الرئيسة \  مواقف  \  وإننا لعائدون ...صاحب نظرية المجتمع المتجانس يدعو اللاجئين الهاربين من الإرهاب فقط إلى العودة

وإننا لعائدون ...صاحب نظرية المجتمع المتجانس يدعو اللاجئين الهاربين من الإرهاب فقط إلى العودة

20.02.2019
زهير سالم




موقفنا :

في الخطاب الذي ألقاه بشار الأسد في مجموعة ممن سمي رجال الإدارة المحلية "المنتخبين!!!!" ؛ والذي ادعى فيه وتبجح متناسيا أن البلد المسلط عليه أصبح محتلا من قبل أكثر من خمس دول ، ومرتعا لأكثر من عشر ميليشيات طائفية ؛ وجه بشار الأسد دعوة ملحونة لللاجئين السوريين ، الهاربين من الإرهاب ، حسب تعبيره ، إلى العودة إلى وطنهم !!!!
وتأتي دعوة بشار الأسد هذه مشبوهة ملحونة مقيدة فهو لا يدعو كل اللاجئين السوريين إلى العودة بل فريقا منهم فقط ، يدعو أولئك الذين يزعم أنهم خرجوا هربا من الإرهابيين فقط ...وليس الذين خرجوا هربا من أسلحته الكيماوية ولا من أن يكونوا ميدانا لتجريب الأسلحة الروسية ، ولا من براميله المتفجرة ، ولا من الاعتقال العشوائي على يد أجهزته الأمنية ؛ فكل هؤلاء حسب منطوق بشار الأسد لا تشملهم الدعوة ، وهم بالتالي لا يملكون أصلا حق العودة إلى وطنهم !!
بشار الأسد يرفض في موقف أولي عودة هؤلاء ، بل يترصدهم بالاعتقال والتعذيب والمصادرة ، لأن عودتهم تخل بنظريته الوقحة التي لم يخجل من تكرارها أكثر من مرة على رؤوس الناس حول ما سماه " المجتمع المتجانس " الذي يخدم تطلعاته ورغباته ، ولو اقتضت هذه التطلعا ت التخلص من نصف الشعب السوري ..
في عرف بشار الأسد كل من تعاون أو تحالف مع أجنبي في سورية خائن وعميل بينما يمنح نفسه استثناء شرفيا يجعل من  سورية مرتعا لدول وميليشيات خرجت عن السيطرة ولم يعد يحيط بها حصر ولا عد .
وما يزال بشار الأسد " دون كيشوت " سورية يحارب  ...
ما يزال دون كيشوت سورية كما زعم في خطابه يخوض على فرسه العرجاء على أربعة حروب ، منها العسكري التي أوكل أمرها إلى العديد من القوى المعادية لسورية وشعبها وهويتها وجغرافيتها وحاضرها ومستقبلها .
ومنها أنه يظن أنه يحارب في مواجهة ما يسميه الحصار النظري الوهمي المفروض من بعض دول العالم عليه ، وينسى بشار الأسد أن هذه الدول التي تحاصره نظريا قد صبت في حجره 93% من أموال المانحين مكافأة له على جهوده المميزة في قتل السوريين وتشريدهم ، لمصلحة المشروعين الصهيوني والصفوي ، وتضييقا على أصحاب الحقوق من المستضعفين والمشردين في لقمة غوث جاد بها المحسنون . الحرب الثالثة التي يخوضها بشار الأسد والتي تصيبه بالفالج مع كل شركائه المستبدين هي المعركة مع هذا الانفجار الكلمي على منصات التواصل الاجتماعي ، حيث لم يفلح مع مئات الألوف من الذباب الالكتروني الذين يشاركونه امتصاص دماء السوريين ؛ في تكميم الأفواه أو الحجر على الكلمات والأفكار .
حرب بشار الأسد الرابعة المزعومة والمدعاة هي حربه فيما أسماه من أجل الشفافية وضد الفساد الذي يغرق فيه ونظامه وحزبه . الحرب التي فجرت أوراها أزمة الغاز التي ارتجفت لها عقول السوريين وقلوبهم وأجسادهم استنكارا وقلقا وبردا ؛ ولكن لم يهتز له فيها جفن ...وظل يكابر فيها منتقدا المرتجفين من هلع أو من برد !!
ويصفق المصفقون ..!!
ويفدونه بالروح وبالدم ..!!
بالعودة إلى موضوع اللاجئين لا ينسى بشار الأسد وهو يحرف الكلام ويدوره ويقيده ويوجهه أن يوزع اتهاماته شرقا وغربا على كل الدول التي تستضيف اللاجئين من السوريين  وترعاهم وتحسن إليهم وتتحمل مؤنتهم أنها تتاجر بمعاناتهم ، وتوظفهم في مشروعها السياسي .!! ولو كان ذا قلب أو ضمير لوجه الشكر والعرفان والامتنان !!
لم يكن أمام بشار الأسد انسجاما مع مشروع المحتل الروسي إلا أن يردد كلامه حول الدعوة لعودة أو إعادة اللاجئين . في عملية تكرار لفظي خال من أي معنى ومن أي مضمون وضمان .
من حق اللاجئين السوريين الذين أخرجوا من وطنهم هربا من إرهاب بشار الأسد وبطشه وبطش أجهزته الأمنية وفتك أسلحة شركائه من المحتلين العودة إلى وطنهم والأمن فيه والتمتع بكل الحقوق الإنسانية التي تكفلها لهم الشرائع الربانية والقوانين الإنسانية ..
ولن يتم ذلك إلا باستئناف الثورة على أيدي رجالها الحقيقيين ..
ولن تستأنف الثورة حتى توسد الأمور إلى أهلها ، وينزاح عن طريق السوريين كل المتثاقلين والمحبَطين والمحبِطين ..
وإننا - بإذن الله -  لعائدون ..
لندن : 14 / جمادى الآخرة / 1440
19 / 2 / 2019
______________
*مدير مركز الشرق العربي