الرئيسة \  واحة اللقاء  \  في شمال سوريا.. لماذا لا تصمد الهدنة؟

في شمال سوريا.. لماذا لا تصمد الهدنة؟

27.01.2020
معن الخضر


غازي عنتاب (الحدود السورية التركية)
الجزيرة
الاحد 26/1/2020
أصبح خرق اتفاقات الهدنة بين طرفي المواجهات في شمال غرب سوريا أمرا متكررا، يحمّل كل طرف فيه الآخر المسؤولية عنه، حسب نشطاء
وأعلنت منظمة "منسقو الاستجابة العاملة في شمال سوريا" تعرض 121 موقعا لهجمات من قوات روسية ومن النظام، منذ إعلان أنقرة وموسكو عن تفاهم لوقف إطلاق النار في 14 يناير/كانون الثاني الجاري.
في المقابل، يقول رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا اللواء يوري بورنكوف إن مسلحي المعارضة "هم من خرقوا وقف إطلاق النار أكثر من سبعين مرة خلال الفترة ذاتها".
وقالت مصادر المعارضة للجزيرة نت إن عدة اجتماعات عقدها مسؤولون أتراك مع قادة في المعارضة المسلحة عقب استمرار التصعيد في مناطق سيطرة المعارضة شمال غرب سوريا. وكان آخر هذه الاجتماعات الخميس الماضي وحضره قادة أغلب فصائل المعارضة.
وأوضحت المصادر أن الأتراك نقلوا للمعارضة ثلاث نقاط يصر عليها الروس في المفاوضات حول مصير إدلب، وهي "إدخال مؤسسات النظام السوري كاملة إلى المنطقة وتتولى هي مسؤولية إدارتها، وتفكيك كافة فصائل المعارضة بشكل كلي مع إعطاء الراغبين بإلقاء السلاح مُهَلا وضمانا بعدم ملاحقتهم قانونيا".
وأشارت المصادر إلى أن المسؤولين الأتراك "مقتنعون بالوضع الحالي برغبة موسكو والنظام بالتصعيد العسكري لفرض أمر واقع في المنطقة، لاعتبارهم أنه لا يمكن التغاضي عن وجود مجموعات هيئة تحرير الشام المصنفة على قوائم الإرهاب، قوى مهيمنةً في المنطقة".
وأضافت المصادر أن أنقرة "أكدت دعمها للمعارضة ودعتها للاستعداد لمواجهة الحملة العسكرية الروسية السورية على مناطقها".
ولد ميتا
من جانبها، تعتبر المعارضة السورية المسلحة أي تفاهم وقف إطلاق نار "ميتا لحظة ولادته"، بسبب نوايا الروس والنظام المتعلقة بالسعي لفرض الحلول العسكرية.
وقال النقيب ناجي مصطفى الناطق باسم الجبهة الوطنية للتحرير (ائتلاف يضم غالبية فصائل المعارضة في منطقة شمال غرب سوريا) إنهم "أعلنوا النفير العام وكثفوا تدريباتهم وتجهيزاتهم تحضيرا لهجوم عسكري روسي وسوري متوقع على مناطق سيطرتهم بريفي حلب وإدلب".
وعن سبب موافقة المعارضة على اتفاقات الهدنة وهي لا تثق بها، رفض النقيب مصطفى الإجابة عن سؤال للجزيرة نت.
 فارقان
من جهته، يرى الباحث المختص في الشأن التركي سعيد الحاج أن هناك "فارقين في سياق تعامل أنقرة مع التصعيد الأخيرة لحلف موسكو دمشق، في شمال غرب سوريا".
ويعتبر أن أنقرة حمّلت بصورة غير معتادة موسكو مسؤولية استمرار التصعيد وعدم الالتزام بتفاهم وقف إطلاق النار الموقع بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين.
أما الفارق الثاني -حسب الحاج- فهو إعطاء أنقرة الضوء الأخضر للمعارضة بصد الهجمات والتحرك ميدانيا بسقف أعلى في المواجهة.
ويضيف الحاج أن سياق الأزمة الليبية "أثر أيضا على ما يجري في إدلب، فالملفان أصبحا على طاولة بوتين وأردوغان في ظل مصالح متقاطعة بين الطرفين مع وجود فروقات في إستراتيجية كل طرف، وسخونة التطورات في ليبيا سوف تنعكس بالضرورة على بروز الخلافات ميدانيا بين الدول ومن تدعمها من قوى متصارعة في شمال غرب سوريا".