الرئيسة \  تقارير  \  يديعوت آحرونوت : تغيير الاتجاه: الرد على الأراضي الإيرانية

يديعوت آحرونوت : تغيير الاتجاه: الرد على الأراضي الإيرانية

01.06.2022
رونين بيرغمان


رونين بيرغمان 30/5/2022
الغد الاردنية
الثلاثاء 31/5/2022
بضع حوامات قوية من طراز متعدد اللهيب حملت عبوات ناسفة شديدة الانفجار، تفجرت يوم الاربعاء الماضي مباشرة في مبنى محدد، في داخل المنشأة العسكرية السرية للغاية في محافظة برتشين، المجاورة لطهران.
حسب منشورات في العالم، فان هذا هو الموقع الذي يعمل فيه رجال وزارة الدفاع الإيرانية على بحوث سرية في مجال المشروع النووي، وبشكل منفصل – أيضا في تطوير مسيرات عسكرية متطورة. من وثائق الأرشيف النووي الإيراني، الذي سرقه الموساد الإسرائيلي في 2018، كانت صور من داخل الموقع في برتشين، لمنشآت للتجارب على “مواد متفجرة سريعة” – عنصر حيوي في تكوين رأس نووي متفجر.
لقد وصفت محافل إيرانية رسمية منذ الآن الانفجار في المنشآت في برتشين كـ “حدث” وليس كـ “حادث”، والمهندس الجوي الذي قتل فيها كـ “شهيد”، اي من قتل في معركة وليس بسبب خلل.
للحوامات يوجد مدى محدود ولهذا فهي يمكنها أن تقلع أغلب الظن من داخل إيران فقط. بكلمات أخرى: من وقف خلف العملية كان يعرف ليس فقط بانه يوجد في المكان مختبر سري وليس فقط اين بالضبط يوجد في عمق المنشأة السرية العسكرية، بل نجح أيضا في أن يهرب إلى داخل طهران الحوامات بل وان ينشر فريقا بريا في داخل إيران يطلقها ويتحكم بها بالضبط حتى الهدف. هذا تسلل عميق الى داخل منظومة الاستخبارات الإيرانية، وحدات التطوير في وزارة الدفاع، وكل أشكال الحراسة والدفاع في إيران على حدودها وما يجري في نطاقها. وكل هذا حدث بعد ثلاثة أيام فقط من إطلاق النار وقتل عقيد في منصب سري للغاية في قوة القدس من الحرس الثوري في قلب طهران.
بداية سلسلة الاحداث الأخيرة يمكن أن نعيدها الى 14 شباط من هذا العام، حين اعترضت طائرات قتالية اميركية فوق العراق مسيرتين انطلقتا من إيران وكانتا في طريقهما لضرب اهداف في اسرائيل نوع من الرد الإيراني على سلسلة تصفيات وتخريبات عزتها طهران للموساد ضد منظومتها النووية.
ان سلسلة العمليات التي وقعت بعد اطلاق هاتين المسيرتين نسبت لاسرائيل. وظاهرا يمكن أن نتعرف على انه اضافة الى اعمال التخريب، سرقة الوثائق السرية والاغتيالات المتعلقة بالمشروع النووي الإيراني، اتسعت الأعمال الأخيرة وضربت أهدافا تتعلق ايضا بتطوير وانتاج الطائرات واستخدام إيران لأدوات الإرهاب.
كما أن العمليات تعكس تغييرا في الاستراتيجية، تغييرا جزئيا على الأقل يعكس مفهوما قتاليا أكثر عدوانية تجاه إيران، تغييرا يحق لرئيس الوزراء نفتالي بينيت وحده ان يقرره.
لقد عثر على المسيرتين في شباط وهما في طريقها الى اسرائيل بالرادار الأميركي في احدى دول الخليج. اسقطت الطائرتان وازيل التهديد ولكن هذه كانت حالة واحدة من بين سلسلة طويلة من المحاولات الإيرانية لإطلاق مسيرات مع مواد متفجرة الى اسرائيل ووسائل قتالية الى حماس او لاهداف جمع المعلومات او لاهداف انتحارية على اهداف في اسرائيل.
بحث الايرانيون عن مسارات مختلفة للثأر، وبعد أن احبطت جميعها اختاروا المسيرات كوسيلة مفضلة. صعب عليهم في مجالات اخرى اسهل بكثير بالمسيرات حيث يوجد لهم تفوق تكنولوجي نسبي – فهذه وسائل طيران صغيرة، مع انكشاف متدنٍ على الرادارات يصعب تشخيصها واعتراضها. في ايلول 2019 تعرضت للهجوم منشآت شركة النفط السعودية ارامكو بصلية متداخلة من الصواريخ الجوالة والمسيرات. في اسرائيل وفي الولايات المتحدة فوجئوا من جسارة القيادة الإيرانية على أقرار مثل هذا الهجوم، وبقدر لا يقل – من القدرات التكنولوجية العملياتية التي تجسدت بالهجوم. في أعقاب الحدث طرح موضوع التصدي للمسيرات في إسرائيل على سبيل الأولوية العليا. كما أن الجنرال فرانك مكنزي، القائد المنصرف لقيادة المنطقة الوسطى الامريكية قضى بان المسيرات هي التهديد المركزي على جنوده في الخليج. في إسرائيل ردوا بشكل عام على هجمات من هذا النوع بهجمات على أهداف إيرانية في سورية. أي، ليس شيئا يرتبط مباشرة بالتهديد أو بمحاولة المس، بل مسا عاما بما هو سهل نسبيا وبما هو معروف بانه لا يخلف مخاطرة هامة بالتدهور. لكن في شباط من هذا العام، بعد 24 ساعة من اطلاق المسيرات، قصفت الحوامات منشأة انتاج واطلاق المسيرات في كرمن شاه، حيث انطلقت الحوامتين اللتين استقطتاه – ودمرت مئات المسيرات الايرانية. اذا كانت اسرائيل هي التي تقف خلف هذه العملية فلا بد أن هذا رد مختلف.
فوق كل هذا يحوم ظل الاتفاق النووي الذي لم يوقع بعد بين الولايات المتحدة وايران. الكثيرون في جهاز الأمن يؤمنون بان الاتفاق لن يشطب عن جدول الأعمال حتى بعد أن وعد بايدن الا يشطب الحرس الثوري عن قائمة منظمات الإرهاب، وانما مسألة وقت فقط الى أن يعود الطرفان الى طاولة المفاوضات.
الى جانب الجدال داخل المؤسسة الرسمية هل ينبغي لاسرائيل ان تعارض الاتفاق أم تتركه يحصل – مثابة الاختيار بين اهون الشرين – يبقى السؤال ماذا سيكون مصير الأعمال المنسوبة لإسرائيل ضد ايران وعلى الأراضي الإيرانية اذا ما وقعت الولايات المتحدة وستكون مطالبة من الإيرانيين بلجم حليفتهم في الشرق الأوسط.