الرئيسة \  مشاركات  \  يَلفّ على اليمين، ويُغمّز على الشمال! أهذه سياسة، أم مكر، أم دهاء، أم نفاق!؟

يَلفّ على اليمين، ويُغمّز على الشمال! أهذه سياسة، أم مكر، أم دهاء، أم نفاق!؟

07.11.2020
عبدالله عيسى السلامة




إنه مَثل ! لكنه ليس جديداً ، وهو يُسمع بكثرة ، في بعض المجالات : فلان يُغمّز على الشمال  ، ويلفّ على اليمين !
لقد قال الشاعر عمر بن أبي ربيعة ، على لسان صاحبته ، التي يتغزّل بها ، والتي طلبت منه التمويه ، أو التضليل .. حين يزورها :
إذا جئتَ ، فامنَح طرفَ عينكَ غيرَنا     لكيْ يَحسَبوا أنّ الهَوى حيثُ تَنظر!
قلنا : إن المثل ليس جديداً ، واستعماله ليس جديداً .. لكنّ الجديد فيه ، هو تنوّع استعمالاته وتجدّدها ، بتنوّع الأجيال وتجدّدها .. وتنوّع حاجاتها !
فهو يُستعمل : للتضليل والخداع والتمويه .. في سائر الأحوال ، التي تحتاج ، إلى تضليل أو خداع أو تمويه ..! 
وهو يَدلّ ، على قدرة خاصّة ، على المكر والاحتيال ! 
 والهدف من استعماله ، يُحلّه أو يُحرّمه ؛ بل نحسبه ، ممّا تنطبق عليه الأحكام الخمسة ؛ من الوجوب إلى الحرمانية ، مروراً بما بينهما ، من : الندب والكراهية والجواز، أو الإباحة ، بشكل عامّ ! 
فقد يراد به خداع العدوّ الكافر، في صراع : سياسي أو عسكري .. والحرب خدعة!
وقد يراد به النفاق ، ومخادعة المؤمنين ، من قبل جهة كافرة ، أو خدمةً لجهة كافرة!
وقد تراد به إشارة ذكية ، لإنقاذ جهة ما ، يراد إنقاذها .. أو لتوريط جهة ما ، يراد توريطها .. أو نصح جهة ما يراد نصحها .. في أيّ مجال ، من مجالات الحياة : الاجتماعية ، أو السياسية ، أو العسكرية ، أو الاقتصادية ..!