الرئيسة \  واحة اللقاء  \  يوم سوريا في الأمم المتحدة.. احتواء الأوضاع الإنسانية في إدلب أمر لا يحتمل التأجيل

يوم سوريا في الأمم المتحدة.. احتواء الأوضاع الإنسانية في إدلب أمر لا يحتمل التأجيل

22.02.2020
عبد الحميد صيام



القدس العربي
الخميس 20/2/2020
نيويورك (الأمم المتحدة)- “القدس العربي”: يعقد اجتماعان مهمان يعقدان، اليوم الأربعاء، في مقر الأمم المتحدة حول سوريا. في الفترة الصباحية استمع مجلس الأمن إلى تقريرين سياسي وآخر إنساني، من المبعوث الخاص للأمين العام الأمم المتحدة غير بيدرسون، ومنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك. وبعد الظهر تعقد جلسة خاصة موسعة حول أطفال سوريا يقدم فيها باولو سيرجيو بينيرو، رئيس اللجنة المستقلة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، إحاطة حول أوضاع الأطفال في هذا البلد.
بدأ مجلس الأمن الدولي الساعة العاشرة صباحا بتوقيت نيويورك بعقد جلسة إحاطة حول الأوضاع السياسية والإنسانية في سوريا. وقدم في بداية الجلسة، غير بيدرسون، المبعوث الخاص للأمين العام لسوريا، إحاطته الشهرية المعتادة أمام المجلس عن طريق الدائرة التلفزيونية المغلقة من جنيف، حيث أطلع فيها الدول الأعضاء على تطورات المسار السياسي بشأن سوريا وخاصة الاتصالات المتعلقة باجتماعات اللجنة الدستورية التي علقت اجتماعاتها مؤقتا. وقال إن التقدم على المسار السياسي يتعرض الآن لحالة جمود وطالب السفراء الجالسين في مجلس الأمن أن “يضعوا كل ثقلهم لإيجاد حل سياسي للنزاع ينهي النزاع المستمر في سوريا منذ تسع سنوات”.
جاء هذا الإلتماس من بيدرسون على خلفية الوضع الإنساني المتدهور بسرعة في الشمال الغربي لسوريا، حيث أدى الهجوم العسكري المستمر إلى تهجير أكثر من 900 ألف شخص منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي. وطالب بيدرسون بوقف إطلاق النار فورا في إدلب لحماية المدنيين. وقال “لا حل إلا بالعمل على وقف العمليات العسكرية”. وقال المبعوث الخاص إن هناك مئات الأسر تفر من القصف في درجات حرارة متجمدة، ولذلك دعا الأمين العام للأمم المتحدة يوم الثلاثاء إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وقال “أناشد مرة أخرى الاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي ووقف إطلاق النار الفوري في إدلب، ثم، في نهاية المطاف، نحو وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد. إنني أحث اللاعبين الدوليين الرئيسيين على مواصلة وتكثيف اتصالاتهم لاستعادة الهدوء”.
وقال بيدرسون إن تركيا وروسيا، باعتبارهما من رعاة ترتيبات خفض التصعيد في إدلب، يمكنها ويجب عليهما أن تلعبا دوراً رئيسياً في إيجاد طريقة لتهدئة الوضع الآن. فقد التقى الوفدان الروسي والتركي بشكل مكثف في الأيام الأخيرة … وكانت هناك اتصالات رئاسية أيضا. لكن لم يظهر أي تفاهم بعد. على العكس من ذلك ، فإن التصريحات العلنية من مختلف الأوساط، السورية والدولية، تشير إلى خطر وشيك بمزيد من التصعيد”.
وشرح بيدرسون أسباب تعثر اجتماعات اللجنة الدستورية، وتعثر العملية السياسية بشكل عام حيث بقيت الجهود الدولية تراوح في مكانها، حيث لم تتوصل الأطراف لأي تقدم في الاجتماعات الأخيرة التي عقدت في جنيف في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وكان بيدرسون قد أشار إلى أهمية تدابير بناء الثقة بين ممثلي النظام والمعارضة، كجزء من العملية السياسية الأوسع والمرتبطة ببعضها بعضا. ويعول بيدرسن على ضرورة إحراز تقدم في قضية إطلاق سراح المحتجزين والمختطفين وتبادل المعلومات المتعلقة بمصير المفقودين أو عدد منهم، كجزء من تلك التدابير.
من جهته، قدم وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، إحاطة حول الأوضاع الإنسانية في إدلب محذرا من كارثة إنسانية قد تكون الأكبر في القرن الواحد والعشرين إن لم يكن هناك وقف فوري للعمليات العسكرية. وقال لوكوك إن 100 مدني على الأقل قتلوا حتى الآن هذا الشهر في غارات جوية وبرية في الشمال الغربي من بينهم 35 طفلا. وذكر لوكوك أنه على الرغم من أن الناس يحاولون العثور على مأوى في المناطق المزدحمة بشكل متزايد، إلا أن الأماكن غير متوفرة. وقال “هناك ما يقرب من 50 ألف شخص ينامون تحت الأشجار أو في أماكن مفتوحة أخرى”. وقال المنسق الإنساني “أتلقى تقارير يومية عن موت أطفال وأطفال صغار في البرد. تخيل أحزان أحد الوالدين الذي نجا من الحرب مع طفلهما، فقط لمشاهدة أن الطفل يتجمد حتى الموت”.
اجتماع موسع حول أطفال سوريا
يعقد اجتماع مفتوح الساعة الثالثة من بعد الظهر بتوقيت نيويورك على طريقة” أريا فورميولا” أي اجتماع مفتوح وموسع وغير رسمي لمجلس الأمن يخصص لمناقشة حقوق الطفل في سوريا. وهذه الطريقة من الاجتماعات الموسعة تعطي بقية الدول الأعضاء من خارج مجلس الأمن الفرصة للحديث في التطورات السورية. وقد دعت لهذه الجلسة الموسعة كل من إستونيا وألمانيا والمملكة المتحدة، وسيستمع الاجتماع إلى إحاطة يقدمها باولو بينيرو، رئيس لجنة التحقيق المستقلة في سوريا المعنية برصد انتهاكات حقوق الإنسان.
وسيطلع بينيرو الحضور على تقرير لجنة التحقيق الذي صدر مؤخرا في كانون الثاني/ في يناير 2020 عن حقوق الطفل في سوريا بعنوان: “لقد محوا أحلام أطفالي”. وبعد الإحاطة التي سيقدمها بينيرو، ستتاح لأعضاء المجلس الفرصة للإدلاء ببيانات، تليها الدول الأعضاء من خارج عضوية مجلس الأمن.
ويصف بينيرو القتل والإصابات التي لحقت بأطفال سوريا في الصراع وكذلك الهجمات التي أضرت بالبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات. ويصف التقرير الظروف التي يواجهها الأطفال أثناء الاحتجاز، بما في ذلك العنف الجنسي والتعذيب والضرب. ويشير إلى الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الحكومية ، ويشير أيضًا إلى العنف الجنسي، وتجنيد الأطفال، والإعدامات العلنية، من بين جرائم أخرى، ارتكبها تنظيم “الدولة”. ويقول التقرير الذي أطلقه مؤخرا فريق التحقيق برئاسة بينيرو إن الصراع في سوريا قد شرد حوالي 2.6 مليون طفل.