الرئيسة \  واحة اللقاء  \  وزير الداخلية التركي في إدلب..لنفي الصفقة مع موسكو؟

وزير الداخلية التركي في إدلب..لنفي الصفقة مع موسكو؟

10.06.2020
المدن



المدن
الثلاثاء 9/6/2020
"زيارة إنسانية في الشكل، سياسية في المضمون" هكذا قرأ السوريون اللحظات القصيرة التي قضاها وزير الداخلية التركي سليمان صويلو في شمال إدلب، الأحد.
الزيارة التي كان هدفها الرسمي المعلن، الاطلاع على سير أعمال بناء وتجهيز مدن سكنية للنازحين من مناطق ريف إدلب الشرقي والجنوبي، الذين فروا من منازلهم نهاية 2019، بسبب الهجمات العسكرية لقوات النظام وحلفائه، حملت أيضاً رسائل سياسية وعسكرية تركية.
وتبني هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (افاد) مجموعة مدن سكنية للنازحين في المنطقة الحدودية شمال إدلب، للتخفيف من الكارثة التي أكد الوزير التركي أنها "مستمرة"، مضيفاً "مع الأسف الأوضاع في إدلب لم تشهد تحسناً والمسألة لم تحل، فهي تعيش مأساة إنسانية بجوارنا وعلى مرأى العالم بأسره".
صويلو رأى أن "على العالم الذي إدعى حبه لبعضه البعض في محنة كورونا ألا يدير ظهره لما تعيشه إدلب، فالمأساة فيها ليست مأساة تخص المكابدين لها أو تركيا فحسب، بل مأساة البشرية جمعاء".
وكان الوزير التركي قد دخل الأراضي السورية بشكل مفاجئ ومن دون إعلان مسبق ظهر الأحد، من خلال معبر كفر لوسين بريف إدلب الشمالي، برفقة عدد آخر من المسؤولين، حيث أكد قبل العودة إلى تركيا أن بلاده لن تتخلى عن إدلب.
توقيت الزيارة والتصريحات التي أدلى بها صويلو في إدلب، كانت محل اهتمام المعارضة السورية، التي اعتبرت أن حكومة أنقرة أرادت توجيه رسائل حاسمة حول منطقة إدلب، في ظل الحديث عن صفقة ردّد البعض أنها تمت بين موسكو وأنقرة مؤخراً، وتقضي بمنح حلفاء تركيا في ليبيا التقدم ضد قوات اللواء خليفة حفتر، مقابل منح النظام السيطرة على إدلب.
عبد الكريم العمر، وهو ناشط معارض في إدلب، أكد أن الكثير من المسؤولين الأتراك، بينهم الرئيس رجب طيب أردوغان، كرروا الحديث مؤخراً عن أهمية إدلب، وأكدوا أنها باتت تمثل مسألة أمن قومي بالنسبة لأنقرة، وقد تجلّى ذلك عملياً من خلال الاستمرار في ارسال التعزيزات العسكرية إلى إدلب، وقد تجاوز عدد القوات التركية فيها اليوم 15 ألفاً.
وأضاف في حديث ل"المدن"، أن "زيارة الوزير صويلو إلى قرى النازحين جاءت للتأكيد على تنفيذ وعود الرئيس أردوغان ببناء تجمعات سكنية محترمة للنازحين، لكن الأهم ما تضمنته من تأكيد على تمسك تركيا بملف إدلب، وعدم التنازل عنه على الإطلاق لصالح الروس".
وتابع أن "تمسك تركيا بهذا الملف هو رسالة جدية للنظام بعدم التفكير بعمل عسكري ضد إدلب، وأنقرة ترى أن أي تراجع لها في هذا الملف يعني أنها قد تخسر بعد إدلب عفرين وغيرها، لذلك فإن الأتراك يصرون على توجيه الرسائل المباشرة والضمنية التي تؤكد على أن ادلب منطقة أمن قومي بالنسبة لهم".