الرئيسة \  تقارير  \  وول ستريت جورنال: كيف أصبح الغذاء سلاح بوتين الإستراتيجي في حرب أوكرانيا؟

وول ستريت جورنال: كيف أصبح الغذاء سلاح بوتين الإستراتيجي في حرب أوكرانيا؟

05.07.2022
الجزيرة


الجزيرة
الاثنين 4/7/2022
نشرت صحيفة وول ستريت جورنال (Wall Street Journal) الأميركية تقريرا جاء فيه أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يخوض معركة جيوسياسية بالتوازي مع حربه العسكرية في أوكرانيا باستخدام الغذاء، من بين أهدافها تقسيم المجتمع الدولي وتوسيع نفوذ بلاده في الدول النامية.
كما جاء في التقرير الذي أعده مراسل الصحيفة ويليام مولدن، أن موسكو نشرت قبل أيام من غزوها لأوكرانيا سلسلة من الإنذارات البحرية التي طوقت أجزاء من البحر الأسود قرب سواحل أوكرانيا، التي تعد أكبر مصدر للحبوب وزيت الطهي في العالم.
وأشار مراسل الصحيفة الأميركية إلى أن مسؤولين غربيين وأوكرانيين يرون أن الخطوات اللاحقة التي اتخذتها روسيا، منها إغلاق الموانئ الأوكرانية أو الاستيلاء عليها وتدمير البنية التحتية الزراعية والاستيلاء على أراضي المزارعين ونقل القمح الأوكراني للبيع في الخارج، هي جزء من معركة جيوسياسية تخوضها روسيا بالتوازي مع حربها العسكرية.
أداة للتخويف وتعزيز النفوذ
وقال إنه رغم أن الحرب الروسية على أوكرانيا قد وحدت الحلفاء الغربيين في مساعيهم لدعم كييف، فإن روسيا قد استخدمت نفوذها المتزايد على الصادرات الغذائية لتقسيم المجتمع الدولي وتوسيع نفوذها على الاقتصادات النامية في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، مما أدى إلى انقسام لم يشهده العالم منذ الحرب الباردة.
وأبرز المراسل أن مسؤولين غربيين يرون أن الكرملين يوظف المخاوف بشأن الأمن الغذائي وسيلة لتخفيف العقوبات المفروضة على روسيا وضمان إطلاق مفاوضات لوقف الحرب، كما يستخدم الحصار الذي يفرضه على الغذاء لبناء النفوذ والعلاقات التجارية مع الدول غير الغربية، وتدمير ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الأوكراني.
وأورد التقرير رأي كاري فاولر، المبعوث الأميركي الخاص للأمن الغذائي العالمي الذي قال إن "ما يجري حالة كلاسيكية لاستخدام الغذاء سلاحا.. إذا كانوا يقولون سنقوم بشحن الغذاء إليك فقط إذا كنت على اتفاق مع سياسات حكومتنا فماذا يمكنك أن تقول؟"
ويشير التقرير إلى أن بوتين استخدم على مدى سنوات عديدة الطاقة سلاحا في وجه أعدائه، كما استخدم النفط والغاز الطبيعي في مساعيه لاستعادة النفوذ الذي فقدته بلاده مع انهيار الاتحاد السوفياتي، والآن تضيف روسيا سهما آخر إلى جعبة أسلحتها الإستراتيجية، هو الغذاء.
وقال مراسل الصحيفة إن المسؤولين الروس لا يتورعون عن التباهي بقوتهم المتنامية في هذا المجال، حتى وإن أنكروا استخدام الغذاء سلاحا ضد دول أخرى. فقد قال ديمتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق، في وقت سابق من هذا العام إن الغذاء هو سلاح روسيا الهادئ والخطر الذي يمكن أن يحمي البلاد من العقوبات الغربية.
مؤشرات تخيف الغرب
ووفق تقرير وول ستريت جورنال، فقد صرح بوتين مؤخرا بأن العملاء المنتظمين الذين يستوردون الحبوب سيحصلون على إمدادات القمح مؤكدا أن أوكرانيا حرة في تصدير المنتجات الغذائية. وأضاف الرئيس الروسي خلال اجتماع جرى يوم الخميس الماضي مع نظيره الإندونيسي "لا أحد يمنعهم من إزالة الألغام والسماح للسفن المحملة بالحبوب بالمغادرة من تلك الموانئ. نحن نضمن لهم الأمن."
ورغم ما ورد في تصريح بوتين، فإن مسؤولين أميركيين وغربيين يقولون إن روسيا قامت بمحاصرة موانئ أوكرانيا وفرضت قيودًا صارمة على صادرات الحبوب.
ويخلص التقرير إلى أن دبلوماسيين أميركيين يخشون من أن الإستراتيجية الجيوسياسية الروسية المتعلقة بالغذاء قد نجحت، حيث بدأت مؤشرات على تحول في مواقف قيادات بعض الدول الأفريقية والشرق أوسطية، الذين أكد عدد منهم خلال الأسابيع الأخيرة على علاقات بلدانهم الوثيقة مع روسيا، وهو موقف مغاير لما كانوا عليه خلال الأيام الأولى التي تلت انطلاق الحرب الروسية على أوكرانيا.
المصدر : الصحافة الأميركية