الرئيسة \  واحة اللقاء  \  2700 عملية اغتيال منذ اعلان إسرائيل

2700 عملية اغتيال منذ اعلان إسرائيل

24.04.2018
محمد داودية


الدستور
الاثنين 23/4/2018
العالمُ الديمقراطي الحر يدعم دولة الاحتلال الإسرائيلي عسكريا وسياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا لأنها "واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط في محيط متخلف دكتاتوري"، يحميها ويزور لها الوقائع والوثائق ويمكّنها من امتلاك التفوق العسكري الإستراتيجي على الدول العربية حتى لو كانت مجتمعة، ويتستر على جرائمها الموصوفة ويغضي عن اغتيالاتها التي تتفاخر بها والتي تتم في وضح النهار وتحت كاميرات السينما العالمية -فيلم ميونيخ مثالا- وفي كل بقاع الأرض حيث تنتهك بكل بلطجة ووحشية، سيادات كل الدول دون اي استثناء.
اخر جرائمها اغتيال العالم الفلسطيني خبير الصواريخ فادي البطش في العاصمة الماليزية كوالالمبور فجر السبت الماضي، وفي الرواية المتسربة من ماليزيا ان منفذَي الجريمة كانا يمتطيان دراجة نارية أطلقا منها عشر رصاصات على الشهيد البطش (35 عاما) وهو يغادر منزله إلى المسجد لصلاة الفجر فاستشهد على الفور.
وذكر مصلون أن المهاجميْن كانا ضخمين وذوي بشرة شقراء!! وصرح وزير داخلية ماليزيا ان المجرمَين من القوقاز وعلى صلة باستخبارات دولة اجنبية معادية للفلسطينيين. لم يبق امام هذا البياض الشديد والوضوح المطلق إلا أن تلفظ الجهات الماليزية المختصة الاسم وهو ما سيتم قريبا جدا.
وقبل جريمة البطش كانت محاولة اغتيال خالد مشعل بشوارع عمان في وضح الصباح يوم 27 كانون الأول 2013 بواسطة وحدة التنفيذ "كيدون" التي هي جزء من وحدة تنفيذ عمليات الاغتيال في الموساد "قيساريا". ومعلوم انه لولا صلابة الملك الحسين يرحمه الله لما سارعت إسرائيل إلى ارسال الترياق المضاد للسم الذي حقنوا به السيد مشعل، مما حفظ حياته.
سيتصرف العالم الحر مع دولة العصابات والاغتيالات كما تعود ان يتصرف، فهو الذي يدعم انظمة الاستبداد والفساد في العالم الاسلامي "القرو وسطية" التي تغتال مواطنيها ويغضُّ النّظر عن مقارفاتها، وهو المسؤول عن انتاج هذه الأنظمة البوليسية الوحشية، انظمة التعصب والاقصاء والخرافة والجهل، التي ربّـاها وحماها وساعدته في نهب نفطها وثرواتها، فاصبحت مفرخة تُولّد إرهابيين متوحشين، على لون وسلوك الأنظمة، التي تربوا على سياط جلاديها وظلمة اقبيتها ووحشية فاسديها وسموم مناهجها وانغلاق وعاظها وفساد اعلامييها وارتشاء نخبها.
امامنا قائمة طويلة من الاغتيالات التي نفذتها وحدة "قيساريا" التابعة للموساد، ولا نجد اية عقوبات تمت بحق المجرمين الذين قارفوا تلك الجرائم، فها هو المراسل العسكري والاستخباراتي رونين برغمان يتحدث حول كتابه الجديد "أقتل أولا: التاريخ السري للاغتيالات المستهدفة في إسرائيل" عن نجاح وفاعلية أكثر من 2700 عملية اغتيال في تاريخ إسرائيل منذ 70 عاما.
اغتال الموساد في بيروت غسان كنفاني وكمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار وعلي حسن سلامة، وفي فرنسا محمود الهمشري وزهير محسن ويحيى المشد وعاطف بسيسو، وفي لندن سعيد حمامي، وفي ألمانيا الشرقية وديع حداد، وفي أثينا منذر أبو غزالة وخالد نزال، وفي تونس خليل الوزير وصلاح خلف وفخري العمري وهايل عبد الحميد. وفي مالطا يحيى الشقاقي. وفي دبي محمود المبحوح. واغتال الموساد في الأراضي الفلسطينية المحتلة احمد ياسين وأبو علي مصطفى ويحيى عياش وعبدالعزيز الرنتيسي وسعيد صيام واحمد الجعبري وغيرهم العشرات.
ويعد فيلم "ميونيخ" الهوليوودي وثيقة دامغة على جرائم التخطيط لعمليات الاغتيال باشراف غولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل، لكن أحدا من مجرمي إسرائيل، الساسة والمخططين والمنفذين، لم يقدم لمحكمة الجنايات الدولية ابدا.