اخر تحديث
الأحد-05/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ هل يجب على السياسي ، أن يكون ضَبّاً ، يَدخل من القاصِعاء ، ويَخرج من النافقاء؟
هل يجب على السياسي ، أن يكون ضَبّاً ، يَدخل من القاصِعاء ، ويَخرج من النافقاء؟
20.12.2018
عبدالله عيسى السلامة
تروى طرفة ، عن أحد الحُجاج ، أنه رجَمَ إبليس ، ملثّماً ! وحين سُئل عن السبب ، قال: لاأحبّ أن يعرفني ، فقد أحتاجه ، يوماً ما !
ويقال : فلان يَحفظ خطّ الرجعة !
ويقول أحد الشعراء ، عن الرجل المصمّم :
إذا هَمّ ، ألقى ، بين عينيه ، همّهُ = ونكّب ، عن ذِكر العواقب ، جانبا !
أمّا الطُرفة ، الواردة ، أعلاه ، فلا تخرج ، عن كونها طرفة ، تعبّر عن نفسيات بعض الناس، وعن طرائق تفكيرهم !
لكن السؤال ، هو : هل ثمّة تناقض ، بين حفظ خطّ الرجعة ، وبين التصميم ، الوارد في بيت الشاعر، لدى الرجل ، الذي لا يبالي بالعواقب ؟
والجواب ، ببساطة ، هو: لا ؛ فلكلّ حالة لبوسها ! حفظُ خطّ الرجعة ، من الحكمة ، أو الحصافة ؛ إذا لم يكن فيه نفاق ، أو إيذاء لأحد ، أو إخلال بخُلق نبيل !
وتنحية التفكير بالعواقب ، في حالة التصميم ، على فعل ما .. تُعَدّ ، كذلك ، من الشجاعة ، التي لايشوبها تردّد ، أو تفكير : بالهزيمة ، أو بالتراجع ، أو بالخوف ، الصارف عن تحقيق الهدف !
وما ورد ، كلّه ، لا صلة له ، بالتلوّن السياسي ، وارتداء الأقنعة المختلفة ، ومواجهة كلّ شخص بقناع ، والتسلّح بألسنة كثيرة ، والحديث في كلّ موقف ، بلسان يُعجب السامع .. والتراجع ، عن التصريحات المثبتة ، في وسائل الإعلام ؛ حين تثير ردّة فعل غاضية ، لدى جهة ، ذات وزن .. وادّعاء : أنّ التصريح ، فُهم على غير وجهه .. أو: ثمّة خطأ ، في ترجمته .. أو غير ذلك ، من الأعذار، التي تدفع الحرج ، عن السياسي !
فهذا ، كلّه ، يُعَدّ ، من أبواب النفاق ، ولا صلة له ، بالحديث الشريف ، المتضمّن : الحكمة، والحصافة ، وحسن معاملة الناس : خاطِبوا الناسَ على قدر عقولهم ..!
أوّل ماظهر النفاق ، في مواجهة المسلمين ، ظهر في المدينة المنوّرة ، لدى بعض الأفراد، الذين تأثّروا باليهود ، نتيجة للمجاورة الطويلة ، والمعاملة الكثيرة !
وقد كشف الله ، أساليب اليهود ، في معاملة المسلمين ، ومنها :
( وقالت طائفةٌ من أهل الكتاب آمِنوا بالذي أُنزلَ على الذين آمَنوا وجهَ النهار واكفُروا آخرَه لعلّهم يَرجعون ) !
كما كشف القرآن ، أساليب المنافقين ، في التعامل مع المسلمين ، تعاملاً ، هو أقرب ، إلى الحرب ، منه ، إلى التعامل الاحتماعي الصحيح ، مع أنّهم يدّعون الإسلام ، ويتظاهرون به؛ فتعاملهم ، كله : نابع ، من الحقد والبغضاء ، ومشحون بالدسّ ، والتآمر الخبيث ، ونشر الأكاذيب .. والإرجاف بين المسلمين ، وتثبيط عزائمهم !
وقد وردت تسمية المنافقين ، بهذا الاسم ، في القرآن الكريم ، وفي الحديث الشريف .. كما ورد الكلام ، عن بعض أفعالهم ، وصفاتهم !
ويبدو، أن ساسة اليوم ، في العالم ، قد تتلمذ أكثرهم ، على شيخ المنافقين ، عبدالله بن أُبَيّ ين سلول ! بَيدَ أن منافقي اليوم ، يملكون ، من أدوات نشر النفاق ، ووسائله ، مالايملك القدماء.. ولديهم ، من الأساليب ، ماليس لدى متقدّميهم ، وأساتذتهم !
ويبقى أن نشير، إلى معنى القاصعاء ، ومعنى النافقاء ؛ فنقول : القاصعاء هي البوّابة الأولى، الأمامية المعروفة ، للضبّ ، التي يدخل منها ، إلى جحره .. والنافقاء : هي البوّابة الثانية، الخلفية ، غير المعروفة ، التي يخرج منها ، حين يتعرّض ، لخطر المداهمة ، ومن هنا ، جاء مصطلح النفاق !
ومعلوم ، أن النفاق ، بين الناس ، لايكون من المكر الحسن ، أبداً ، فهو : من المكر السيّء، في سائر أحواله ! والمكرُ السيّء لا يحيق ، إلاّ بأهله ! أمّا سلوك الضبّ ، في اتّباع الأساليب، التي يحقظ بها حياته ، فهو من الغريزة ، التي وضعها الله ، فيه .. وهو من المكر الحسن ، إذا صحّت تسميته مكراً !