الرئيسة \  تقارير  \  واشنطن بوست: الوقت ينفد أمام الحديث مع إيران

واشنطن بوست: الوقت ينفد أمام الحديث مع إيران

09.12.2021
الشروق اونلاين


الشروق اونلاين
الاربعاء 8/12/2021
ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن الأمل كان يحدو إدارة الرئيس جو بايدن، في إحياء الاتفاق متعدد الأطراف لعام 2015 الذي حد من قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية وذلك مقابل تخفيف العقوبات عنها، وهو ما رفضه الرئيس السابق دونالد ترامب في 2018 لصالح تشديد العقوبات على طهران، غير أن تلك الآمال لم تكن كبيرة على الإطلاق، بالنظر إلى الاتجاه المتشدد للنظام الإيراني منذ اتخاذ ترامب لتلك الخطوة، وهو ما تكثف أكثر مع انتخاب رئيس إيراني جديد في يونيو الماضي يعارض اتفاق 2015.
وأفادت الصحيفة، أنه بعد خمسة أيام من المحادثات غير المثمرة بين إيران وحلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين في فيينا الأسبوع الماضي، بدت مسألة إحياء اتفاق 2015 أكثر غرابة من أي وقت مضى. ومن ثم يتعين على بايدن الاستعداد بجدية شديدة لما سيأتي بعد ذلك في الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة، في مقال افتتاحي أوردته عبر موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء، أن محادثات يوم الجمعة تأجلت مع توقع استئنافها غدا الأربعاء، لذلك لا تزال ثمة فرصة نظرية لأن تعاود إيران الانخراط في المحادثات استنادا إلى الفكرة التي طرحها حلفاء الولايات المتحدة لاستعادة الصفقة الأصلية تدريجيا من خلال التنازلات المتبادلة المتسلسلة بعناية. غير أن دبلوماسيين من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا أصدروا بيانا متشائما يوم الجمعة أشاروا فيه إلى أن طهران "تراجعت" عن التقدم الضعيف السابق من خلال تشديد مطالبتها بأنه يتعين أن يستبق تخفيف مجموعة واسعة من العقوبات الأمريكية، استعادة القيود النووية.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن إيران لم تنسحب رسميا من اتفاق 2015، إلا أنها كثفت مؤخرا من تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز بكثير القدر الذي كان الاتفاق سيسمح به. ويعتبر التخصيب بنسبة 90% بمثابة مرحلة التسلح، وقد وصلت إيران إلى مستوى 20% في منشأة نووية تحت الأرض في فوردو كان من المفترض أن تتعطل بموجب اتفاق عام 2015، وفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية. فمن الصعوبة بمكان أن تعرف بالضبط ما تفعله إيران لأن وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لها محدود.
وأشارت واشنطن بوست إلى أنه في ظل هذه الظروف، يبدو من المرجح على نحو متزايد أن إيران تتعامل مع جلسات فيينا على أنها فرصة للتعبير عن مظالمها ضد الولايات المتحدة، وتقديم مطالب تدرك أن إدارة بايدن لا تستطيع تلبيتها، تمهيدا للتنصل النهائي من الصفقة.
وأوضحت الصحيفة أنه من بين جميع المشكلات التي خلقتها إدارة ترامب لخليفتها، باتت احتمالية المواجهة مع إيران التي تسعى إلى تطوير أسلحة نووية وتطوير صواريخ تعتبر من أصعب المشاكل. ولكن على الرغم من كونه غير كامل وخطير، فإن اتفاق 2015 على الأقل تمكن من شراء الوقت لتجنب هذا السيناريو. والآن، ومع ذلك، فإن إسرائيل تراقب بقلق وتحتفظ لنفسها بالحق في ضرب إيران عسكريا. قد يؤدي الانتقام الإيراني إلى نشوب حرب إقليمية ويجتذب الدول العربية المجاورة وفي نهاية المطاف الولايات المتحدة.
واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة إنه إذا فشلت الدبلوماسية في فيينا، فيتعين اتباعها في أماكن أخرى: وعلى وجه التحديد، سيتعين على الولايات المتحدة صياغة نهج مشترك بين حلفائها في أوروبا والشرق الأوسط، نهج من شأنه أن يردع إيران في الوقت نفسه، ويعاقب العدوان ويمنح المكافآت للسلوك السلمي. فلا توجد خيارات جيدة. ولكن المهارة التي تدير بها إدارة بايدن البدائل المحدودة المتاحة يمكن أن تجعل أو تكسر سياستها الخارجية وكذلك استقرار الشرق الأوسط.