وجهة نظر :
المجلس الإسلامي السوري يخلي ثغرته بعد عقد من الرباط
زهير سالم*
وقال المجلس في قرار التخلي، إنه يفعل ذلك استجابة لقرار الحكومة غداة التأسيس، حين أعلنت حلَّ جميع الأجسام الثورية والوطنية، لتلتحم في الهيئة الحكومية!!
كنت في 2014 واحدا من الذين فرحوا بتأسيس المجلس الإسلامي السوري. واشتغلت على شرح مبادئه الخمسة في جلسات وحلقات، وظللت أتابع أنشطته على مدى عشرة أعوام، ولا أقول إن كل شيء كان كاملا، ولكنني أؤكد أن المجلس بهيئته، وبمجلس أمنائه؛ سد ثغرة مهمة على الساحة السورية. وشكل مرجعا مهما، لقلوب ملايين المسلمين السوريين ولعقولهم أيضا. وأؤكد جازما حاسما، أن المجلس اليوم إذ يخلي…، يترك الثغرة مخلّاة، ويفوض أمر الناس إلى فوضى وحيرة واضطراب.
وقد تابع الذين يتابعون ما تعرض له موقف وزير الأوقاف في رحلة الحج من نقد وتشكيك.
نحترم قرار المجلس الآسلامي، وإن لم ولن تقنعنا الأسباب المعلنة التي تسوغ الانسحاب من الساحة وهي أشد حيرة واضطربا…ولكنني بصفتي واحدا من الناس، المعنيين بالشأن الإسلامي العام، أدعو أمام الإخوة الذين تخلوا؛ وفي كل الليالي يفتقد البدر، اللهم أتمم لنا نورنا…
ما أجمل مهمة الماتح على البئر يسقي الناس عذبا نميرا..
يقولون إن الحل جاء استجابة إلى طلب الحكومة!!
وأنا أزعم وأؤكد أن الحكومة في معاناتها لأمر الشأن العام، في الظرف الوطني الذي نعيش، هي أحوج إلى الأجسام المستقلة النيرة الحكيمة المعتدلة، التي كان يمثلها، ويمكن أن يمثلها تجمع علمائي مثل تجمع المجلس الإسلامي، الذي نحن بحاجة أكبر ليعزز ويدعّم.
اللهم اعقد لشعبنا في سورية أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيها عن المنكر..
وبينما أهل الباطل يتحزبون ويتجمعون، ترى أهل الحق في شعبهم يترددون..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
لندن: 4/ محرم/ 1447
29/ 6/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي