شـقـيقَ النَفْس ، ياطَلقَ المُحَيّا
فـذُكّـرنا المَصير- وقد iiعَلِمنا-
وأن تَـقَـلُـبَ الأحـداثِ ، iiفينا
****
هـيَ الأقـدارُ، يـاحسّانُ iiتَجري
تُـحـاصـرُنا المَنون ، بكلّ iiفَجٍّ
وتَـسـلـبُنا النُفوسَ ، ولا iiتُبالي
****
كـذلـكَ قـدّرَ الـرحـمـنُ iiأنّا
فـيَـحـيا ذاك عاماً ،ثمّ iiيَمضي
وذلـكَ ، بُـكْـرَة يَـغـدو، وهذا
****
أبـا بَـشّـارٍ الأغـلـى ، iiوَداعاً
وظَـلّ بَـنـوكَ ، للأهلين، iiحصناً
وظـلّـتْ دَوحـةُ الأحرارِ iiتَزهو
****
فـيا نَجماً توارى - إذْ iiتَوارى-
ألـمْ تَـكُ في ضُلوعِ الظُلمِ iiغَيظاً
وكـنـتَ، لوالدَيكَ، البِرَّ، iiمَحضاً
****
أبـا بـشّـار الأسـمَـى، iiسَلاماً
أخـاً شَـهـمـاً ، نَبيلاً، ذا iiودادٍ
إذا رَنَـت الـمُـروءةُ، نَحوَ iiخِلٍّ
****
لـو انّ الـعَـبـقريّةَ في iiخِصالٍ
مُـنـحتَ الجُودَ، وهو أجَلُّ iiطبعٍ
وأُعـطـيتَ السَماحةَ، وهيَ iiكَنزٌ
****
أبـا بـشّـارٍ، انـدفَـقَتْ iiعلينا
وحـوشُ الأرض عَبّتْ مِن iiدِمانا
فـنُبصر، في البطاح، لها iiحُشوداً
****
أبـا بـشّـارٍ، الـدنـيـا سَرابٌ
ومَـن سَـرّتْـه سـاءَتْه ، iiبلُؤمٍ
تَـكـونُ مَـطِـيّةً، لِمَن iiامتَطَوها
حُـمَـيّـا عِشقِها تَمضيْ iiسَريعاً
وكَـمْ خَـدَعتْ بَليداً ، iiفاصْطَفَتْهُ
وكَـمْ نَـبَـذَتْ لَـبيبا، iiوازدَرَتْهُ
وكَـمْ مَلِكٍ هَوى، مِن فوقِ iiعَرشٍ
لـيَـعـلـوَ، بَـعدَهُ مَلِكٌ، iiويَلقى
فعِشْ في البِشْرِ والبُشرى ، بلُطفٍ
****
شـقيقَ النَفْسِ ، طُوبَى، أو iiهَنيئاً |
|
ذَهِـلـنا ، حينَ أسْرَعتَ iiالمُضِيّا
بـأنْ لا حـيَّ يَبقى ، الدَهرَ، iiحَيّا
يُـشـيرُلنا : إلى الأجداثِ ، iiهَيّا
فـتَـأخُـذنـا ، سَعيداً ، iiأوشَقيّا
فـلا تُـبـقـيْ فـقيراً ، أو غَنيّا
بـمَـن يَـحـيا بَخيلاً، أو iiسَخيّا
سَـنَلقَى الموتَ ، شَيخاً، أو iiفَتيّا
ويَـبـلـغُ ذاكَ ، مِـنْ كِبَرٍ iiعِتِيّا
يَـذوقُ الـمَوتَ ظُهراً، أو iiعَشِيّا
رَحـلـتَ مُـكَـرّمـاً شَهماً أبِيّا
أمـيـنـاً شـامـخاً صُلباً iiقويّا
بـذِكـركَ،نـاصـعـاً حلواً iiنَديّا
يَـضـمّ الـحَزمَ، والخُلُقَ iiالبَهيّا
يُـؤرّقُـهُ ، ورُمـحـاً iiسَمهَريّا؟
وكـنـتَ لـكـلّ ذي رَحِـمٍ iiوَليّا
مَـضَـيتَ كَما حَييتَ، سَناً iiسَنِيّا
عـزيـزاً ، صـادقاً ، حرّاً ، نَقيّا
رَأتـكَ ، أمـامَـها، الخِلَّ iiالوَفيّا
كـريـمـاتِ، لـكُـنتَ iiالعَبقريّا
فـكـنـتَ تَـجودُ مُبتهجاً iiرَضيّا
يَـجـوز بـها أخوالكَرَم، iiالثُريّا
سُـيـولُ الحِقدِ، تَصرَعُنا ، iiمَليّا
ومـا عَـرفـتْ لَها ، شِبَعاً iiورِيّا
ونَـسـمعُ، في السماء، لَها iiدَويّا
وكـلّ مَـتـاعِـهـا ، يَبْدو دَنيّا
فـيَـمـحو بؤسُها العَيشَ iiالهَنيّا
لَـيـالـيَ ، ثـمّ تَـجعلهمْ iiمَطيّا
فـحُـمّـى بُـؤسِها تُرديْ الحُمَيّا
لـيُـحـسَـبَ،دُونَ لُـبٍّ، iiألمَعيّا
لـيَـلقى البُؤسَ، والعَيشَ iiالزَرِيّا
تَـواضَـعَ، بَـعدَ أنْ شَهِدَ iiالهُويّا
مَـصـيـرَ أخـيهِ ، إذلالاً iiوغَيّا
أبـا بـشّـارٍ الـدَمِـثَ iiالـحَيِيّا
لِـمَـنْ عَشِقَ الغَدَ الأسْمَى صَبِيّا |