زهير سالم*
الإخوان المسلمون "رؤية وفكرة ومشروع وبشر" وهم في نوازعهم البشرية ( بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ) يجوز عليهم كل ما يجوز على البشر، ومن ادعى غير ذلك فقد أبعد..
وفي هذه الأيام الصعبة على كل المستويات، تتطاير على الصفحات العامة والخاصة أخبار اختلافات بينية صارخة، على مستوى أكبر التنظيمات الإخوانية في العالم العربي .. لتصبح الدندنة جلجلة !!
الصراعات البشرية في جماعة ربانية تُفهم بصعوبة .. ولكن في ظل الظرف الذي تعيشه الأمة وشعوبها والتنظيمات الإخوانية وأخص منها المصرية والسورية والعراقية فالأمر أدعى للعجب ..لعله لفتكم أن الحزب الإسلامي العراقي خرج من سوق الانتخابات بلا ، وبعض من يسيء الفهم يظن أنني بهذا أثني على الانتخابات الأمريكية في العراق ، ولكن رغم ذلك لم يكن لمثل هذا أن يكون .
أحكي لكم ولجميع الإخوان المسلمين في العالم هذه الحكاية، الدالة في ثمانينات القرن الماضي، اشتد الخلاف بين طرفين في التنظيم السوري، يعني جماعتنا. وكان بيننا شيخ فقيه عالم بعيد الشأو ، قال أمامي كلمة من معرفته بالواقع لا زلت أحفظها : "الإخوان يتصارعون على خيال ذنب الفجلة" هذا كان في الثمانينات وكنا نظن أننا على سروج الخيل ، ماذا بقي من هذا الخيال أو من تلك الفجلة في هذا الزمان ..؟؟!!
قال المسيح عليه السلام : ومن نازعك الثوب فاعطه الرداء . وصرنا إلى حال أعطينا فيها الناس : المئزر أيضا ، لكي لا يقول قائل : دعاة ويتنازعون !! لا والله لا ننازع الناس على شروى قطمير . وندعو لمن تقدم منهم بالسداد والرشاد والعافية..
(وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ)
لندن : 8 ربيع الأول / 1443
15/ 10 / 2021
____________
*مدير مركز الشرق العربي