الرئيسة \  واحة اللقاء  \  (شماعة) المعارضة السورية

(شماعة) المعارضة السورية

24.08.2017
كلمة الرياض


الرياض
الاربعاء 23/8/2017
اقتربت الأزمة السورية من دخول عامها السابع دون أي حل في الأفق، مازالت الأوضاع السياسية معلقة دون أي تقدم يذكر رغم الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي، إلا أن عدم وجود حد أدنى من التوافق بين أطراف النزاع يذهب بها أدراج الرياح، أما إذا تحدثنا عن الأوضاع الإنسانية في هذا البلد المنكوب نجد أنها مزرية، وتمثل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي يقف موقف المتفرج من أزمة طال أمدها دون وجود نوايا حقيقة لإنهائها، وإلا كانت قد انتهت منذ زمن.
ما يهمنا هنا المعارضة السورية التي اجتمعت في الرياض وخرجت دون نتائج تؤدي إلى توحيد الرؤى حول مستقبل سورية. نقطة الخلاف -حسب ما رشح عن الاجتماع- هي مستقبل بشار الأسد في سورية، وهي نقطة كانت من المفترض أن لا تكون موضع خلاف، فالأسد هو أساس المشكلة في سورية، وهو من أوصلها إلى ما وصلت إليه مضحياً بالشعب السوري في مقابل وجوده على كرسي الحكم، وشخص كهذا يجب أن يعرف الجميع أن لا مستقبل له أو لعائلته في مستقبل سورية، وإلا كان كمن يكافئ الطاغية على طغيانه، وهذا أمر مرفوض، فالأسد في خطابه الأخير يقول: "إن البلاد خسرت خلال سنوات الحرب خيرة شبابها، فضلًا عن تضرر بنيتها التحتية، لكنها بالمقابل كسبت مجتمعًا صحيًا متجانسًا"، هو يتحدث كمن ضحّى بالأم للحفاظ على الجنين رغم التصاقهما الوثيق، أين المجتمع الصحي المتجانس الذي يتحدث عنه؟، وهل يوجد مجتمع في سورية الآن؟ إذا علمنا أن عدد القتلى بلغ النصف مليون، والمهجرون في الداخل السوري وخارجه بالملايين، هذا منطق أعوج تمام الإعوجاج. خالٍ من المنطق والرؤية الحاضرة والمستقبلية.
المعارضة السورية تمثل جزءاً لا يستهان به من استمرار الأزمة بعدم توافقها واختلاف توجهاتها، وانتمائاتها، وعليها ضغط كبير من أجل المساهمة في حل النزاع، وإلا ستكون كالشماعة التي يتم تعليق فشل الوصول إلى حل عليها.