الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  يا بُنيّ اركب معنا

يا بُنيّ اركب معنا

09.01.2017
يحيى حاج يحيى




كان نداء نوح عليه السلام لابنه في منتهى الرقة والحنو ، فهو خائف عليه من الغرق ، وقد غرق ، وخائف عليه من الكفر ، وقد وقع فيه !؟
وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يحمل في قلبه أجلّ معاني الشفقة ، وأغزر منابع الحب : ففي الدنيا ( إنما أنا لكم مثل الوالد لولده ) و ( إنما أنا رحمة مُهداة ) !
وفي الآخرة ينادي ( أمتي ! أمتي ) ويرجو أن يكون أكثر الأنبياء تابعاً يوم القيامة !
وينطلق الدعاة إلى الله ، وقد حملوا في قلوبهم شفقة نوح ، ومحبة محمد صلى الله عليهما وسلم ! في دعوتهم للناس جميعاً ، وهم يرون هذا البحر الزاخر من الشبهات والشهوات التي أنست الكثيرين - حتى من أبناء المسلمين - حقيقة وجودهم في الحياة [ الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا – وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون - ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى  الله ، وعمل صالحاً ، وقال : إنني من المسلمين - وللآخرةُ خير لك من الأولى ]
ويرجون أن يكون عدد المسلمين أضعاف ما هم عليه اليوم - التزاماً وفهماً وتطبيقاً ودعوة - إنقاذاً لهم من بليات الدنيا ، وعذاب الآخرة ، وإكراماً لإنسانيتهم ، وتكثيراً لتابعي نبي الرحمة ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) !!
فإذا كانت الدعوة شرفاً للداعي - وهي كذلك - فهي شرف للمدعو الذي يخرج بها من عبثية ما هو فيه من فكر وسلوك إلى عز العبودية لله :
وممن زادني شـرفاً وتيهـاً  -  وكدتُ بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك: ياعبادي  -  وأنْ صيّرت  أحمد لي نبيّا
وصدق الله : { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً ، وأنكم إلينا لا تُرجعون !؟ فتعالى اللهُ الملكُ الحقُّ ، لا إله إلا هو ربُّ العرش العظيم }