الرئيسة \  واحة اللقاء  \  دلالات اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا

دلالات اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا

07.05.2017
عبد الرزاق النبهان


القدس العربي
السبت 6/5/2017
الحسكة ـ "القدس العربي": شكل توقيع الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا خلال الجولة الرابعة من محادثات العاصمة الكازاخستانية أستانة على المذكرة التي قدمتها روسيا، نقطة تحول مهمة في مسار الأزمة السورية وفق ما يراه سياسيون سوريون إذ يحمل في طياته حدوث تحول في الموقف الدولي اتجاه الحل للأزمة السورية، الذي من شأنه أن يؤدي إلى تشكيل كانتـونات محـمية وتقـسيم الخـريطة السـورية.
ويقول الأمين العام لحزب التضامن السوري عماد الدين الخطيب: "إن الاتفاق؟الذي تم توقيعه في أستانة يخفي في طياته الشر للشعب السوري والنتيجة هي خدمة النظام من أجل بقائه في السلطة، فيما يرسخ اتفاق المناطق الاربع التقسيم مؤقتاً وادارة ذاتية لكل منطقة وبعد ان تتصارع المعارضة مع جبهة النصرة في محاولة للقضاء عليها".
وأضاف في تصريحاته لـ "القدس العربي" إن الاتفاق سيطرح اعادة توحيد هذه المناطق مع مناطق النظام على شكل فيدرالية بحيث تبقى الفصائل المسلحة والمسيطرة في مناطقها محافظة على مكاسبها، وسيكون الشعب السوري في مناطق الفصائل، هو في النهاية الخاسر الاكبر من جميع نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتـماعية.
وأشار الخطيب إلى أن المعارضة السورية كانت تأمل من اجتماع الاستانة الرابع ان يكون خطوة البداية نحو انهاء الصراع في سوريا ولكن ذلك لم يحصل مع غياب الرؤية الكاملة للحل وغياب الارادة الأمريكية في اظهار رؤية لانهاء هذا الصراع.
ويقول الباحث السياسي السوري أحمد رياض غنام، إن إتفاق الأستانة لم يكن ليتم لولا شعور جميع الأطراف بالوهن والضعف، وكذلك نتيجة الضغوط الأمريكية التي تمارس على الروس من جهة وعلى الأطراف الإقليمية الراعية للفصائل العسكرية، مما يستهدف إضعاف دور العسكر في الحالة السورية تمهيداً لدور أكبر للقوى السياسية من اجل تحريك الملف والدفع به نحوالأمام.
وأضاف في تصريحاته لـ "القدس العربي": "إن المحرقة السورية على أبواب النهايات والعودة الأمريكية الجادة لهذا الملف تأتي من خلال محاربة تنظيم الدولة والنصرة وكذلك لإضعاف الدور الأيراني المتمادي بشكل كبير في الملف السوري وكافة قضايا المنطقة، ووجودها في الاستانة وإنصياعها للإتفاق الموقع يدلل على الضيق والحالة الصعبة التي وصلت لها إيران في سـوريا"
وأشار غنام إلى أن مخاوف الكثير من القوى المعارضة لهذا الإتفاق، التي ترى فيه مقدمة لمؤامرة تقسيمية تخوضها أطراف إقليمية ودولية وداخلية، هي مخاوف مشروعة، إلا أن الرهان الحقيقي سيكون على وطنية الشعب السوري في رفض أي محاولة لتقسيم وطنه حتى وإن إجتمع العالم كله وراء هذه الفكرة، وأهلنا في الداخل فهم وحدهم الأقدر على تقدير قيمته الإنسانية والأخلاقية خاصة وأن الاتفاق سيعمل على تخفيض عدد القتلى وسيطعم الأطفال والأسر المحاصرة وسيدفع إلى عودة الحياة بشكل تدريجي مقبول.
أما رئيس المكتب السياسي لجيش سوريا الوطني أسامة بشير: فيرى اتفاق الهدنة في المناطق الآمنة كما يقال ليس تقسيماً جغرافياً ولن يكون بقدر ما هو تقسيم سياسي عسكري يمهد لتسليمها للنظام بخطة روسية خبيثة .وبند تخفيف العنف يعني استمرار العمليات بين الفترة والأخرى تحت هذا البند.
وأضاف في تصريحات لـ "القدس العربي": "الدول الإقليمية تعول في هذه الخطة على قتال الفصائل في ما بينها وهو أمر وارد وبذلك يستدعي التدخل لقصفهم كما أن قيام المعارضة بمحاربة الإرهاب يعني المواجهة مع جبهة النصرة في تلك المناطق وهذه الخطة هي خطة روسية لمحاولة قطع الطريق على التدخل الأمريكي في الحل.
ووصف بشير موافقة نظام الأسد بالأمر الطبيعي طالما لا تخص كرسي الرئاسة، وخاصة أن الضامن هو نفسه القاتل روسيا وإيران، ولكن من الضامن للروس والإيرانيين، وما بعد الخطة هو أخطر بكثير من الخطة نفسها، ولكن بشكل عام فإن الخطة لن تنجح وستخلق خلافا بين الفصائل وفق توقعه.
يذكر أن الأستانة كانت قد شهدت في شهركانون الثاني / يناير الماضي أول اجتماع لبحث الإجراءات اللازمة لتثبيت وقف إطلاق النار في سوريا، برعاية تركية روسية وبمشاركة إيران والولايات المتحدة ونظام الأسد والمعارضة السورية، فيما بدأت الأربعاء الجولة الرابعة من المحادثات واختتمت اول من أمـس.