريق القدس يمر ببلدة مثل جونية أو مقام السيدة زينب، والآن حلب وكلها تقع على طريق الشمال تصبح القدس أبعد بكثير جغرافياً وسياسياً؟
هذه تسعة أسئلة ووقائع إيرانية، ترسم كلها المستقبل، ولكن من الواضح أن رسم الخرائط ما زال في بداياته، وأن كلفته عالية. يمكن القول: المستقبل مرسوم في السماء، ليقع الاستسلام العربي.. ويمكن أن يعمل البعض انطلاقاً من أن ما يُرسم بدمائنا ليس قدراً، فيقع تعديله ورسمه لما فيه مصلحة الأجيال القادمة.
الخيار ما زال قائماً، يبقى حسن الاختيار!