الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل ينفذ تهديداته؟ هذه هي الأوراق التي يملكها أردوغان لعملية عسكرية في إدلب

هل ينفذ تهديداته؟ هذه هي الأوراق التي يملكها أردوغان لعملية عسكرية في إدلب

25.02.2020
ساسة بوست



الاثنين 24/2/2020
"عازمون على جعل إدلب منطقة آمنة، والعملية العسكرية باتت وشيكة، ولن نترك المنطقة للنظام السوري الذي لم يدرك بعد حزم بلادنا"
هذا ما قاله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحاته يوم الأربعاء الماضي بعد فشل المفاوضات الجارية مع الجانب الروسي بخصوص وقف إطلاق النار وعودة النظام السوري إلى ما وراء مناطق اتفاق سوتشي، ولكن ما هي القاعدة التي يستند عليها أردوغان في تصريحات كهذه، أو الأصح: ما هي الأوراق التي يملكها؟
المعارك التي تقودها روسيا مع النظام السوري والميليشيات الإيرانية ضد آخر معاقل المعارضة السورية في شمال غرب سوريا، أسفرت لغاية اللحظة عن تراجع الأخير، وخسارة أهم ورقة لديه، وهي: طريق "إم 5" الدولي والإستراتيجي، إذ تمكنت روسيا بعد استخدام ترسانتها العسكرية الهائلة من إخضاع المعارضة وإجبارها على الانسحاب منه، ومن عشرات المدن، والقرى، والبلدات، ونزوح مئات الآلاف من المدنيين بإتجاه الحدود السورية التركية.
مع استمرار المعارك وجهت تركيا أرتالها العسكرية الكبيرة جدًا إلى داخل سوريا، على الرغم من القصف الذي تعرضت له وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوفهم. وما يزال الجيش التركي لغاية هذه اللحظة يرسل التعزيزات الكبيرة من دبابات، وآليات، ومدافع، وذخيرة، وأيضًا مئات الجنود ويعمل على تثبيت تواجده بشكل قوي، بالتزامن من التهديدات التركية المرتفعة، والتي على ما يبدو أنها لن تتراجع، وما تزال تهدد بضرورة انسحاب النظام السوري من المناطق التي سيطر عليها مؤخرًا قبل نهاية الشهر الحالي.
هل ينفذ أردوغان تهديداته؟
دائمًا ما يهدد الرئيس التركي خصومه وخصوم تركيا، فمن سوريا، إلى قبرص، إلى مصر، وليبيا، ودول الخليج، وأمريكا، وروسيا، وفرنسا، وأيضًا إسرائيل وغيرها. مارس أردوغان مهاجمة الجميع بانتقادات لاذعة، وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وصفه بـ"القوي والشديد"، ويرى محللون أن صداقة أردوغان لها ثمن مرتفع جدًا، وليست بالمجان.
يقول الكاتب والصحافي الأمريكي بوبي جوش في مقالة له نشرت على موقع "بلومبيرج"، أن بوتين اكتشف أخيرًا ألم صداقته لأردوغان، مشيرًا إلى أن بوتين يكافح لمواجهة المشكلة ذاتها التي واجهتها البنتاجون والخارجية، وهي كيف نحل مشكلة مثل رجب طيب أردوغان؟
يضيف جوش إلى أن بوتين يعض على أسنانه وهو يشاهد أردوغان يحبط مشاريعه، ويقضي على أي أمل لرئيس النظام السوري بشار الأسد في استعادة السيطرة على سوريا كلها، كما أن تركيا أرسلت مقاتلين سوريين لمواجهة حفتر في ليبيا، ولفت الكاتب أن أردوغان عندما زار مدينة كييف هتف "المجد لأوكرانيا"، وهو الهتاف الذي أصبح شعار المقاومة ضد روسيا منذ ضم جزيرة القرم عام 2014.
ويضيف جوش: "يكتشف بوتين اليوم، كما اكتشف الأمريكيون والأوروبيون من قبل، أنه مع أردوغان، فإن الأمور تتصاعد دائمًا مصحوبة بتهديدات لإنهاء التحالفات، إذ هدد بأن العلاقات الروسية التركية ستتأثر في سوريا". وتجدر الإشارة هنا إلى أن تركيا شريك تجاري كبير لموسكو، ويزيد حجم التجارة بين البلدين لأكثر من 30 مليار دولار، وهناك مشاريع مهمة تم تنفيذها أهمها السيل التركي وشراء منظومة "أس 400".
وخلال سنوات الحرب السورية؛ وجه الرئيس التركي العديد من التهديدات للنظام السوري، كان أولها الخط الأحمر الذي وضعه بعدم استباحة مدينة حماة، ومن ثم تهديداته المتكررة بضرورة وقف المجازر بحق الشعب السوري، والتي لم تتوقف. يليها التهديدات بعمليات عسكرية ضد مواقع ميليشيات حماية الشعب الكردية العمود الفقري لـ"قوات سوريا الديمقراطية (قسد)" المدعومة من واشنطن، وهذه هي المرة الأولى التي تدخل روسيا نادي "التهديدات التركية"، فهل يملك أردوغان القدرة على تنفيذها؟
بعد أن انتهت تركيا من تنفيذ تهديدها بطرد "قسد" من منطقة عفرين شمال محافظة حلب ضمن عملية "غصن الزيتون" في أوائل عام 2018؛ توجهت أنظار أردوغان فورًا إلى شرقي الفرات حيث تتمركز القوات الأمريكية، وتوالت التصريحات التركية من جميع المسؤولين بشن عملية عسكرية. وبقيت هذه التهديدات تراوح مكانها، على الرغم من الجدية في الإشارات التي كانت ترسلها أنقرة إلى واشنطن، عبر حشود عسكرية كبيرة على الحدود وتجهيز آلاف المقاتلين من عناصر الجيش الوطني السوري، واستمرت التهديدات أكثر من سنة ونصف، إلى أن شنت تركيا عملية "نبع السلام"، ونتحدث هنا عن تحدي مباشر من تركيا لأقوى قوة عسكرية على الأرض.
يرى الباحث والصحافي التركي في "منتدى الشرق"، محمد أمين، خلال حديثه لـ"ساسة بوست" أن "خطابات أردوغان تصبح قاسية يوما بعد يوم، فقد صرح بأن "عملية إدلب مسألة وقت وقد نأتي على حين غرة". إذ استخدم أردوغان لغة التهديدات نفسها مع العمليات السابقة"، ويضيف أمين "رأينا تهديدات أردوغان في العمليات العسكرية السابقة في سوريا، وهي تعتمد على التحذير الأخير للنظام وموسكو"، واعتبر أمين أن "تهديد أردوغان بالعملية العسكرية سيُنفذ بغض النظر عن فرصة نجاحها، وأن على تركيا التصرف ولا مجال للتراجع".
وعلى ما يبدو أن تركيا تأخذ النفس الطويل والعميق لتنفيذ وعيدها، وليست على عجلة من أمرها، ففي النهاية إذا ما تعرض أمنها القومي للضرر، أو التهديد من أي طرف كان، فلن تسمح بذلك، ولو كان ذلك على حساب حلفائها. والتهديد القادم لها من إدلب: ملايين النازحين الذين يتوافدون إلى حدوها الجنوبية، الذين إذا ما اقتحموا هذه الحدود سيشكلون ضغطًا اقتصاديًا هائلًا على بلادهم، وبالضرورة سينفذ أردوغان تهديده المتكرر بفتح حدود بلاده أمام العابرين إلى أوروبا وإغراقها باللاجئين.
ما أوراق الضغط التي بحوزة "القوي الشديد"؟
في الحقيقة خسر أردوغان العديد من أوراق الضغط التي كان يملكها خلال عملية التفاوض مع الروس، فقد قال الصحافي التركي محمد أمين لـ"ساسة بوست" إن "تركيا وروسيا فشلا في تنفيذ اتفاق سوتشي، مع أنه كان فرصة جيدة لمنع حدوث أزمة إنسانية. إذ لم تتمكن أنقرة من فصل المعارضة المعتدلة عن المتطرفين المتمثلين بـ"هيئة تحرير الشام"، كما أن الأخيرة شنت هجومًا عنيفًا على المعارضة المعتدلة، بهدف أخذها بالاعتبار في الاتفاقيات السياسية المستقبلية".
يضيف أمين أن "هيئة تحرير الشام المصنفة على قوائم الإرهاب العالمية هزمت المعارضة المعتدلة، وأصبحت الحاكم الفعلي لإدلب، وهذا الوضع أضعف يد تركيا تجاه روسيا وبدأت موسكو في استخدام هذا الموقف ورقة مساومة في الاتفاقيات السياسية مع أنقرة".
ومع ذلك فإن أردوغان ما زال يملك العديد من أوراق الضغط التي يستطيع من خلالها تنفيذ تهديداته بخصوص إدلب، حيث يأتمر بأمره قرابة 80 ألف مقاتل من عناصر الجيش الوطني السوري المدربين بشكل جيد، كما أن تركيا تعتبر الداعم الأساسي لفصائل المعارضة من ناحية السلاح والمال وأيضًا التدريب، وتستطيع أيضًا التأثير على قيادات وعناصر هيئة تحرير الشام المتشددين، هذا بالإضاقة إلى القوة الكبيرة التي يملكها الجيش التركي في إدلب، وانتشار قواته في نقاط المراقبة، واستحداث نقاط جديدة أخرى، حيث يستطيع أردوغان من خلال هذه القوة التي يملكها من تنفيذ تهديده.
كذلك يملك أردوغان ورقة ليبيا بدعمه لحكومة الوفاق الشرعية في مجابهة قوات حفتر المدعومة روسيًا ويمكنه المساومة بها مع بوتين، وأيضًا يملك ورقة "السيل التركي"، وهو شريان تدفق الغاز الروسي نحو أوروبا، والمشروع الأهم وهو منظومة الدفاعية الجوية "إس 400"، كما كان هناك حديث عن شراء الأتراك لطائرات "سوخوي 35"، فضلًا عن التجارة والسياحة بين البلدين، وجميع هذه الأوراق تؤهل أردوغان للمساومة.
يضيف أمين أن "أنقرة تتمتع بعلاقة أفضل مع موسكو مقارنة بواشنطن، إلا أن تركيا لديها القدرة على بدء عملية جديدة في سوريا، ومع ذلك فإن ذلك لا يعني انهيار التعاون بين أنقرة وموسكو، فالعلاقات بين البلدين متعددة الأوجه، إذ إن التعاون لم يبدأ بإدلب، ومن غير المرجح أن ينتهي بها، وسوف تستمر العلاقات الروسية التركية، بالرغم من كل الصعاب".
أما القيصر الروسي بوتين فلا يملك خيارات كثيرة أيضًا لمواجهة أردوغان، فهو يسعى لتفتيت وحدة حلف الناتو من خلال سحب تركيا إلى صفه، وهذا واضح من الخلافات بين دول الحلف التي طفت على السطح مؤخرًا، وفي حال قام بوتين بمنع تركيا من تنفيذ تهديدها في إدلب وطرد الأسد، فإن ذلك ربما سيعمل على عودة تركيا إلى الحضن الأوروبي وترميم التصدع في الحلف، وهذا ما لا يريده بوتين بالتأكيد، كما أن بوتين يعلم أهمية الحفاظ على العلاقات مع أردوغان، خاصة أن هناك قوميات تركية منتشرة في روسيا والقوقاز، وإذا ما وقعت حرب بينهما فستحدث بلبلة ربما لا تتمكن موسكو من السيطرة عليها.
في المقابل هناك أسباب عديدة تجبر أنقرة على تنفيذ تهديدها في إدلب، إذ يقول أمين لـ"ساسة بوست": إن "تركيا لا تستطيع أن تتحمل موجة نزوح جديدة بالنظر إلى حقيقة أنها تستضيف ما يقرب من 4 مليون سوري في أراضيها، كما يمكن للجماعات الإرهابية المتطرفة العبور مع اللاجئين وهذا سيؤثر على أمن البلاد".
كما أن سيطرة روسيا والنظام على إدلب سيضع مناطق النفوذ التركي المباشرة (درع الفرات وغصن الزيتون) في خطر، ومن أجل الحصول على رأي وكلمة في الاتفاقيات المستقبلية، فإن أنقرة بحاجة ماسة لإدلب، حسب أمين، الذي يضيف أن "العملية العسكرية تصبح ضرورة، وليست خيارًا، فقد نشرت تركيا آلاف الجنود ومئات العربات المدرعة في إدلب؛ مما يشير إلى الاستعدادات لعملية عسكرية".
وبالتأكيد فإن ورقة حلف الناتو التي يملكها أردوغان تبقى الأهم والأقوى لمواجه روسيا؛ إذ غردت صفحة الحلف الرسمية على موقع "تويتر" أن "الناتو هي عائلة ذات قيم مشتركة، ونحن متحدون مع حلفائنا من أجل السلام والاستقرار. تركيا هي الناتو"، كذلك طالب وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، الناتو باتخاذ خطوات ملموسة لوقف هجمات النظام السوري، وطلب منها فرض منطقة حظر طيران فوق المحافظة، ونشر منظومة صواريخ باتريوت لاستخدامها في حفظ الأمن في ظل الصراع الدائر في المنطقة، ولكن يبقى التساؤل عن مدى استجابة الناتو لهذه النداءات؟
وتبقى المعضلة الوحيدة التي ستواجه أردوغان إذا ما نفذ تهديده وشن هجومًا عسكريًا على النظام السوري؛ هو  روسيا التي تدعم الأسد بشكل كامل (سياسيًا وعسكريًا)، فهل تنسحب روسيا من إدلب وتدع الأسد لمصيره على غرار الانسحاب الأمريكي شرقي الفرات؟ أم أننا سنكون أمام نزاع عسكري محتمل بين الروس والأتراك حسبما صرح المتحدث باسم البنتاجون، جوناثان هوفمان، وعلى العموم فإنه من المبكر الحديث عن الحرب الآن، خاصة أن مهلة أردوغان سوف تنتهي مع بزوغ شمس مارس (آذار) المقبل، وإلى ذلك الوقت سنعيش على وقع التهديدات التركية المتواصلة.
أشارت مصادر خاصة ومطلعة لـ"ساسة بوست" إلى أنه "كانت هناك حشود عسكرية كبيرة، واستنفار غير مسبوق لعناصر فصائل المعارضة المسلحة، وأيضًا الجيش التركي في إدلب يوم الأربعاء الماضي، وذلك للاستعداد لشن هجوم عسكري على مواقع النظام السوري"، وأكدت المصادر أنه "مع ساعات الظهيرة الأولى شنوا هجومًا على بلدة النيرب جنوب إدلب، شارك فيها مشاة الجيش التركي لأول مرة برفقة دباباتهم وعرباتهم المصفحة، حيث كان الدعم التركي سابقا يتم من خلال التمهيد المدفعي فقط، وتمكنوا من السيطرة على غالبية أحياء البلدة خلال أقل من ساعة".
وأكدت المصادر ذاتها أن "مشاة الجيش التركي قد أتتها أوامر بالانسحاب على الفور، وكذلك فعلت فصائل المعارضة، وتم الانسحاب بالفعل من البلدة بعد تدمير عدد من الدبابات والآليات، وقتل وجرح العديد من عناصر الأسد، وإسقاط طائرتي استطلاع روسيتين"، وأشارت المصادر أن "المعركة كانت قوية جدًا، ويبدو أن الرسالة التي أراد أردوغان إيصالها لبوتين قد وصلت بالفعل، وهي أنني أستطيع تنفيذ تهديدي نهاية الشهر الحالي".
وعن السيناريوهات المتوقعة للحل، يقول الصحافي التركي محمد أمين: إن "حظوظ إدلب ليست واعدة، إذ يريد النظام السوري فرض سلطته على كامل سوريا، بينما يريد الروس الشيء نفسه لحماية ميناء طرطوس وقاعدة حميميم الجوية من الضربات الصاروخية التي تقوم بها المعارضة". ويرى أمين من وجهة نظره أن الحل الوحيد المعقول هو "جعل إدلب منطقة آمنة"، لكنه يرى صعوبة تأسيسها، واستدرك قائلًا: "يمكن أيضًا جعل المحافظة خاضعة لقرار منطقة حظر الطيران" لكنه عاد وقال: إن هذا الأمر يصعب تنفيذه أيضًا بسبب عدم وجود دعم أوروبي حقيقي لتركيا في مواجهة التحديات في إدلب.
تركيا أيضًا حافظت على اجتماعاتها الدبلوماسية مع روسيا، والتي لم تسفر عن نتائج إيجابية حتى الآن، مع وجود تسريبات أن الروس عرضوا على المسؤولين الأتراك خريطة جديدة، ولكن الأخير رفضها بشدة، كما أن روسيا رفضت أيضًا انسحاب النظام من المناطق التي سيطر عليها، وذلك بحسب أمين.
ونشر مركز "جسور" للدراسات، دراسة وضع فيها ثلاثة سيناريوهات للحل في إدلب، أولها إعادة إنتاج اتفاق سوتشي؛ ما يعني إعلان وقف إطلاق نار، يليه مباحثات ثنائية تفضي إلى احتمالين: أن ينسحب النظام إلى حدود منطقة خفض التصعيد قبل بدء الحملة العسكرية. أو الإبقاء على الخارطة الميدانية الجديدة، والبناء عليها في تطبيق بقيّة بنود المذكّرة أو التعديل عليها، ويُصبح ما تبقى من منطقة إدلب تحت سيطرة تركية مباشرة.
أما السيناريو الثاني فهو "اتفاق أضنة معدّل"، أي قيام تركيا وروسيا بالتفاهم حول شكل معدّل لاتفاق أضنة لعام 1998، بحيث يضمن هذا الاتفاق شرعية للتواجد العسكري التركي في عمق يتوافق مع الاتفاق الأصلي، أو بعمق يزيد عليه، ويتضمن هذا السناريو احتمال إقامة منطقة آمنة تضم المناطق التي حافظت فصائل المعارضة.
والسيناريو الثالث الذي ذكرته الدراسة، سيكون عدم الاتفاق على أي شيء، ومعناه: معركة وحربًا شاملة؛ ما يفتح المجال أمام الدخول في معركة استنزاف مفتوحة سواءً عبر فصائل المعارضة السورية، أو بمشاركة الجيش التركي فيها، هذا بغض النظر إن كان مدعومًا من قبل الولايات المتّحدة الأمريكية والناتو، أم لا، وهذا السيناريو هو الأخطر سياسيًا، والأسوأ من الناحية الإنسانية.