اخر تحديث
الجمعة-03/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ يقولون لنا : لو بدّلتم جلودَكم ، كلّ يوم ، لعرفناكم ، وقتلناكم !
يقولون لنا : لو بدّلتم جلودَكم ، كلّ يوم ، لعرفناكم ، وقتلناكم !
01.09.2018
عبدالله عيسى السلامة
كان يزور صديقه ، بين آونة وأخرى ، في بلد غير بلده ، فيكرمه الصديق ، غاية الإكرام ، وهو يقول لصديقه : أتمنّى ، أن أراك ، تزور بلدنا ، وتكرمني بزيارة ، لأردّ لك ، بعض الجميل، الذي تغمرني به ، كلما زرتك ! فيردّ عليه الصديق ، مجاملاً : إن شاء الله .. أو: إن كتب الله لي، زيارة بلدكم ، أو نحو ذلك !
وكتب الله ، لذلك الصديق الكريم ، زيارة البلد ، الذي يقيم فيه صديقه .. فدلّ ه بعض الناس ، على بيته ، وطرق الباب ، وهو يتوقع ، أن يأخذه صديقه ، بالأحضان ، لِما كان يرى ، من تلهّفه على زيارته !
وحين فتح له الباب ، نظر في وجهه ، مليّاً ، وسأله ، باستغراب : من أنت !؟
قال الصديق الزائر، بلهفة : أنا صديقك فلان ، في البلد الفلاني ، أما عرفتني !؟
فسأله ربّ البيت ، باستغراب : ومن فلان ؟ وما البلد الذي تتحدّث عنه ؟ أنا لا أعرفك ، ولا أعرف البلد الذي تذكره !
قال الصديق الزائر: لعلك نسيتني ، أو تغيّر عليك شكلي .. فخلع بعض ملابسه ، لعلّ صاحبه يتذكّره ، أويتذكّر شكله ! وكلما خلع قطعة من ملابسه ، ازداد إنكار ربّ البيت ، له .. ثم قال له:لاتتعبْ نفسك ، ياهذا ، لوخرجتَ من جلدك ، ما عرفتك !
هذه حكاية قديمة ، يرويها بعض كتب الأدب ! بَيدَ أنها متكرّرة ، أبداً ، بأشكال مختلفة ، وفي ظروف متباينة !
أعداء الإسلام ، الذين يحقدون على الإسلام ، ذاته ، بصفته ديناً ، يكرهون كلّ منتمٍ ، إليه ، أيّاً كانت طريقته في التفكير، أو منهجه في اعتناق دينه ؛ ولا سيّما مايسمّونه : الإسلام السياسي ! وهم يتحيّنون الفرَص ، بل يصنعونها ، للقضاء على الإسلام ، وسائر معتنقيه ، بشتّى السبل، وبكلّ وسيلة متاحة لهم !
وقد غيّر، بعضُ المحسوبين ، على الإسلام السياسي ، أسماء تنظيماتهم ، أو جماعاتهم ، ونحَّوا عنها ، كلّ مايشير، إلى اسم الإسلام ، لعلّ أعداء الإسلام ، يقتنعون ، أن هؤلاء الإسلاميين ، هم: أناس معتدلون ، ديموقراطيون ، براغماتيون .. يؤمنون بالحضارة ومنجزاتها ، وبالعلم ومكتسباته ! إلاّ أنّ أعداء الإسلام ، يرصدون ، كلّ حركة من حركاتهم ، وكلّ كلمة يقولونها .. ويقولون ، لهم ، تصريحاً ، أو تلميحاً : لو غيّرتم أسماءكم ، كلّ يوم ، وجلودكم ، كلّ ساعة .. لن تغيب ملامحكم عنّا ، لذا ؛ نقبلكم ، ولن نقبل منكم شيئاً ! وسنسعى إلى تنحيتكم ، من الساحة ، بكلّ وسيلة متاحة ، لنا ، وبكلّ أسلوب ، نراه مناسباً : بالقتل المباشر، بأيدينا .. أو بأيدي وكلائنا، الذين هم حكّامكم !
فهل ترك هؤلاء الأعداء ، بديلاً ، للإسلاميين المعتدلين ، الذين يحبّون أن يعيشوا ، في بلادهم أعزّة كرماء ، وهم يحفظون قول ربّهم ، عزّ وجلّ ( ولن ترضَى عنك اليهودُ ولا النصارى حتى تتّبع ملّتهم ..) !؟
أجل ، تركوا بديلاً واحداً ، لكلّ مَن لديه : حسّ إنسانيّ ، وحسّ إيمانيّ ، ومروءة ، وكرامة .. هذا البديل ، هو قول الشاعر:
وإذا لمْ يكنْ من الموت بُدٌّ فمِن العَجز، أن تموتَ جَبانا !