الرئيسة \  واحة اللقاء  \  في ظل متغيرات متسارعة.. كيف يرى ناشطو الثورة السورية مسيرتها بذكراها التاسعة؟

في ظل متغيرات متسارعة.. كيف يرى ناشطو الثورة السورية مسيرتها بذكراها التاسعة؟

16.03.2020
عمر يوسف


شمال سوريا
الجزيرة
الاحد 15/3/2020
تحل الذكرى التاسعة للثورة السورية ضد نظام بشار الأسد وسط متغيرات أساسية ألقت بظلالها على المشهد في سوريا، أبرزها تضاؤل المساحة الجغرافية التي تسيطر عليها المعارضة السورية شمالي البلاد، ونزوح قرابة مليون سوري من منازلهم منذ بداية عام 2020، وفق تقارير الأمم المتحدة.
ويستحضر النشطاء والأهالي بمناطق المعارضة البدايات الأولى للمظاهرات السلمية المطالبة بالحرية ونظام حكم ديمقراطي في ربيع 2011، ويقولون إن الأحداث الدولية وتداخل المصالح السياسة لعبت دورا كبيرا في تغير مسار الحراك الثوري خلال تسع سنوات.
وأكدوا أن الجغرافيا وخسارة المدن لصالح النظام أمر واقع ومؤثر، لكنها لا تعني نهاية الثورة وتوقف الحراك الشعبي.
ارتباط الجغرافيا
رئيس اتحاد إعلاميي حلب إسماعيل الرج، وهو من أوائل المشاركين في الحراك السلمي، قال "إن الثورة السورية بدأت سلمية وبأهداف محددة في الحرية وإسقاط نظام الأسد، ومع تعنت النظام واستخدامه كل وسائل الإرهاب ضد الشعب السوري تحولت لحراك مسلح من أجل حماية المتظاهرين، وفيما بعد أصبحت القضية السورية من أكثر القضايا عالمية وفتح الباب للتدخل الدولي".
وأضاف للجزيرة نت "هذا التدخل وتغير مسارات الثورة أمر واقع، إلا أن الأهداف بقيت كما هي منذ تسع سنوات، من خلال تمسك السوريين بأرضهم حتى إسقاط النظام الذي جلب الاحتلال الروسي والإيراني لسوريا في محاولاته الأخيرة لوأد ثورة الشعب ومطالبه".
وعن المخاوف من توقف الثورة واقترابها من نهايتها مع انحسار مناطق المعارضة، رأى الرج أن استمرارها ليس مرتبطا بمكان معين أو بجغرافيا "فمن أشعل ثورة الحرية وتنقل بنشاطه السلمي من مكان لآخر في ظل القبضة الأمنية، يستطيع إعادة الحراك من أي مكان".
وكما ساهم الإعلام في إذكاء الثورة وعكسها للعالم الخارجي -بحسب الرج- "كان لفريق الدفاع المدني -الذي تأسس بمناطق سيطرة المعارضة- بالغ الأثر في مسيرة الحراك وتداعياته، من خلال إنقاذ الأرواح وضحايا القصف، ويؤكد المتطوعون فيه أن أهداف الثورة لن تتغير رغم كل الدمار والنزوح إثر قصف النظام".
إبراهيم أبو الليث، أحد أفراد فرق الدفاع المدني التي عايشت الحملة العسكرية على مدينة حلب وتهجير سكانها عام 2016، أوضح أن "مطالب الثوار كانت بسيطة في الحرية والكرامة، ولم يكن لديهم تصور أن النظام سوف يواجه الأهالي بهذا الحجم من الدمار"، مشيرا إلى أن العالم بأكمله وقف في وجه الحراك السلمي السوري.
وبحسب أبو الليث، فإن "فريق الدفاع المدني ولد من رحم الشعب وجمع متطوعيه حب العمل الإنساني وخدمة الثورة والبلد، خصوصا بعد استخدام النظام الطيران الحربي والمروحي لإسكات روح الثورة".
وأكد المتحدث للجزيرة نت أن الحراك انطلق من الشعب، معتبرا أن "الثورة فكر، والفكر لا يموت حتى في حال سيطرة النظام على مناطق المعارضة شمالي سوريا".
وأد الثورة
الإعلامي شحود جدوع من ريف حماة يرى أن "الثورة -سواء اليوم أو بالأمس- ليست شيئا ماديا يمكن احتواؤه أو وأده بالسلاح والقصف، وإنما هي حالة انطلقت لمواجهة عقود من الكبت والقمع والظلم"، مؤكدا أنها قد تتطور من ثورة ضد نظام قاتل ومجرم إلى ثورة ضد احتلال.
===========================
مواقف أبرز الدول المعنية بالملف السوري منذ انطلاق الثورة
منتصر أبو نبوت-سوريا
الجزيرة
الاحد 15/3/2020
مرّت الثورة السورية منذ انطلاقها بمراحل وتغيرات جذرية، وواكبت تطورات سياسية وعسكرية في المحيطين العربي والإقليمي جعل دولا عربية وغربية تغير مواقفها تجاه الثورة السورية، استنادا إلى التحولات السياسية التي تطرأ داخل كل دولة، بالإضافة إلى التحالفات الخارجية للدولة تبعا لما يحصل في المنطقة العربية بشكل عام.
نستعرض أهم المواقف لدول عربية وغربية منذ انطلاق الثورة السورية:
السعودية بين حكمي عبد الله وسلمان
وجّه الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز في أغسطس/آب 2011 رسالة إلى الشعب السوري قال فيها إن المملكة لا تقبل ما يحدث في سوريا، ويمكن للقيادة السورية تفعيل إصلاحات شاملة وسريعة، ودعمت الرياض لاحقا الجهود العربية لحل الأزمة في سوريا، وأرسلت مراقبين إلى دمشق قبل أن تسحب بعثتها من لجنة المراقبين العرب بداية 2012، وأعلن بعدها وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل أن بلاده لن تكون شاهد زور، أو أن تستخدم لتبرير الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري.
خلال السنوات اللاحقة من أعوام 2012 و2013 و2014 و2015 دعمت المملكة العربية السعودية فصائل المعارضة السورية التي تمكنت من بسط نفوذها على مناطق واسعة من البلاد، قبل أن تبدأ الانحسار بعد خلافات ظهرت سريعا بين تلك الفصائل.
ومع وصول الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الحكم في المملكة تغيرت لهجة السعودية بشأن الرئيس السوري بشار الأسد ومصيره، وقد بدا ذلك جليا بداية أغسطس/آب 2017، حيث دار الجدل حول ما إذا كانت المملكة مارست ضغطا على المعارضة أثناء اجتماعها مع وزير الخارجية عادل الجبير الذي طلب -حسب تسريبات المعارضة- التنازل عن الثوابت الأساسية المتعلقة بضرورة رحيل الأسد قبل أي عملية انتقالية.
وهذا ما بدا عكس النبرة الحادة التي تحدثت بها الرياض مرارا وتكرارا بأنه لا مكان للأسد في سوريا.
مصر بين الثورة والانقلاب
تراجع المواقف المصري الرسمي عن دعم الثورة السورية بعد الانقلاب على الرئيس الراحل محمد مرسي في يوليو/تموز 2013، وجاء تربع عبد الفتاح السيسي على عرش مصر نقطة تحول نهائية بموقف القاهرة تجاه الشعب السوري، حيث أعلن في فبراير/شباط 2016 رفض التدخل العسكري في سوريا ضد نظام الأسد.
أميركا بين أوباما وترامب
شكل ظهور السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد بجانب المتظاهرين في مدينة حماة (وسط البلاد) رسالة واضحة عن وقوف واشنطن مع الثورة السورية.
ورفعت الولايات المتحدة السقف مع إعلان الرئيس السابق بارك أوباما أنه لا مكان لبشار الأسد في مستقبل سوريا، ودعمت واشنطن لاحقا بشكل محدود الفصائل المعارضة، مع تأكيد ضرورة الحل السياسي في البلاد.
لكن تجرؤ النظام السوري على شن هجوم كيميائي ضد مدن وبلدات غوطة دمشق كان منعطفا رئيسيا في موقف الإدارة الأميركية، حيث أعلن أوباما عزم بلاده على توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، لكن الإعلان تلاشى بعد صفقة أدارتها موسكو؛ تمثلت في تخلي النظام عن السلاح الكيميائي في سوريا مقابل تراجع الرئيس الأميركي عن الضربة وخطه الأحمر.
بريطانيا بين الدعم والتهديد
دعمت لندن الحراك السلمي في سوريا منذ اندلاعه، بل وطالبت النظام السوري بإجراء تغيير وتجنب العنف في مواجهة الاحتجاجات الشعبية.
وصعدت بريطانيا لهجتها بعد أن استخدم النظام السوري الأسلحة الكيميائية في ريف دمشق، حيث طالب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد كاميرون الإدارة الأميركية باتخاذ إجراءات عسكرية ضد النظام، إلا أن البرلمان البريطاني عطل مشروع قرار يسمح للقوات البريطانية بدعم أي حراك من هذا النوع.
لكن خليفة كاميرون في رئاسة الوزراء البريطانية اتخذت قرارها عام 2018، وشاركت في ضربة محدودة ضد النظام السوري إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا، وأصبح بعدها موقف لندن يراوح بين دعم الحل السياسي وتهديدات غير مباشرة للنظام، من دون أن تشير إلى مصير الأسد من الحل السياسي.
فرنسا بين ساركوزي وماكرون
تعتبر باريس في عهد نيكولا ساركوزي من أبرز الداعمين والمتحمسين للثورة السورية.
تغير موقف باريس لاحقا بعد أن تعرضت المدن الفرنسية إلى هجمات "إرهابية"، وذلك بعد ضغوط من اليمين السياسي.
الإمارات
أعلنت أبو ظبي خلال تصريحات عديدة بداية الثورة السورية دعمها للحراك السلمي ومطالب السوريين في التغيير، لكن خلال ذلك الموقف المعلن كانت الإمارات تمارس سلوكا مختلفا تمثل في استقبالها عددا من أفراد عائلة الأسد، فضلا عن استمرار الاستثمارات الاقتصادية لرجال أعمال مرتبطين بالنظام في دبي وأبو ظبي.
وتطور ذلك لاحقا إلى التضييق على ناشطين، وتصنيف فصائل معارضة كمجموعة إرهابية، قبل أن ينتهي موقف أبو ظبي بإعادة افتتاح سفارتها في دمشق مع النظام السوري، وإجراء زيارات متبادلة على مستوى قطاعات الدولتين المختلفة.
قطر
وقفت الدوحة منذ البداية إلى جانب الشعب السوري رغم العلاقة القوية التي جمعتها مع النظام السوري قبل انطلاق الثورة، وأعلنت صراحة أن تلبية مطالب المتظاهرين أمر واجب على النظام السوري.
الأردن
أعلنت عمان مع بداية الحراك السلمي دعمها لمطالب لمتظاهرين، وكان الأردن من الدول التي دعمت المبادرة العربية لوقف سقوط القتلى في سوريا التي لم يستجب لها النظام.
ومع دخول الصراع المسلح، كان الموقف الأردني العلني غير حاد تجاه النظام السوري، والأمر مرتبط بمخاوف أمنية كون هناك شريط حدودي طويل مع سوريا.
تركيا
موقف أنقرة من الثورة السورية تمثل في إرسال وزير الخارجية حينها داود أوغلو في أبريل/نيسان 2011 إلى سوريا، حيث التقى الأسد ونصحه بعدم استخدام العنف في مواجهة مطالب المتظاهرين، واستمر الموقف التركي في دعم الحراك السلمي والمطالب المحقة في تغيير ديمقراطي بسوريا، لكن مع تصاعد العنف وسقوط المئات من القتلى؛ شكلت أنقرة ملاذا آمنا مبكرا للفارين من نظام الأسد، مسلحين أو ناشطين سلميين، وأصبحت تركيا الرئة التي يتنفس منها معارضو الأسد، باعتبارها مقرا للائتلاف الوطني المعارضة والحكومة السورية المؤقتة.
ألمانيا
دعمت ألمانيا الحراك السلمي في سوريا ضد النظام السوري، وأصرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على ضرورة وجود حل سياسي ينهي معاناة الشعب السوري الصادمة، كما أنها استخدمت سياسة الأبواب المفتوحة مع اللاجئين السوريين، واستقبلت برلين عشرات الآلاف خلال فترات اللجوء، مع تصاعد العنف في البلاد.
روسيا
دعمت موسكو النظام السوري سياسيا منذ البداية، وكان أبرز تحرك لها عندما أنقذته من الضربات الأميركية التي كانت متوقعة عام 2013 بعد اتفاق على تسليم السلاح الكيميائي، ثم تدخلت عسكريا منذ عام 2015.
الصين
دعمت النظام السوري سياسيا، ووقفت إلى جانبه بعلاقات تجارية، كما استخدمت مع روسيا حق النقض (الفيتو) في مواجهة القرارات التي تدين النظام بمجلس الأمن.
إيران
تدخلت منذ البداية مع النظام السوري سياسيا وعسكريا بإرسالها مليشيات موالية لها تقاتل إلى جانب النظام السوري.