الرئيسة \  مواقف  \  وجهة نظر : انتخابات العراق ... لمثل هذا يذوب القلب من كمد

وجهة نظر : انتخابات العراق ... لمثل هذا يذوب القلب من كمد

11.10.2021
زهير سالم



زهير سالم*

في هذه الساعات من 10/ 10 / 2021 .. تجري على ثرى العراق الحبيب عملية انتخابية، مهما كان رأينا فيها، فهي ستنتج برلمانا عراقيا، يتحمل مسئولية العراق في المرحلة القادمة، وأهم قضاياه حسم الصراع على وجه العراق : أعربي هو أو أعجمي فارسي ، مسلم هو أو رافضي. وكذا حسم الصراع على ثروات العراق أهي للإعمار والتنمية أو لجيوب الفاسدين والمتنفذين ..!! قضايا العراق المصيرية أكثر من يحاط بها بمقال، ولكن ..
لا أعرف الكثير عن واقع المتغيرات السياسية في العراق، ومع اشتراكي واشتباكي مع الكثير من الأخوة العراقيين على صفحات ومجموعات، لم أتابع تقريرا كاملا معززا يشرح لنا نحن " الجمهور القريب" و" أصحاب المصلحة الحقيقية" في عراق مسلم عربي منسجم مع أمته وليس محاربا لها ...
وبكل التواضع ومع طول الترقب والانتظار ، لم يصلني من مصدر عراقي أطمئن إليه، وأتكئ على معطياته أي تقرير مجمل عن راهن الانتخابات العراقية ومستقبلها والمأمول منها والتخوفات من المؤامرة عليها، وفوائد المشاركة فيها، ومحاذيرها بمعنى دعاوى المقاطعة لمن يدعو إلى المقاطعة...ونزعم أننا في عصر القرية العالمية، والتنظيمات العالمية، ووسائل التواصل المفتوحة على الجميع . تصلني شذرات من كثير من الاخوة العراقية تعبر عن جزئية من موقف ، ولكن لم يصلني قد موقف مدروس مؤنن.
والذي يحز في القلب أكثر ، أنه مع حسم كل المكونات في العراق أمرها، وامتلاك رؤيتها، والائتلاف والتوافق هو الغالب على رجالها ومواقفها ...
إلا إن المسلمين في العراق ولن أقول " العرب السنة " وبؤسى لبريمر وحلفائه وخلفائه ...
المسلمون في العراق لم يحسموا أمرهم بالجواب على سؤال : هل يشاركون في الانتخابات أو لا يشاركون؟؟!! فهم في الجواب على هذا السؤال أيدي سبا..
بله أن تكون لهم قوائم موحدة ثمثلهم : في البصرة وفي الناصرية وفي بغداد والموصل، وأيضا في أربيل ، ولعلكم تدركون معي معنى قولي وفي أربيل..
فلنا في أربيل إخوة ما كانوا لينسون وما كنا لننسى ...
أتابع في الأخبار اليوم أن مآذن بغداد بتوجيه من إدارة الوقف السني، تنادي على المسلمين في المآذن أن هلموا للمشاركة في الانتخابات ولا يكادون يجيبون...
لست مطلعا على الشأن العراقي بحيث أستطيع أن أقرر هل المشاركة في الانتخابات خير أو المقاطعة ...
ولكن الذي يذوب له القلب من كمد أنه بعد عشرين سنة من الاحتلال والعدوان لم ينجز "أهل العراق" مرجعية، ولم ينصبوا مظلة، وحالهم في ذلك حال إخوانهم في سورية.، مشتتين مبعثرين لا راية تجمعهم، ولا هدف يوحدهم..
ولا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ..
لمثل هذا يذوب القلب من كمد ... إن كان في القلب إسلام وإيمان
لندن: 3 ربيع الأول / 1443
10/ 10/ 2021
____________
*مدير مركز الشرق العربي