الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هواجس كيري.. واعترافاته !

هواجس كيري.. واعترافاته !

27.07.2015
صالح القلاب



الرأي الاردنية
الاحد 26/7/2015
إن كنت تدري فتلك مصيبة
وإن كنت لا تدري فالمصيبة أكبر
أبدى وزير الخارجية الأميركي جون كيري خشية من أنَّ رفض الكونغرس للاتفاق النووي مع إيران سيسبب له إحراجاً وسيضعف مصداقية الولايات المتحدة على الساحة الدولية وهو قال, خلال لقاء في مجلس العلاقات الخارجية الذي هو معهد دراسات في نيويورك, أنه إذا رُفض هذا الاتفاق فستزداد عزلة أميركا وإسرائيل... "أصدقاؤنا في إسرائيل سيصبحون أكثر عزلة وسيتحملون المزيد من الملامة وستخسر أوروبا والصين وروسيا بشأن أي عمل عسكري يتعين أن نقوم به لأننا أدرنا ظهورنا لبرنامجٍ مشروعٍ تماماً يتيح لنا اختبار برنامجهم" !!
 وهكذا فإن كيري لم يُشِرْ إلى العرب ولو بكلمة واحدة فكل ما يهمه, كما هو واضح, هو ألَّا يخسر جائزة نوبل للسلام التي ينتظرها على أحرِّ من الجمر وهو: رجاءً سأكون محرجاً إذا فكرت في الخروج.. ماذا بوسعي أن أقول للناس بعد هذا كوزير للخارجية؟!
 ثم وإن كيري يخشى أن تزداد عزلة الولايات المتحدة إذا أسقط الكونغرس هذا الاتفاق.. "أصدقاؤنا في إسرائيل سيصبحون أكثر عزلة وسيتحملون المزيد من الملامة".. إن هذا هو ما يهم وزير الخارجية الأميركي وبالطبع ما يهم الإدارة الأميركية والرئيس باراك أوباما تحديداً أما باقي ما تبقى فإلى الجحيم وأما أن تُطلق يد إيران في هذه المنطقة فهو لا يهم واشنطن التي تقول, وهذا صحيح, إن مصالحها الحيوية في الشرق الأوسط لا حدود لها !!
 إن هذه اعترافات مهمة كان يجب أن يسمعها العرب وعلى لسان وزير خارجية الدولة التي يعتبرونها أكبر صديق لهم في هذه الكرة الأرضية وهنا فإن الأكثر مصداقية في كل هذا الكلام الدفاعي الذي قاله كيري هو أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعيشان "عزلة" فعلية وإن هذه العزلة, وفقاً لما قاله, ستزداد إذا رفض الكونغرس هذا الاتفاق أي اتفاق النووي مع إيران .
 إنه بالنسبة إلينا كعرب, على اعتبار أننا أهل هذه المنطقة التي يجري كل هذا البيع والشراء وكل هذه المساومات عليها, لا يؤرقنا أن تكون إسرائيل وأميركا في عزلة ولا أن تزداد هذه العزلة إذا أسقط الكونغرس الأميركي اتفاقية النووي مع إيران.. إن ما يؤرقنا هو أن هذه الإدارة الأميركية هي من أوصل الشرق الأوسط إلى هذه الأوضاع المأساوية التي تعيشها العراق وسوريا ولبنان.. واليمن وليبيا والواضح أنَّ باراك أوباما عازم قبل انتهاء الـ 18 شهراً المتبقية له على استكمال ما كان بدأه وعلى استكمال تمزيق هذه المنطقة أكثر مما هي ممزقة .
 نحن لا يهمنا أن تكون الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل في عزلة بل وإننا كعرب نتمنى أن تغرقا في المزيد من العزلة.. إن ما يهمنا هو ألَّا يكون هذا الاتفاق, اتفاق النووي, على حسابنا.. والواضح أنه ثبت أنه على حسابنا حتى قبل أن يصيح الديك وإلَّا ما معنى أن يفتح كيري باب التفاوض مع روسيا وبكل هذه السرعة لإعطاء إيران دورٍ في مواجهة "داعش".. والحقيقة أن المقصود هو "فَرْدُ" عباءة الولي الفقيه وعمامته أيضاً فوق هذه المنطقة التي من المفترض أنها منطقة عربية .