زهير سالم*
وانفض سامر آستانة على مثل ما انفض عنه لقاء الدستورية. كلام في عماء. وحديث عن تثبيت هدنة إدلب. ومراوغات عقيمة من هنا وهناك .
الحقيقة التي يأباها السوريون أن ملفهم قد بت منذ الأيام الأولى لولاية بايدن على طاولة أمريكية - إيرانية ، وكان الوجه الآخر لما اتفق عليه بشأنهم؛ أن بايدن أمر برفع تنظيم الحوثي عن قوائم الإرهاب. وادعاء رجال الإدارة أن بايدن لم يصل إلى قرار في القضية السورية نوع من المراوغة، التي لا يجوز أن تنطلي على العقلاء.
ربما ليس من مصلحة الأمريكي أن يعلن عن قراره تسليم العراق وسورية ولبنان واليمن للصفوي.
وإذا كنّا في عصر المراهنة غلى لأقليات في مشرقنا العربي، فإن إيران بمرتسمها الطائفي تشكل الطائفة الأكثر عددا، نحو عشرة في المائة من مجموع المسلمين ، والأكثر انتشارا على مستوى المنطقة. وكما تشكل إيران أحد قوائم الترويكا في آستانة وسوتشي فهي الوحيدة التي تحضر فيزيائيا من خلال ملفاتها المتشابكة مع الأوربيين والأمريكيين ، وهي التي تملك من الأخلاق الذرائعية لتعقد مثل اتفاقية " إيران غيت" بينما قادتها ينادون الموت لأمريكا ..
انفض سامر أستانا، وجديدها قديم ، ولا شيء يؤنس به أو يعوّل عليه، أو يتمسك به.
خمس عشر ة جولة من أستانا ولم يطلق سراح معتقل ، ولا معتقلة واحدة . قيل إن بعض أطراف أستانا طرح ملف إعادة اللاجئين، وأن الآخرين رفضوا الطرح ، لأن هذا الملف موكول إلى بشار الأسد، ومحكوم بنصيحة عصام زهر الدين عندما أعطى السوريين نصيحة من تلك الذقن .
فيما علمنا أن سيارات الإسعاف حين تعمل على إسعاف المصابين تقدم الأرجى والأخطر من المصابين ..
وفي معتقلات بشار الأسد لنا أخوات وإخوة يمزقون ولو كان لي من أمر الناس شيء لجعلت الإفراج عنهم مفتاحا لكل قول ، شرطا للجلوس على أي طاولة!!!
يا عنز هذا شـجر وماء
عاعيت لو ينفعني العيعاء
لندن : ٥ /رجب/ ١٤٤٢
٢٧ / ٢ /٢٠٢١
____________
*مدير مركز الشرق العربي