اخر تحديث
الأربعاء-17/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ ( إلاّ متحرّفاً لقتال أو متحيّزاً إلى فئة ) ! فإلى أيّة فئة تتحيّز؟
( إلاّ متحرّفاً لقتال أو متحيّزاً إلى فئة ) ! فإلى أيّة فئة تتحيّز؟
10.01.2019
عبدالله عيسى السلامة
طرحت سؤالاً ، على صفحة فيسبوك ، هذا نصّه : أيّ الفئات ، في سورية ، يجب أن يتحيّز إليها ، المقاتل المؤمن ؛ انطلاقاً ، من قوله تعالى : (إلاّ متحرّفاً لقتال أو متحيّزاً إلى فئة) ! فجاءت إجابات متنوّعة ، من فضلاء مثقّفين ، نحسبهم مخلصين: لدينهم، وأمّتهم، ووطنهم !
من أهمّ الإجابات : ليس في سورية ، فصيل واحد ، يمكن ، أن يتحيّز المرء ، إليه !
فكتبت هذه السطور، مخاطباً الأخ الكريم ، صاحب هذه الإجابة ، وأنا أقصد توجيهها ، إلى الجميع ، راجياً ، أن يجعل الله ، في ذلك ، خيراً ، في الدنيا والآخرة !
لقد تكالبتْ علينا ، ذئابُ الأرض ، من كلّ ملّة ! حتّى كلابُ بلادنا ، صارت ذئاباً ، تستبيح الدماء والأعراض ! فهل أتباع محمّد – جميعاً- في الشام ، لم يعد فيهم خير، ولم يَعد يجدي ، فيهم ، سوى سنّة الاستبدال: ( وإنْ تتولّوا يَستبدلْ قوماً غيرَكمْ ثمّ لايكونوا أمثالَكم) ؟ أم أنّ الخيرَ موجود ، في بعض الفئات ، ولو كان لديها أخطاء ،لا تنسف الإيمان – فقد وُجدت الأخطاء ، في جيوش الفتوحات الأولى ! - وبالتالي؛ لا بدّ من الانحياز، إلى الفئة الأفضل ، أو الأقلّ سوءا ً؛ دفاعاً ، عن : النفس والعِرض والأرض.. ومَن قُتل ، دون أيّ منها ، بنيّة خالصة لله ، فهوشهيد ! وحتىّ لو كان الانحيازُ قلبياً – بالدعاء - وبذل مايستطاع ، من الكلام النافع ، أو المال !
وقد تشكّل جيش كبير، تحت مسمّى (الجيش الوطني) ، بإشراف تركي ، ونظن خيراً ، به ، وبالجهة التي أشرفت ، على تشكيله وإعداده ! ونظنّه مخلصاً ، بجملته : قيادة وجنوداً ! كما نظنّ الجهة ، التي أشرفت ، على تشكيله وإعداده ، تتحلّى بالكثير، من الإخلاص ، لقضيتنا السورية ، التي تُعَدّ قضيّة لها ، حتّى داخلَ بلادها ، وهي تخوض ، بجدارة ، صراعات شرسة ، ومعقّدة : عسكرياً وسياسياً ، مع قوى دولية ضخمة ، ومتعدّدة .. للمحافظة ، على أمنها : الداخلي والخارجي ، وعن مصالح الشعب السوري ، المرتبطة بأمنها ، بصورة مباشرة !
والجيش الوطني الحرّ ، هذا ، قد تمّ تشكيله ، من أكثر المحافظات السورية ، فيما نعلم ، ومن أكبر الفصائل السورية المعتبرة ، ومن أقواها ، ومن أكثرها خبرة ، ومن أحسنها أخلاقاً ، بشكل عامّ ! وهو يمثّل أكثر شرائح الشعب السوري ، غير الضالّة ، أوالمنحرفة : عن ولائها للوطن ، أوانتمائها إليه !
وقد خاض هذا الجيش الحرّ ، تحت إشراف تركيا ، معارك ناجحة ، أفادت الشعب السوري ، فوائد جمّة ، من أهمّها : درع الفرات ، وغصن الزيتون ! وأثبت كفاءة عالية ، في القتال ، وإخلاصاً كبيراً ، لقضيته السورية !
ولا يمكن – بالطبع - تبرئة جيش كامل ، من الأخطاء الفردية ، التي يرتكبها جاهل ، أو أحمق ، أو انتهازي ، ممّن لايخلو منهم ، جيش في العالم ! إلاّ أن الأخطاء ، التي وقعت ، وسُجّلت ، معدودة ، ومحدود ، بأشخاص قلائل ، أوفئات قليلة ! وقد تمّت ، فيما نعلم ، معالجة بعضها ، ومعاقبة بعض ، ممّن ارتكبها ! وهي ، في كلّ حال ، لم تؤثّر، في سمعة الجبهة الوطنية ، أو الجهة التركية ، المشرفة عليها !
هذا ماعلمناه ، ولا نزكّي ، على الله ، أحداً ، ولا نقوم بدعاية، لأحد ؛ فما هذا من شأننا ! لكن المصير المشترك ، لشعب سورية ، كلّه ، يفرض ، علينا ، تحديد مواقف ، نراها أقرب إلى الصواب ، من غيرها ؛ فلا أحد يملك الصواب المطلق ، في الاجتهاد البشري ! ويُعَدّ الاعتزال ، الذي يؤثره بعض الأشخاص ، موقفاً ، كذلك ! وسبحان القائل: ( ولكلٍّ وجهةٌ هوَ مُولّيها فاستبقوا الخيرات ) .
ولو ناقشنا كلّ فئة ، في موقفها ؛ لطال الحديث ، واستغرق صفحات كثيرة !
فإذا كانت جبهة وطنية ، كهذه ،لا تستحقّ التحيّز، إليها ، في قتال مصيري شرس، مفروض، على شعب سورية ، كلّه .. فإلى أيّة جهة ، ينحاز المؤمن المخلص ؛ ولو بقلبه : بالدعاء .. وببذل ما يستطاع ، من المال ، أو الكلمة الطيّبة ، التي (أصلُها ثابت وفرعُها في السماء تؤتي أكلَها كلّ حين بإذن ربّها..) !؟ أمّا مّن أصرّ ، على ألاّ يتعامل ، إلاّ مع الملائكة ، فقد يجد أفراداً نادرين ، من البشر، لديهم أخلاق ملائكية ، يمكنه التعامل معهم ! لكنّ التجمّعات البشرية الكبيرة ، لا تسير بأخلاق الملائكة ! ولا يكلّف الله نفساً إلاّ وسعَها !
ونؤكّد ، بأن الكلام ، كلّه ، هنا ، إنّما هو: عن أفضل السبل ، لإنقاذ الشام ، وأهل الشام ، من البلاء الرهيب ، الذي يعاني منه الناس، في الشام.. بصرف النظر،عن أيّة توجّهات سياسية !
وفي الحديث : اعملوا ؛ فكلٌّ ميسّرٌ لِما خُلق له !