الرئيسة \  واحة اللقاء  \  وصفوا الأسد بالزرافة وسوريا بجمهورية الطوابير..مسميات أطلقتها وسائل إعلام غربية خلال عقد كامل من الث

وصفوا الأسد بالزرافة وسوريا بجمهورية الطوابير..مسميات أطلقتها وسائل إعلام غربية خلال عقد كامل من الث

23.03.2021
أورينت نت


وصفوا الأسد بالزرافة وسوريا بجمهورية الطوابير..مسميات أطلقتها وسائل إعلام غربية خلال عقد كامل من الثورة
أورينت نت - خاص 
الاثنين 22/3/2021 
ارتبط اسم سوريا خلال عقد كامل من الثورة بمسميات أطلقتها صحف ووسائل إعلام عالمية على سوريا خلال العقد الماضي، أرّخت لحظات مفصلية وقرارات سياسية وثورية في تاريخ الثورة السورية، ورافقت محطات غيّرت وجه نظام أسد ونقلته من خانة المقاومة والممناعة "الصهيونية والإمبريالية" عام 2011 التي تحارب المؤامرة الكونية إلى "جمهورية طوابير" تشحذ ماتبقى من الحياة في سوريا. 
أسد دمشق يغدو زرافة 
صحيفة "الفياننشال تايمز" البريطانية آثرت التعريف عن بشار أسد  في مقالها "ما وراء القناع" بالقول إن أسد دمشق يغدو زرافة، مستعينة بهتافات السوريين في المدن الثائرة. كما وصفت الصحيفة بشار أسد بقطعة الدومينو التي ترفض السقوط، يقبع في منزله الفاخر بدمشق لا يزال بإمكانه النظر من النافذة ومشاهدة الحياة الطبيعية المزيفة ، مؤكداً لنفسه أنه لم يتغير الكثير - وأنه لا يزال من الممكن استعادة أي شيء، واستعادتها. 
وفي الوقت الذي كانت تتطلع فيه دول الغرب لدعوة أسد إلى التفاوض، بدا الأخير مستعداً للاستماع، لكنه نادراً ما كان ينطق، فالخداع والكذب بعلانية صارخة كانت أهم التكتيكات الرئيسة التي استخدمها الأسد لصد الضغوط وعنوان المرحلة آنذاك، واعتبرت الصحيفة أن قمع الأسد للاحتجاجات "ليس مفاجئاً..هذا مايفعلونه، إنهم يقتلون". 
دائرة الجحيم 
تكرر مشهد القتل في عموم المدن السورية الثائرة بكل ما تيسر للنظام من وسائل الفتك والقتل والكيماوي، ليتفرّد بوسيلة قتل مبتكرة قضمت مدناً وأحياء وتسببت في إبادة آلاف المدنيين العزل أغلبهم نساء وأطفال عبر براميل تحوي زيت أو خزانات وقود أو أسطوانات غاز محشوة بالمتفجرات والوقود والشظايا المعدنية تسقطها المروحيات، بحسب ما عرفته بذهول منظمة العفو الدولية في تقريرها الصادر عام 2015. 
وعَنون تقرير المنظمة فصلاً جديداً في قمع نظام أسد لمدينة حلب، واستهلّت "العفو" تقريرها بتسمية حلب بـ"دائرة الجحيم في سوريا: البراميل المتفجرة في حلب تجلب الرعب والدماء وتجبر المدنيين على الاختباء تحت الأرض. واعتبر مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة فيليب لوثر أن الفظائع المرتكبة بلا هوادة ترجح وجود سياسة متعمدة ومنهجية لاستهداف المدنيين في هجمات تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية". 
أهون الشرَّين 
ورغم فظاعة المشهد والتقتيل والتنكيل بالمدنيين، واتساع رقعة النزوح واقتلاع الأهالي من أراضيهم إلى دول الجوار وصولاً إلى أوروبا وأمريكا حيث أصحاب القرار، لم تكن كفيلة بإسقاط الغرب لنظام بشار الأسد، فالأخير كان "الشيطان الذي يعرفه الغرب" و"أهون الشرين"، فالغرب غير مستعد لاستقبال فراغ سياسي جديد في المنطقة خاصة مع تشكّل تنظيم داعش الذي قضم نحو 50 بالمئة من الأراضي السورية، الأمر الذي غيّر من معادلة الثورة السورية، وتصبح إحدى الحقائق التي أبقت بشار أسد في السلطة، بحسب صحيفة "التايم". 
"طاغية الحرمان" 
انتهت حرب المصطلحات الإعلامية الخاصة بسوريا مع سقوط مدينة حلب وخروج فصائل المعارضة السورية منها مطلع عام 2017، لتمهل الصحافة الغربية ووسائل الإعلام نظام أسد مدة زمنية لـ"التعافي" على أنقاض منازل المدنيين، كما وعد بشار الأسد "القاتل الجماعي الذي لا يمكن المساس به في تلك اللحظة" بحسب ما أسمته "أتلانتيك كونسيل" في مقالها عام 2018، فبشار أسد لازال يواجه خطر داعش، بحسب الصحيفة. 
لكن لغة الاقتصاد لم تنجح في مواربة نظام أسد ومحاباته بعد إعلانه نصراً أجوف، بحسب ما وصفته صحيفة "فورين أفيرز"، إذ من المفترض أن يكون عام 2020 هو "عام التعافي" لنظام أسد والمناطق الخاضعة لسيطرته، لكنه أصبح "طاغية الحرمان" بين أنصاره ومواليه، بحسب تعبيره صحيفة "الإيكونومست" الأمريكية. 
"مسؤول جنائي" 
ومازاد الطين بلّة على السوريين، إقحام البلاد في حرب لا طاقة لها به، لكن نظام أسد أوقد فتيل تفشي جائحة كورونا في سوريا، حيث رفضت في بادئ الأمر الاعتراف بوجود إصابات بين السوريين، وأبدت الاستعداد للتصدي للجائحة، في حين أن الوقع الطبي يرثى له، فنظام أسد عمد إلى استهداف المستشفيات وتهديد العاملين فيها، ورفض المساعدات الطبية أو منعها وتحويل مسارها. 
وبحسب موقع  فإن نظام أسد له تاريخ طويل في مصادرة شحنات المساعدات الطبية من القوافل الدولية ومنعها عن المدنيين العالقين في مناطق المعارضة كجزء من استراتيجياتها للسيطرة على مناطق المعارضة السورية، الأمر الذي يخوله ليكون "مسؤولاً جنائياً عن تفشي كورونا في سوريا". 
"جمهورية الطوابير" 
ورغم سوداوية المشهد السوري وأحداثه "السوريالية"، وجدت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن الثورة السورية كانت "أفضل حرب موثقة في التاريخ"، إذ إنه من الصعب تجاوز الحادث الفردي لمعالجة وفهم الكم الهائل من البيانات التي أنتجتها الحرب على مر السنين، قد يكون مفيداً للمحاكمات لسنوات قادمة، وفق تعبيرها. 
لكن الطوابير المكتظة أمام أفران الخبز ومحطات بيع الوقود والبنزين رسمت جغرافية جديدة لمناطق سيطرة أسد وعنونت المرحلة الراهنة بالإفلاس وشحذ ودّ "الدول الأصدقاء" لشحذ ما قد يبقي الناس على قيد الحياة، وهو ما لخصته وكالة اسوشيتد برس الأمريكية بتسمية سوريا بـ"جمهورية الطوابير"