الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أزمة اللاجئين السوريين في الأردن

أزمة اللاجئين السوريين في الأردن

04.02.2016
د. منجد فريد القطب



القدس العربي
الاربعاء 3/2/2016
الأردن كباقي دول العالم يواجه مصاعب اقتصادية واجتماعية وسياسية ولكن المؤكد أن تدفق اللاجئين على الأردن زاد من تفاقم هذه الأوضاع عدا عن وجود بعد هام هو البعد الأمني واحتمالية شبه أكيدة وليست بالصعبة أوالمستحيلة تسلل خلايا ارهابية يغلب عليها الطابع الشبابي والطفولي وحتى النسائي كمرتكبي تفجيرات باريس وغيرها لارتكاب تفجيرات وأعمال ارهابية تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في الأردن وليس مستغربا أن للأردن أعداءً كثرا في الداخل والخارج قد يسعون للتحرك لضرب النسيج الاجتماعي واللعب على النعرات العرقية وأولها النسيج الأردني الفلسطيني.
هناك تقارير أوروبية تشير إلى احتمالية اختفاء حوالي عشرة آلاف طفل سوري وصلوا إلى القارة الأوروبية بلا معيل واحتمالية تعرضهم للاستغلال الجنسي. نعيش في الغرب لسنوات ونعرف بأنه في بريطانيا وحدها هناك ما لا يقل عن 175 ألف Paedophile.
وهذه مشكلة متفاقمة مورست بها الأعمال الجنسية الشاذة بحق الأطفال في الكنائس والمستشفيات والمدارس والمراكز الصحية والاجتماعية من أطباء ورجال دين ومدرسين ورجال تمتعوا بمراكز اجتماعية هامة والمعروف أن لجنة التحقيق التي شكلتها وزيرة الداخلية أفشلت ثلاث مرات وأن الملف الرئيسي فقد من أدراج وزارة الداخلية البريطانية لافشال التحقيق كدليل على وجود أيد منفذة وراء استغلال الأطفال جنسيا. ومن غير المستبعد وجود هذه الظاهرة بين الأطفال اللاجئين في الأردن واستغلالهم جنسيا بشكل سري تماما كاستغلال النساء والقاصرات وارتفاع معدلات الحمل غير الشرعي وبيع الرضع والأطفال لعائلات بالخارج. وحري بنا الذكر بأن زواج المثليين شرعي وقانوني بأغلب الدول الغربية وخصوصا بريطانيا والدول الاسكندنافية كالسويد والدنمارك والنرويج وهؤلاء لهم حق تبني الأطفال وهذه الدول نفسها هي أماكن تواجد لأطفال وبأعداد متزايدة وبدون معيل.
الحرب الحالية قد تستثني الأردن في الوقت الحالي وهذا بفضل حكمة الملك عبد الله الثاني وحنكته السياسية وحب الشعب للهاشميين ومعرفتهم بأن البديل لن يكون الا مثالا أفغانيا أوصوماليا أوليبيا أوسوريا أوعراقيا.
ولكن الرياح يمكن أن تسير بما لا تشتهي السفن، الوضع في الأردن صعب وناهيك عن الأعباء الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للاجئين هل أخذ بالحسبان أيضا بأن أكثر من عشرين بالمئة من السكان هم من المكون السوري واحتمالية توطينهم على المدى البعيد لعقود كتوطين اللاجئين الفلسطينيين واردة جدا مع فروق كبيرة بأن اندماج الفلسطينيين في كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية أصبحت مثالا للتعايش بين الأمم والشعوب بينما المكون السوري أصبح وسيلة استغلال للأردن لفرض أجندة دولية معينة عدا عن أن تمثيل عشرين بالمئة من السكان في أجهزة الدولة والجيش والأمن والبرلمان وربما الديوان قد يخلق هواجس جديدة عن الانتماء والولاء والهوية الأردنية الوطنية في بلد تبلغ نسبة البطالة فيه مستويات مرتفعة ويبلغ عجز الميزانية فيه أكثر من 23 مليار دولار لا تكفي الثلاثة مليارات التي يمكن أن تقدمها الدول المانحة في مؤتمر لندن القادم للاجئين السوريين ووفق شروط وخطط لسداد جزء يسير منها.
باختصار أزمة اللاجئين تحتاج إلى حكمة في التعامل معها وعلى حسن دراية في ادارتها وليست إلى عواطف جياشة فقط قد تستغل بشكل سيىء من بعض الدول ذات النوايا السيئة.