الرئيسة \  واحة اللقاء  \  (الغوطة).. جرح جديد

(الغوطة).. جرح جديد

05.03.2018
إبراهيم محمد باداود


المدينة
الاحد  4/3/2018
اندلعت أعمال العنف في سوريا منذ عام 2011 ولا يزال الدم السوري يجري منذ ذلك الحين وحتى اليوم على أرض الشام العزيزة، وفي الوقت الذي سعت بعض الجهات الدولية للتدخل لوقف العنف إلا أن جميع تلك الجهود لم تنجح لليوم بل زادت رقعة الخلاف من خلال دخول دول متحالفة مع أطراف متعددة وفي مقدمتها أمريكا وروسيا ومع الوقت وكثرة الاضطرابات وأحداث العنف في المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام نسي بعض الناس الشام وما يحدث فيها.
في يوم الجمعة الماضي تحدث خطيب الجمعة في مسجد الحي عن (الغوطة) وهي منطقة ريفية منبسطة تحيط بمدينة دمشق وتتبع لها من ناحية إدارية وتتمتع الغوطة الشرقية بموقع إستراتيجي مهم فهي ملاصقة للعاصمة دمشق وقريبة من مطارها الدولي وتتميز بأشجار الفاكهة وتُعد من أخصب بقاع العالم وفيها غابة من الأشجار المثمرة والبساتين وكانت تعد من عجائب الدنيا ففيها المياه العذبة والأنهار الصغيرة وأرضها تنتج مختلف أنواع الفواكه وخصوصًا المشمش والخوخ والتوت، وتنقسم (الغوطة) إلى قسمين غربي وشرقي وفيها العديد من الآثار القديمة والتي تعود للعصر الحجري كما أن فيها العديد من المزارات الدينية والمقامات وقبور بعض الصحابة وفي العصر الحاضر تعد (الغوطة) منارة للعلم والعلماء ففيها تنتشر المساجد ويحافظ أهلها على العادات والتقاليد وقد شارك أهلها في نهضة سوريا طيلة العقود الماضية ويصل عدد سكانها قرابة مليوني نسمة..
كانت (الغوطة) من المدن التي انتفضت ضد النظام الغاشم في مارس 2011 وذلك من خلال الاحتجاجات السلمية وقد تصدى لها النظام وهاجمها فقتل وجرح العديد من أبنائها ومنذ 7 أعوام تتعرض (الغوطة) للعديد من المواجهات المسلحة العنيفة والحصار الذي ساهم في نقص الإمدادات الغذائية والطبية كما ساهم في تعطيل المستشفيات ويدعي النظام السوري الغاشم أن أبناء (الغوطة) إرهابيون ولذلك هو يقوم بقصفها وفي 18 فبراير 2018م بدأ النظام السوري مدعوماً من روسيا بحملة عسكرية جديدة على الغوطة الشرقية وقد أسفر ذلك القصف عن سقوط مئات القتلى تجاوز الـ 500 قتيل في عدة أيام مما أدى إلى اكتظاظ المستشفيات بالمرضى ومع ذلك ووفق اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية في سوريا فقد طال قصف النظام أيضاً تلك المستشفيات.
(الغوطة) جرح جديد في جسد الأمة العربية والإسلامية الممتلىء أصلاً بالجراح وهاهو أبرز طغاة هذا العصر (بشار) وبمساندة من الروس الذين عاثوا فساداً في العالم ودعم من إيران يطعنون هذه الأمة في خاصرتها ليسيطروا على الشام، وكل الآمال معقودة أن تعود الأمة إلى وحدتها وأن تتحالف من جديد لتواجه هذا العدو الغاشم لتلتئم جراحها وتصبح من أقوى أمم الأرض.