الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  كربلائيات

كربلائيات

09.09.2019
زهير سالم




أولا - رواية مصرع سيدنا الحسين ...
حاولت ا منذ خمسين سنة قراءة مصرع سيدنا الحسين وأنا شاب قوي جلد فما أطقت.  اخترت من كتب التاريخ  " البداية والنهاية " لابن كثير رحمه الله ، الذي قيل لنا أنه محقق ومفسر ، لم أستطع إكمال القراءة  لما غلبني من الدمع والبكاء حتى النشيج والعويل ، وتسألني أمي رحمها الله في البيت : ماذا جرى  ..؟ ولا تعلم ما أقرأ ولا أين أتابع !!
ومع أن الحدث قد وقع قبل ابن كثير بنحو ست مائة عام ، وفي صحراء منقطعة لم يحضرها إلا المقتولون والقتلة ..إلا أنني شعرت أني أمام عدسة تصوير دقيقة وخفية وثلاثية الأبعاد لا تصور الأحداث ولأشخاص  بل تصور المشاعر أيضا ,,,!! يقولون في العصر الحادي والعشرين أنهم يحاولون مثل هذا ..
تأخرت عن هذا الحدث بضع سنين حتى قرأت " ديوان العبر وتاريخ المبتدأ والخبر في ملوك العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر " لابن خلدون ، ومن مقدمة المقدمة تعلمت قواعد وأصول في قراءة التاريخ ..
وزن بميزان العقل ، كيف يتحرك جيش يزعمون أنه ألف ألف ...؟!!!
وإذا كان المحدثون المسلمون قد أحكموا منهاجهم في التصحيح والتحسين والتضعيف ، فإن المؤرخين قد قصم ظهورهم  سوء فهم أو سوء توظيف حديث " حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج .." والذي يعني اقبلوا روايتهم فيما صح من أمرهم ، ولم يعن أبدا أن تمتطوا مطية " زعموا " فقد كانت ، وما زالت ، وستبقى " زعموا " مطية الكذب والكذابين .
وحين أقف اليوم أمام إرث عاشوراء ، ليس فقط في صيغ يرددها الرواديد أتساءل : ماذا فعل بنا التاريخ ؟! .بل ماذا فعل بهذه الأمة المؤرخون ؟!
كنت أحكي لكم عن رواية ابن كثير الفقيه المفسر السني الذي يقال عنه : إنه البقية من مدرسة الإمام المحقق ابن تيمية عدو الرفض والروافض وصاحب " منهاج السنة "
ورزقنا عقلا نميز به بين الأقاويل ..
كان عمر رضي الله عنه شهيد المحراب استشهد وحوله الملأ من المسلمين لم يوصف مصرعه كما ...
كان علي رضي الله عنه شهيد رمضان وشهيد صلاة الفجر لم تسجل العدسة الخفية من أمر  مقتله ما سجلت من مقتل ولده الحسين ..!!
اللهم ارض عن الحسين وعن أبي الحسين وصل وسلم وبارك على جد الحسين ..
==============================
كربلائيات ...
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أبي الحسن وأبي الحسين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : المسلمون تتكافأ دماؤهم ..
ومن فقه الحديث أن دم المسلم كبيرا كان أو صغيرا ، حسيبا نسيبا شريفا كان أو من عامة الناس وسوادهم في حرمة الدم وفي قيمة الدم أمام الله والناس سواء .." ومن زاد أو استزاد فهو من أمر الجاهلية " كما جاء في خطبة حجة الوداع ..
وأكاد أقول فلا أستطيع خوفا من عقل لا يتسع وصدر يضيق أن معنى حديث أن المسلمين تتكافأ دماؤهم أن دم ...
والذي يحسم اللجاجة ويزيد في التأييد والتوضيح أن سيدنا رسول الله لما رأى " المثلة" يوم أحد في عمه حمزة " عمه وأخوه من رضاع " وأخذه الغضب كما أخذ أخاه موسى من قبل . فقال : لأمثلن في سبعين منهم ..
وجاء التوجيه من رب العالمين " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين .."
ليبقى العدل هو القيمة العليا المستقرة في حياة الناس .
وليبقى الرجز على الذين يقتلون الناس ، والذين يظلمون الناس ، والذين  يفسدون في الأرض ..
اللهم ارض عن سيدنا الحسين وعن أبي الحسن والحسين ، وصل وسلم وبارك على جد الحسين ..