الرئيسة \  واحة اللقاء  \  يجب إنهاء المهمة بدفع حماس إلى طلب وقف النار باستعمال الحد الأقصى من القوة الوحشية فيفعلوا ما شاؤوا

يجب إنهاء المهمة بدفع حماس إلى طلب وقف النار باستعمال الحد الأقصى من القوة الوحشية فيفعلوا ما شاؤوا

27.07.2014
بن كاسبيت

يجب إنهاء المهمة بدفع حماس إلى طلب وقف النار باستعمال الحد الأقصى من القوة الوحشية فيفعلوا ما شاؤوا
القدس العربي
معاريف الاسبوع 24/7/2014
السبت 26/7/2014
1.أيام طويلة، حزينة، تمر علينا. الجنود القتلى يمرون أمامنا على الشاشة كل واحد وواحد منهم يبكينا ويثير خواطرنا. وأمس كان دور سيفان بار أور أم ليليان ابنة السنة وفي شهر حملها السادس، أرملة الرائد تسفرير بار أور، نائب قائد لواء جولاني الذي قتل في غزة. وأعترف بان الارملة الحامل، الشابة هذه، مع رضيعتها التي قبل يومين فقط تعلمت كيف تقول "بابا"، مزقتني وأفترض أن كل من شاهدها اجتاز ذات التجربة. أنت تنظر وتبكي، أنت تمر عليهم، على الجميع، على الجنود الافراد (الذين يشيع جثامينهم عشرات الالاف)، على المهاجرين الجدد من روسيا، من اثيوبيا، على الاسرائيليين الرائعين هؤلاء، المتدينين، العلمانيين، الاشكناز، الشرقيين، فتسأل نفسك، كيف لم نتعرف على كل هذا الجمال من قبل ولماذا يتعين علينا أن نطلع على هذه النوعيات النادرة في هذه الساعات الرهيبة فقط.
وعندها تقول لنفسك شيئا آخر: هؤلاء هم لحم للمدافع. فمن كل الجيوش الحديثة الموجودة اليوم في العالم، الجيش الاسرائيلي وحده يدخل جنوده الى بيت مفخخ، بدلا من أن يسحقه بقذيفة واحدة من الجو. (في جنين ايضا، في حملة "السور الواقي" حصل هذا، حيث كلفنا هناك 13 قتيلا). بيت كهذا جبا أمس حياة عزيزة للمظليين الشبان. أنت تسمع عن طياري سلاح الجو الذين يستاءون من الاضطرارات القانونية التي تجبرهم مرات عديدة على التخلي عن مساعدة المقاتلين على الارض من الجو كي لا يمسون بالابرياء. وأنت تعرف بان المستشارين القانونيين التابعين للنيابة العسكرية العامة بصعوبة يصادقون على الاهداف الان لان أحدا ما هناك (على ما يبدو النائب العسكري الرئيس) لا يريد أن يتحمل المسؤولية. وبعد كل هذا، نحن نتلقى التذمرات من كل العالم عن وحشيتنا، عن القتل غير المتوازن للابرياء. وبعد كل هذا، تقول لنفسك فليشكلوا الف لجنة غولدستون، وليحرمونا جميعا من امكانية الاجازات في الخارج، فليقفزوا لنا، كل هذا معا لا يساوي حياة مقاتل واحد من الجيش الاسرائيلي. واحد. فنحن في كل الاحوال نأكل السمك الفاسد ونتلقى كل الانتقاد الذي في العالم، أليس كذلك؟ إذن لماذا ندفع الثمن في الرأي العام وندفعه أيضا في حياة الانسان؟ لماذا لا ينهض، لنفترض، رئيس الوزراء، ويعلن بانه حتى اشعار آخر، في كل مرة يتعرض فيها الجنود في الميدان للخطر من جهة منزل او مؤسسة ما أو مبنى آخر في غزة، فانه ببساطة سيسوى بالارض؟ يؤسفني، ولكن التباهي بلقب "الجيش الاكثر أخلاقية في العالم" لا يساوي عندي حياة حتى ولا جندي واحد. فعلى أي حال، أحد لا يصدقنا. حان الوقت لان نفكر بهؤلاء الابناء، الذين يوجدون هناك كي يحمونا. حان الوقت لان نحميهم، بكل ما نملك، في كل مكان، كل زمان.
2.الان يطلقون النار. الان ليس مناسبا تصفية الحسابات. هذا ليس الوقت. ولا يزال، لا مفر من الاعتراف بالحقيقة: هذه الحملة ستولد لجنة تحقيق. لا يوجد وضع آخر. لجنة تحقيق تفحص المفاجأة الاستراتيجية التي ألمت باسرائيل. لجنة تفحص ثغرات الاستخبارات (الكبيرة). لجنة تفحص من بالضبط مسؤول عن أنه لا يوجد لدينا ما يكفي من المعلومات عن رؤساء حماس ومكانهم، وليس لدينا معلومات كافية عن مكان الصواريخ للمدى البعيد وأن ليس لنا معلومات كافية عن الانفاق مثلما لم يكن لنا على الاطلاق معلومات عن مكان جلعاد شاليط. صحيح حتى الان، اكثر من وزير واحد في المجلس الوزاري، بل وأكثر من اثنين، يتحدثون عن "قصور استخباري كبير". العلاقات بين القيادة السياسية (يعلون) وبين بعض القيادة الامنية (يورام كوهن) مثلا، متوترة. بشكل عام، يوجد توتر كثير هناك في تلك المستويات، بل والغضب ايضا لا ينقص. ولكن القيادة السياسية ايضا يجب أن تجرى مراجعة لها. فأنا أعرف شخصيا بان لدى الجيش كانت معلومات عن الانفاق. لماذا لم تصل بكاملها الى أصحاب القرار (الى المجلس الوزاري مثلا)؟ واذا ما وصلت، كيف سمح أصحاب القرار لانفسهم، من رئيس الوزراء جنوبا، تجاهل هذا التهديد الاستراتيجي المجنون، الذي في كل ساعة تمر يتبين لنا وحشيته بكل قوتها؟
كل هذه المسائل ستستوجب استيضاحا معمقا، ولكن فقط بعد أن ينتهي كل شيء. بعد أن نحاول انهاء المهمتين الاساسيتين: المهمة مع حماس وعمل ذلك بأقل خسائر ممكنة. ماذا يعني انهاء المهمة؟ دفع حماس الى طلب وقف النار، بدون شروط. وهذا لا يتم الا باستعمال الحد الاقصى من القوة الوحشية. لا يوجد سبيل آخر، مع هذه الحيوانات. فقد سبق أن جربنا كل شيء.
3.يواصل المجلس الوزاري في أن يقرر الا يقرر. صيغة كيري بسيطة: على اتفاق وقف النار يوقف ابو مازن، باسم "كل الفلسطينيين". معبر رفح يفتح. اسرائيل تسهل على الفلسطينيين في المواضيع الاقتصادية، في توسيع دائرة الصيد وما شابه. هذا هو، الى هذا الحد أو ذاك. حتى لو لم تنته الحملة في الايام القريبة القادمة، سيواصل الجيش عمل "المزيد من ذات الشيء". الامر الذي يعمق فقط المراوحة في المكان وتعريض المقاتلين الزائد للعمليات. لقد بنت حماس في غزة موقع عصابات. لا يوجد في العالم جيش يمكنه أن يخرج سليما من مثل وادي القتل هذا، عندما يحمي المدنيون بشكل دائم الصواريخ والعبوات، منازل المدنيين مفخخة، أنفاق دفاعية تسمح لرجال حماس بالاختفاء في باطن الارض والخروج أينما يريدون، بعد أن تكون القوة العسكرية قد عبرت وملاحقتها من ورائها. في مثل هذه الظروف، التي لم تستطع حتى الان قوى عظمى مثل روسيا والولايات المتحدة مواجهتها، يعرض الجيش الاسرائيلي أداء استثنائيا. لا يمكن للمرء الا يؤدي التحية للجنود، اولئك الذين بتفانٍ، بمهنية، ببطولة وبتصميم من جانبهم ينفذون ما يكلفون به.
ولكن هذه المراوحة في المكان زائدة. مسار مصري، مسار قطري، كيري هنا، ابو مازن هناك، خالد مشعل يهزأ بنتنياهو من على الشاشات في قطر ، حماس تعزف على ناي الغضب وباقي العالم يرقص على أنغامها. هذا سينتهي، مثلما كتب هنا منذ زمن بعيد، فقط عندما يفهمون باننا سنضربهم على الرأس، بكل القوة، على طول وعرض كل الجبهة، على كل الصندوق. عندها فقط، هذا سينتهي مثلما ينبغي له أن ينتهي. كل نهاية اخرى، ستجدنا نعود الى ذات الفيلم لاحقا. باستثناء ان هذه المرة مثلما هو الحال دوما، اكثر عنفا وشدة من المرة السابقة.